في "19ب".. أحمد خالد صالح: لم أتعاطف مع «نصر السايس»

"ابن الوز عوام" أحمد خالد صالح فنان معجون بالجينات الفنية حيث استطاع أن يثبت نفسه وموهبته الفريدة وتميزه فى تقمص أدوار الشر التى تفوق فيها على نفسه فى تجسديها إلى جانب باقى الأدوار الأخرى، كما يحرص على الدقة فى اختيار أدواره لأنه يسير ويحمل تاريخ والده الفنان الراحل خالد صالح الذى أحبه الجميع.
شارك مؤخراً بفيلم "19ب" باعتباره الفيلم المصري الوحيد الذى تنافس فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام ونجح العمل فى اقتناص 3 جوائز فى حفل الختام.
حول تلك التجربة وكواليسها وسر علاقته بالفنان سيد رجب وهوايته فى حب تربية الكلاب وفكرة إمكانية تناول عمل فنى لمشوار والده الراحل وفيلمه الجديد "وش فى وش" وأمنياته فى العام الجديد 2023 وأشياء أخرى كثيرة كشفها لنا خلال حواره الخاص معنا ل"أخبار النجوم" نتعرف عليها معاً فى السطور القادمة...
هل توقعت أن يفوز فيلمك "19ب" بثلاث جوائز فى ختام مهرجان القاهرة السينمائى؟
الحمد لله كنت مبسوط جداً أنه الفيلم الذى مثّل مصر فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة فهذا كان أمراً فى حد ذاته مشرفاً لنا وفكرة الترشيح وحدها كانت بالنسبة لى جائزة وبصراحة كنت متفائلاً وكنت أتمنى أن يأخذ الفيلم جوائز من المهرجان، والحمد لله حدث، وكنت أشعر أن كل قسم عمل بما فيه الكفاية وبجد مبسوط وفخور بالجوائز ومبسوط جدا لمصطفى الكاشف وكنت مراهنه على إنه ياخذ هذه الجائزة وكنت سعيد للغاية عندما أخذها.
ما هو السبب الذى جذبك للمشاركة فى "19ب" خاصة أنه فيلم له حالة خاصة؟
الأسماء الموجودة فى الفيلم: أحمد عبدالله كمؤلف ومخرج للعمل نفسه وعلى فكرة أنا من جمهوره وبحب شغله وكان لدى تصور عن أسلوب شغله وعندما تعاونا مع بعض تأكدت من ذلك، خصوصا هذه النوعية من الشغل تسعدنى لأنه شخص محب جدا لما يعمله مما يجعل العمل ممتعاً فى كل تفاصيله حتى قبل بدء البروفات الخاصة به ومصطفى الكاشف التصوير، ومن هنا كانت كل الأسماء المشاركة فى العمل مبشرة للغاية، وتوضح شكل المشروع إزاي وطبعا وجود الفنان سيد رجب ونتواجد معاً مع بعض من خلال الشخصيتين اللتين تقوم عليهم أحداث الفيلم هذا كان دافعاً آخر للحماس ومجموعة الرسائل التى كانت توجد داخل العمل نفسه والتى يطرحها كانت أيضاً دافعاً للحماس ولا توجد كل هذا فى عمل تم تقديمه، وبناء عليه كل العوامل الجاذبة كانت مصدراً للحماس بالنسبة لى للمشاركة فى هذه التجربة إلى جانب طبعا دوري فى شخصية "نصر" سايس السيارات.
هل جسدت شخصية "السايس" كما جاءت فى السيناريو أم أضفت عليها تفاصيل خاصة بك؟
كان أغلب كلام حوار الشخصية مكتوباً فى السيناريو ولكن ونحن في التصوير خاصة لو الواحد بيحب الحاجة التى يقدمها خاصة لو لمسته وقتها يخرج كلام أحياناً كثيرة ليس هو الموجود بعينه فى السيناريو ويعبر عن المطلوب ومن هنا كانت فى حاجات مكتوبة بالسيناريو وحاجات أخرى أنا قلتها وحاجات تانية اتفقت عليها أنا والمخرج أحمد عبدالله أثناء البروفة.
الشخصية التى جسدت كانت محبة لسماع أغانى المهرجانات فهل أنت من محبى هذا اللون الغنائى؟
أنا عن نفسى أحب كل الألوان وأيضا أستمع لكل الأنواع وهذا من زمان ولكن أميل بشكل أكبر للأشياء القديمة مثلا الشعبى أحب سماع أغانى عبد الباسط حمودة ورضا البحراوي فهذا ما أحبه فى اللون الشعبى وكل المغنين مثلا ويجز ومروان هؤلاء الشباب جميعهم أحبهم جداً.
