تحتفل جميع الطوائف المسيحية بعيد الغطاس المجيد تجسيداً لعماد السيد المسيح فى نهر الأردن وسط زخم شديد من الشعب اليهودى على يد يوحنا المعمدان الذى شهد عنه وقال جاء السيد المسيح نفسه يعتمد ولما أعتمد انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس الساكن فيه على شكل حمامة وصوت من السماء قائلاً : "هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت " ( متى 17:3 )، وهذا تحقيقاً لمقاصد الأزلية، لذلك سبق وتنبأ عنه المعمدان قائلاً: "فى وسطكم قائم الذى لاتعرفونه"، "الذى لستُ بمستحق أن أحل سيور حذائه "( متى 13:14 ) إنما أنا صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب.. وبقوله هذا اسند الكرامة والرئاسة لصاحبها ونبه آذهان الشعب إلى اتظار ظهور العريس الحقيقى قائلاً " انه يأتى بعدى وهو قبلى " فأخذت العيون تترقب الظهور المفرح وترصد بمجئ يسوع المسيح مخلص العالم بين ألوف من الشعب يقبلون إلى معمودية يوحنا المعمدان فى نهر الأردن ومعترفين بخطاياهم ولم تبدو من الأردن الظاهرة الخاصة بالفادى وكانت مياهه عادية كما هى ، وبعد أن تم الأعداد والأستعداد أقبل الحبيب بتنازله العجيب فأراد يوحنا المعمدان فى بادئ الامر الامتناع لشعوره أنه مستحق أن تعتمد من العريس ( يسوع المسيح ) . وكيف يتنازل العريس ويأتى إليه ولكنه امتثل بقول المسيح " ينبغى أن نكمل كل بر " ولما تشرفت مياه الأردن بنزول المخلص فيها فاضت فوق العادة وماجت موجات التقديس الذى اكتسبته مع نبع القداسة ورب الكمال كما تطهر داود النبى بقرن المسحة المقدسة ولم يرحب نهر الأردن بالفادى ليغسله بل ليتطهر الأردن وكفى بل تطلع الشاهد الأمين ونظر إذا السموات قد انفتحت والروح القدس نزل مثل حمامة بهيئة جسيمة ولهذا الظاهرة العجيبة سمى هذا العيد بعيد الظهور الإلهى . أ.د ليلى رؤوف جندى