دراسة ترسم ملامح الشيخوخة الصحية على مدى عشر سنوات

يتزايد عدد المسنين فى مصر كما هو الحال فى العالم كله، مما يتطلب اهتماما خاصا بهذه الشريحة التى نفتقر لمعلومات دقيقة عن أفرادها تساعد على توفير الرعاية الصحية لهم.
فقد أظهرت إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عام 2020 أن تعداد المسنين فوق 60 عاما فى مصر يمثل 7% من تعداد السكان ومن المتوقع أن يصل إلى 11% بحلول عام 2030.
فى هذا الإطار، تأتى أهمية أول دراسة طويلة الأمد فى مصرعن الشيخوخة الصحية بعنوان AL-SEHA (الصحة). هذه الدراسة التى تنطلق فى منتصف 2024 تهدف لرصد وقياس التغيرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التى ستطرأ على حياة كبار السن فى مصر مع تقدم العمر.
يقول د. محمد سلامة، الأستاذ بمعهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية والذى يقود الفريق البحثي للدراسة المصرية أنها تهدف إلى سد الفجوة المعرفية عن الشيخوخة في مصر وذلك للمساعدة في تقييم وتطوير السياسات والبرامج التي ستساعد في تحسين حياة كبار السن وتقديم رعاية أفضل لهم.
اقرأ أيضا | الشيخوخة المتسارعة «قنبلة موقوتة» للسكان في تايلاند
وخلال مناقشة الدراسة ضمن فعالية سلسلة "لقاء مع خبير" التى نظمتها اليوم الثلاثاء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أوضح د. سلامة أنه بدأ الإعداد لهذه الدراسة منذ عام 2020 وعلى مدى عامين تم قياس المؤشرات على عينة البحث التى شملت 2000 شخص بالتعاون مع د. هدى رشاد مدير مركز البحوث الإجتماعية بالجامعة. وقد جاءت استجابة المبحوثين للمشاركة فى الدراسة مرتفعة بنسبة 88%.
وقد تم وضع الاختبارات المعرفية فيما يتعلق بالحالة الذهنية بالتعاون مع مستشفى الشهيد أحمد شوقى لطب المسنين بجامعة عين شمس ومع جامعتى المنصورة وبنى سويف. أما فيما يتعلق بالصحة العامة، فقد تم تمصير الإختبارات بحيث تتناسب مع الثقافة المصرية، وذلك على غرار مشروع SHARE"" الذى يقوم بدراسات بحثية عن آثار السياسات الصحية والإجتماعية والإقتصادية والبيئة على حياة الأوروبيين مع تقدمهم فى العمر.
الكشف عن معايير الصحة
ويؤكد قائد الفريق البحثى أن الدراسة الطولية التى ستبدأ فى مصر ولبنان فى نفس الوقت، تستهدف 20 ألفا من الأصحاء بجميع المحافظات فى سن 50 عاما ولمدة عشر سنوات. يتم سؤال المبحوثين عن أسلوب الحياة والتاريخ المرضى وتقييم أدائهم من خلال الإختبارات المختلفة. وتتم متابعتهم كل عامين وإصدار تقرير بالنتائج ومقارنة تطورها ليتمكن واضعو السياسات فى البلدين من رسم ملامح شيخوخة صحية للسكان.
فلا توجد مرجعية لدينا لتحديد مفهوم "الأصحاء" ومعرفة الظروف التى تؤدى لظهور الأمراض وتدهور الحالة الصحية فى عمر معين يختلف من شخص لآخر. ويأمل أن تكون هذه الدراسة نواة للاهتمام بتحديد متطلبات المسنين وسبل تحقيق الشخوخة الصحية فى الدول العربية كافة.
ويشير د. سلامة إلى أن دراسة "الصحة"، التى تتم بالتعاون مع الهيئات الحكومية والمجتمع المدنى والمنظمات غير الهافة للربح، تتزامن مع الإصلاحات الحالية فى قطاعات التأمين الصحى والتضامن الإجتماعى والرعاية الإجتماعية وأنظمة التقاعد فى مصر.
وسوف تساعد فى توفير بيانات هامة تمكن صناع القرار من التخطيط المستقبلى الجيد لتحسين إمكانية حصول كبار السن فى مصر على الرعاية الصحية فضلا عن تحديد عوامل الخطر التى تعجل بتدهور الحالة الصحية للمسنين ومعرفة سبل الوقاية منها، خاصة مع تزايد معدلات الإصابة بألزهايمر.