فى الدورة ال 32 .. مفاجآت وكواليس الأسبوع الأول من مهرجان القلعة

ندى ‬محسن
تتواصل فعاليات الدورة ال32 من مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء بحفل جديد يُحييه اليوم الخميس المطرب إيهاب توفيق في سهرة غنائية مُميزة بطعم أغنيات التسعينيات، وتسبقه فقرة لفرقة الإنشاد الديني من إعداد الفنان مصطفى النجدي، ومن المتوقع أن يشهد الحفل حضورًا جماهيرًا كبيرًا، ومن المقرر أن تستمر فعاليات المهرجان حتى الثامن والعشرين من أغسطس الجاري..
وشهد الأسبوع الأول من مهرجان القلعة في نسخته ال32 مجموعة من اللقطات والمفاجأت الفنية المُميزة، كما أثرى المهرجان حالة التنوع لإرضاء جميع الأذواق الموسيقية سواء لمحبي الإنشاد الديني أو الطرب الأصيل أو لعشاق الموسيقى البديلة.
"طرب أصيل"
ليلة مع الطرب العربي الأصيل أحياها الفنانين علي الحجار ونادية مصطفى، أمس الأربعاء، وسط تفاعل كبير من جميع الحاضرين المُتذوقين لقيمة الكلمة واللحن الشجي، حيث بدأت الأمسية مع المطربة نادية مصطفى التي أطربت الجمهور بمجموعة من أبرز وأشهر أغنياتها التي ساهمت في نجاحها، وبرزت إمكانيات ومساحات صوتها ومنها "مسافات، يحلها الحلال، جاي في ايه، الصلح خير، قولها أنت، سلامات" وغيرها، وأكدت نادية على سعادتها وفخرها بدعودتها للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان على مدار دوراته، لما يحمله من خصوصية تاريخية، وسحر لا يتكرر في أي مكان آخر.
وأعتلى المطرب علي الحجار المسرح وسط استقبال حافل من الجمهور، وبدأ فقرته بصحبة فرقته الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد فرج، حيث أمتع الحضور بمجموعة من أبرز أعماله الغنائية وتترات المسلسلات الشهيرة التي قدمها خلال مسيرته الفنية، منها "على قد ما حبينا، لو تعرفي، في هويد الليل، الزين والزينة، ذئاب الجبل، هنا القاهرة، ما تمنعوش الصادقين، المال والبنون، من غير ما تتكلمي، مسألة مبدأ"، ووصل تفاعل الجمهور إلى ذروته خاصة مع أغنيتي "بوابة الحلواني، وعارفة" التي يُردد الجمهور كلماتها كاملة، ويحرص الحجار في اختياره لبرنامج الحفل على انتقاء الأغنيات الطربية البسيطة، وفقًا أيضًا لنوعية الآلات التي توفرها دار الأوبرا.
"الصوفية والحداثة"
أجواء استثنائية وألوان فنية متعددة عاشها جمهور القلعة من مُحبي وعاشقي الابتهالات الدينية، وفن الموسيقى البديلة، في الليلة السادسة من فعاليات المهرجان، من خلال فقرتين تميزت كلًا منهما بحالة شديدة الخصوصية، حيث استعرض الموسيقار فتحى سلامة والمنشد محمود التهامى ملامح من مشروعهما الفني الذي يحمل عنوان "الصوفية والحداثة"، ويمزج أبيات من الأشعار الروحانية والابتهالات والمدائح الصوفية بالأساليب الموسيقية الحديثة ومنها "البردة، قمر، قاضي الغرام، رسمتك يا حبيبي، تولى المصطفى أمري، أكاد من فرط الجمال، صعايدة يا رسول الله، يا هو، طلع البدر علينا، أيام عمري".. وغيرها.
وإلتقت الفنانة دينا الوديدي وفرقتها بجمهورها، وتغنت بعدد من الأعمال التقليدية والتراثية الشعبية الممزوجة بالموسيقى الحديثة، إضافة إلى مجموعة مختارة من أعمالها الخاصة منها "سكون، تماثيل، بعد البيبان، الحرام، السيرة، دواير، العرس، الكون، يا بدر ياللي معدي، احسنلك تبعد، كتر الوجع، وحده، تدور وترجع، يا جنوبي، الله باقي".. وغيرها.