كيف تم الإعداد لمشهد النهاية الذى جمع بينك وبين الفنان سيد رجب؟
طبعا سبق تصوير المشهد التحضير له بشكل جيد جدا من الكل المخرج أحمد عبدالله والمتخصصين فى تصميم حركات الأكشن فكان هناك تدريب وتحضير جامد وحالة حب من الذى نقدمه سواء الفنان سيد رجب ومنى أنا أيضاً، والحمد لله بالرغم أن الموضوع كان مجهداً ولكن كان كل شيء محسوباً بدقة كبيرة وهذا أيضًا يرجع للمخرج أحمد عبدالله لأنه بيحضر للعمل كما يجب أن يكون وحاسب كل خطوة فى المشروع الفنى الذى يقدمه.
هل تعاطفت مع شخصية "نصر" التى جسدتها خاصة أنه كان يبرر شره نتيجة قهر المجتمع له؟
بالطبع أحيانا تكون الظروف لها دخل فيما يصل له الإنسان فى حياته ولكن يكون في الأول والآخر بسبب أن اختياراته يكون لها تحكم أكبر للأسباب التى توصل له ظروفه بمعنى أنه يوضع فى حاجة واختياره فى التعامل مع الشيء أو الوضع الذى فيه هو الذى يحدد اختياره مع الوضع الذى يليه كيف يكون فالموضوع يكون بقدر أن الظروف تحكم على الشخص ولكن الاختيارات أيضاً تفرق، وهل هذا يعنى أننى لم أتعاطف مع نصر، لا طبعا تفاهمت حالته فهو فى النهاية مر بظروف تجبر الإنسان مهما كانت اختياراته على أنه يتعامل بشكل معين مع الناس بسبب إحساسه بالظلم والقهر والكبت وطوال الوقت يشعر أن الحيوانات الموجودة معه أهم منه.
"نصر" الشخصية التى تقمصتها لا تحب الحيوانات فكيف يتعامل أحمد صالح معها فى الواقع؟
- أنا أصلا بحب الحيوانات جدا جدا منذ كنت طفلاً وبالفعل قمت بتربية عدد كبير منها، لكن للأسف فى الفترة هذه لا أقدر على تحمل مسئولية تربية كلب برغم حبى لها، ووحشتنى فكرة تربية الكلاب لأنى في السابق قمت بتربية 6 كلاب وإنما حالياً لا يمكنني الاهتمام به بشكل كافٍ بسبب عدم تفرغى وارتباطى بالتصوير فحرام عليَّ وعن نفسى بحب جميع الحيوانات على اختلاف أنواعها.
- ظهرت بالفيلم ممتلئ الوزن نوعاً ما فهل هذا كان مقصوداً؟
فى تلك الفترة كان وزنى زائداً بالفعل وأنا تخيلت شخصية "نصر" بهذا الشكل منذ جاء لى السيناريو خاصة ظللنا نحضر له من فترة قبل التصوير فتركت نفسى بهذا الشكل الذى ظهرت عليه أثناء الأحداث وكانت صدفة وليس قصداً أن أقوم بزيادة وزنى عمداً لكننى وجدت هذا الشكل مناسباً للشخصية.
ماذا تقول لمن يقوم بممارسة العنف والتعذيب تجاه الحيوان؟
ربنا يهديهم لأن هذا السلوك العدوانى فيه قمة التجرد من الإنسانية فهو ليس له علاقة بأن تأخذ من بنى موقفاً أو تتسبب فى سلوك عنيف تجاه روح لا يمكنها أن ترد عليك بمثل ما فعلته معها، قمة الإنسانية أنك تقوم بفعل شيء تجاه شخص أو روح لا تعرف أن تقدم لك شيئاً بل افعله بدون انتظار للمقابل وعلى النقيض تماماً أن تقوم بإيذاء روح لا تعرف أن تفعل لك شيئاً أو ترد عليك بنفس فعلتك، ومن هنا أقول لكل من يعذب حيواناً "حسبنا الله ونعم الوكيل" ولا أعتقد من يفعل هذا السلوك العدوانى أنه سوى فهذا يحتاج لجلسات علاج.
