عن سلسلة «شعر»، التى تصدرها دار الشئون الثقافية العامة - وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، صدر حديثاً مختارات شعرية للشاعر العراقي فاضل السلطاني، بعنوان «عند منتصف الذاكرة». تغطى المختارات تجربته الشعرية على مدار أربعين عاماً فى الفترة من (1970-2010)، وضمت قصائد مختارة من مجموعاته الشعرية «ألوان السيدة المتغيرة»، «لا أحد يعود»، «محترقا بالمياه»، «النشيد الناقص» قصائد، ونصوصا أخرى كتبها خلال الفترة، بعضها فى العراق فى السبعينيات، ومعظمها فى المنفى، ما بين المغرب، والجزائر، وسوريا، ولندن. ويقول الكاتب الإيرانى أمير طاهر فى كلمة على ظهر غلاف المختارات: «قد أخذ السلطاني، ربما بشكل غير واعٍ، بنصيحة الشاعر الصوفى العظيم رومى ب «القبض على اللب ورمى القشرة للحمير». وأسلوب هنا أقرب إلى موسيقى الحجرة منه إلى عرض سيمفوني. صوته حميمي، وغالباً مفجع، ولكنه دائماً مُقاس بإخلاص إنه يتحدث اللغة الكونية للشعر، ولو بلكنة عراقية». وعلى الغلاف أيضاً، مقطع من رأى نقدى للشاعر السورى الراحل شوقى بغدادي، جاء فيه: «يقف فاضل السلطانى مُمزقاً بين المنفى والوطن وما يتصل بهذه الدراما من أبعادٍ نفسية واجتماعية وسياسية. ومن هنا ستتطور المضامين ليس من حيث النوع، بل من حيث العلاقة، وبالتالى تتطور الأشكال الفنية ليس من خلال المهارات اللغوية، بل من حيث النضج النفسى الذى يتداخل مع النضج اللغوي». كذلك نقرأ رأياً للقاص والناقد العراقى الراحل سعد محمد رحيم: «ماذا يفعل الشعر غير أن يُلقيك فى حالة من الدهشة والتساؤل، وأن يُبقيك على صلة حميمة وعميقة مع الحياة، ولن يكون الكلام شعراً ما لم يُشعرك وكأن روحك ترتعش وهى فى مهب نسمة رخية، أو كما لو أنها تغتسل برذاذ عذب تُسقطه عليها الكلمات، هذا هو الخاطر الذى يستحوذ عليّ كلما قرأت قصيدة، أو مجموعة شعرية للشاعر فاضل السلطاني». وكتب القاص والروائى العراقى لؤى عبد الإله: «ينشغل فاضل السلطاني، وخاصة فى قصائده الأخيرة، بثيمات وجودية تتعلق بالمصير الفردى أكثر منها بمصير الجماعة. مع ذلك فهو ينجح بكسب قراء أكثر لأنه استطاع أن يمس وعبر المجاز والبناء الدرامى للقصيدة والصور المكثفة والتناص مع شعراء آخرين مخزوناً مشتركاً يتمثل بتلك الصور أو المركبات البدئية القائمة فى اللا شعور الجمعي». أما الشاعر السورى المثنى الشيخ عطية، فكتب: «يحاول الشاعر فى بنيته العميقة، بما امتلك من معرفةٍ بمفاهيم الديالكتيك، تجسيدَ وحدة الشكل والمحتوى، فى المنتصف الذى يقى قصيدته من المشابهة التى تعنى الفناء، ويمنحها التفرد الذى يعنى الخلود. ويفعل ذلك على صراط هذا المنتصف أولاً: بالتفعيلة البسيطة المسترسلة، التى توحى بقصيدة النثر، وثانياً: بقصائد نثر تنبض فيها إيقاعات التفعيلة، وثالثاً: بمزاوجة الشعر والنثر.» تقع المختارات فى 312 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها الفنان رائد مهد