"سهرة بطعم التسعينيات"
شهدت الليلة الخامسة 3 حفلات دفعة واحدة، بدأت بحفل لفرقة "جلاس أونيون" التي تستعيد خلالها ذكريات موسيقى فريق "البيتلز" التي أشتهرت في فترة الستينيات والسبعينيات، وضم البرنامج مختارات متنوعة منها "تعالى سويًا، شيء ما، مطرقة ماكسويل الفضية، محبوب، حديقة الأخطبوط، أريدك، ها هي الشمس تأتي، لأن، أنت لم تعطيني المال الخاص بك، ملك الشمس، يعني السيد الخردل، بوليثين با".
وبالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية قدمت فرقة "سانديب بانيرجي" الهندية حفلًا يضم موسيقى وأغنيات فلكلورية شعبية هندية وأغنيات بوليووود، بالإضافة إلى مزيج من المقطوعات الغربية والكلاسيكيات الهندية.
وتجدد لقاء المطرب هشام عباس مع جمهور القلعة للعام السابع على التوالي، فعلى الرغم من تعرضه لأزمة صحية مفاجئة قبل موعد الحفل بثلاثة أيام، إلا إنه حرص على المشاركة بفاعليات المهرجان لما يحمله من خصوصية في قلبه، ولم يعتذر عن إحياء الحفل، وأعتلى هشام المسرح وسط تصفيق وهتاف الجمهور على نغمات أغنية "بالليل"، وأمتع الحضور بمجموعة كبيرة من أغنياته القديمة التي تُعيد الجمهور إلى ذكريات أعماله الرائعة التي قدمها منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، والتي يستعيد من خلالها عدد كبير من الحضور ذكريات فترة المراهقة والشباب لأعمال صنعت اسم وشهرة هشام عباس في مصر والوطن العربي لسنوات.
واستحوذت أغنياته القديمة على قائمة برنامج الحفل، ومنها "وأنا أعمل ايه، عيني، ناري نارين، جوا في قلبي، شيل إيدك من على خدك، يا ليلة، زمان وأنا صغير، فينه، حلال عليك، يتربى في عزو".. وغيرهم من الأغنيات العالقة في أذهان الجمهور والتي يحفظها ويتفاعل معها بإستمرار.
وفاجئ هشام جمهوره بغناء "ميدلي" من ألحان الموسيقار الكبير صلاح الشرنوبي، ومنها "ساعة لقلبك، من بين عيون الناس، آه من عينيها السود، كام مرة يا قلبي تدوب".
"انسجام"
تميزت الليلة الرابعة من المهرجان بحضور جماهيري كبير في أولى مشاركات المطرب حمزة نمرة، حيث رفع الحفل شعار "كامل العدد"، وكان غالبية الحضور من فئة الشباب الذي اعتلى المدرجات والأسوار من أجل الاستماع إلى نجمهم المُفضل، وتحقيق إمكانية رؤيته على المسرح، وذلك بعدما نفذت المقاعد المُخصصة للجلوس، وهو الأمر الذي تسبب في بعض المشادات بين الحضور، لكن سُرعان ما تم احتواء الأزمة قبل صعود حمزة على المسرح.
اعتلى حمزة المسرح على نغمات أغنيته الشهيرة "رايق"، والتي حملت عنوان ألبومه الأخير الذي أصدره العام الماضي، وسط استقبال وتفاعل حافل من الجمهور الذي ردد معه جميع أغنياته في انسجام واضح، وسيطرت أغنيات ألبومه الأخير على برنامج الحفل، حيث قدم 6 أغنيات منها "رياح الحياة، لعله خير، عالم كدابة، أنا الطيب، إسكندرية"، ولم يخفت تفاعل الجمهور معه في أي أغنية.
واستهل حمزة الحفل بمجموعة أخرى من أبرز وأشهر أعماله الغنائية منها "فاضي شوية، داري يا قلبي، انسان، القصة واللي كان، بلدي يا بلدي، ومعلش"، التي أعاد غنائها مرة أخرى بناءً على طلب الجمهور بسبب عدم وضوح صوته في المرة الأولى نتيجة عُطل تقني في الميكروفون، وأشعل حمزة حماس الجمهور بتقديمه لأغنية "أنت مين" من الفلكلور الشعبي المصري، والتي غناها بتوزيع وطريقة مُعاصرة.