مشهد موت الكلب بالسم لم نعرف من القاتل الحقيقى الذى قام بارتكاب تلك الجريمة فهل هذا كان مقصوداً؟
هذه من من مميزات فكر المخرج أحمد عبدالله فى أعماله أنه يترك مجالاً لإطلاق خيال المشاهد وتوقعاته وانطباعاته فى التحليل، فربما يكون نصر من قام بقتله أو ربما يكون أحد الجيران الذين كانوا يشتكون من وجود الكلاب فى المنطقة.
كيف تم التعامل مع الكلب فى مشهد الموت والسم؟
كان موجوداً معنا داخل التصوير فى الاستديو متخصصون فى التعامل مع الكلاب وهذا اللوكيشن فى التصوير من أكثر المواقع المحبة للحيوانات التى شاهدتها فى حياتى وأغلب الحيوانات التى شاهدناها بالفيلم راحت لبيوت ناس عاملين بالفيلم بعدها ومن تبقى منها ذهب لملجأ للحيوانات للاهتمام بها وحتى الكلب "عنتر" البطل فى الأحداث والمرافق للفنان سيد رجب الذى من المفترض قد تم تسميمه فى الفيلم كان مدرباً ومعه أصحابه والمسئولون عنه من الشباب ومن هنا كان الموضوع يتم التعامل معه باحترافية عالية جداً.
ماذا عن كواليس علاقتك خلف الكاميرا مع الفنان سيد رجب علماً بأنكم على الشاشة ظهرتم كارهين بعضكم؟
"ده حبيبى وعمى" الأستاذ سيد رجب فهو ممثل عظيم وأنا من جمهوره من زمان وبحب جداً والحمد لله مبسوط ومن حسن حظى التقينا فى أكثر من عمل مع بعض فهو كان من أحد العناصر التى حمستنى للمشروع وجوده فيه فهو كان إضافى لى فى الشغل وكممثل لاننا كنا نقعد نحضر مع بعض المشاهد وجمعنى شغل كثير فى الفيلم به واعتبر تجربتى معاه كانت ممتعة للغايه سواء امام او خلف الكاميرا فهو استاذ محترف فى مجاله " الشغل معاه علام " واتمنى تجمعنى تجارب اخري كثيره معه فى الفترة القادمة.
ماذا كان تعليق زوجتك هنادى مهنة على شخصية "نصر" بالفيلم؟
انبسطت جداً بالدور وبالجوائز التى حصدها الفيلم من المهرجان الحمد لله.
تفوقت على نفسك فى أداء أدوار الشر فهل تعتقد أنها تظهر مهارات الفنان أكثر عن الألوان الأخرى؟
ليس بالضرورة فكل دور على حسب الحيثية الخاصه به ومكتوب ازاي وابعاده الدرامية فلا استطيع أن اقول ادوار الشر تميز اداء الفنان ولكن احيانا كثير لو دور الشر مكتوب لو بيكون جذاب بالنسبة للمثل والجمهور وبحاول اشوف لكل شخصية اجسدها جانب مش مجرد شر ولكن ما هى الدوافع الخاصة بها من اجل الشر بحيث لا يقتصر الموضوع على فكرة الشر وخلاص.
هل لو طرح فكرة تجسيد رحلة والدك الفنان خالد صالح فى عمل فنى هل سوف تجسد شخصيته؟
لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال الآن لأنه لم يحدث في أي إجابة لن تكون الوضع الحقيقى ولكن كل ما أقوله كله بأوان ولو حصل وقتها يكون القرار مطروحاً ولكن الآن الحمد لله ربنا يجعل محبة الناس له فى ميزان حسناته وذكراه طوال الوقت حاضرة بين الناس.
ماذا عن أحدث أعمالك الفنية حالياً؟
استكمل تصوير مشاهد شخصيتى فى فيلم "وش فى وش" إخراج وليد الحلفاوى وبطولة محمد ممدوح وأمينة خليل وخالد جمال ومحمد شاهين وبيومى فؤاد وسامى مغاوري وأنوشكا وسلوى أحمد على ورحمة على وأسماء جلال تدور أحداث العمل فى قالب دراما اجتماعية عائلية يتخللها مواقف طريفة فى شكل لايت كوميدى لذيذ ويارب يعجب الناس وشخصيتى بعيدة عن الشر تماماً.
ماذا عن أمنياتك للعام الجديد 2023؟
يارب تكون سنة مليانة صحة وسعادة ونجاح وراحة بال علينا جميعاً بإذن الله.
أقرأ أيضأ :أحمد خالد صالح شقيق أمينة خليل في فيلم «وش في وش» بطولة محمد ممدوح