ومن أبرز لقطات الحفل، حين قدم أغنية "يا ظريف الطول"، وهي فلكلور على الطريقة الفلسطينية، وذلك تضامنًا مع أبناء الشعب الفلسطيني وسط تفاعل الجمهور بالرقص على طريقة الدبكة الفلسطينية، رافعين شعار النصر.
وشهد الحفل موقفا طريف بين حمزة والجمهور، حيث طالب الجمهور بمبادلته لعبة تحمل اسم "لعبة الألحان"، حيث تعتمد على عزفه لحنًا معينًا دون التفوه بالكلمات، وينتظر الجمهور حتى يعرف كلمات الأغنية ومطربها، ومن خلال هذه اللعبة، أخذ الجمهور في رحلة إلى الماضي، وأغنيات الزمن الجميل، حيث قدم فى هذه الفقرة أغنية "على حسب وداد قلبي" لعبدالحليم حافظ، "يا غربة" لإسماعيل البلبيسي الذي صعد على خشبة المسرح في مفاجأة لجمهور القلعة، وقدم الأغنية على طريقة "الديو" بصحبة حمزة، ثم استهل بأغنية "كتاب حياتي" لحسن الأسمر، "لولاكي" لعلي حميدة، و"محسوبكو انداس" لسيد درويش.
وكانت قد بدأت السهرة مع الموسيقار عمرو سليم الذي استطاع بلمساته الفريدة، أن يعيد صياغة ألحان الموسيقى العربية الخالدة على أنغام البيانو، فأبدع في تقديم مقطوعات أضفى عليها نكهة معاصرة دون المساس بروحها الأصيلة منها "شغلوني، حبيبي وعنيا، على عش الحب، سهر الليالي، العوازل، وطاير يا هوا، من حبي فيك يا جاري، ياما قالو، شبكوا إيديكم، مانحرمش العمر منك، مالي، بتسأل ليه عليا، طاير ياهوا"، وأشعل حماس الجمهور على أنغام "أحلى اسم في الوجود".
"نوستالجيا"
ليلة غنائية خاصة استعاد معها الجمهور ذكريات أعمال أوائل الألفية الثالثة مع صوت المطرب لؤي الذي يتغيب عن الجمهور لفترات طويلة لكن أعماله الغنائية القديمة مازلت حاضرة وعالقة في الأذهان، حيث قدم مجموعة كبيرة من أغنياته التي شكلت محطات لامعة في مشواره الفني منها "آه يا شوق، آه يا عيني يا ليل، من أولها، نقابل ناس، أنا كده، واحد من الناس، دقات قلبي، أخاف ليه، اللي تعبنا سنين في هواه، سمعني، آخر نسخة، مين فينا، بحبك، قلبت الدنيا، ولا ينفع".
وأشعل قبله فريق "بلاك تيما" حماس الجمهور بمجموعة من أعمالهم التي جمعت بين التراث الغنائي النوبي والأعمال الموسيقية المعاصرة التي حققت لهم قاعدة جماهيرية كبيرة، منها "بحار، يا حلو صبح، يا بيبان يا عالية، مزيج أغنيتي كل مرة وعلموني، إيه يعني، إنسان، يا صديق، قد المحيط، وينك، برنس الليالي، ست الحسن، إفلت زمام، عندي سر، على شط النيل"، وكانت المفاجأة مشاركة الفنان أحمد الرافعي إلى جانب الفريق للمرة الأولى وغنى معهم أغنية "أخبار أهرام جمهورية".
وبلمسة عالمية قدمت فرقة "البالونا" البرتغالية مزيجًا رائعًا من الموسيقى البرتغالية القديمة والحديثة ممزوجة بلمحات شعرية مستوحاة من ثقافات طريق الحرير والبحر المتوسط، بإستخدام آلات تقليدية قديمة من آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط بجانب باقة من أغنيات ألبومهم الأخير"ENNEAD" ، مما خلق تجربه صوتية وبصرية فريدة استمتع بها الجمهور.
اقرأ أيضا : علي الحجار ونادية مصطفى على مسرح محكى القلعة الليلة