عواصم - وكالات الأنباء صرح وزير الاقتصاد الألمانى روبرت هابيك بأن ألمانيا من الآن تواجه نقصًا فى مادة الغاز، ويأتى ذلك فى وقت تراجعت فيه إمدادات الغاز عبر «السيل الشمالى» (أنبوب غاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق) بسبب العقوبات الغربية على موسكو. وقال الوزير الألمانى: «نحن نواجه أزمة غاز»، داعيًا السكان والشركات لخفض استهلاكهم من الغاز، وفى ظل ذلك أعلن عن بدء المرحلة الثانية من خطة الطوارئ الحكومية لمواجهة أزمة الطاقة. وتراجعت إمدادات الغاز الطبيعى من روسيا إلى دول أوروبية عبر «السيل الشمالي» فى منتصف يونيو الجارى بسبب مشاكل تقنية إذ أن كندا رفضت إعادة توربينات غازية إلى روسيا بعد صيانتها بذريعة العقوبات المفروضة على موسكو. وتخشى الحكومة الألمانية من توقف إمدادات الغاز الروسى بشكل كلى، أثناء إغلاق أنابيب السيل الشمالى للقيام بأعمال الصيانة السنوية، وفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز». وأوضحت الصحيفة أن ذلك سيقوض الجهود الألمانية لملء مرافق تخزين الغاز قبل موسم التدفئة فى الشتاء. وفى وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن خفض إمدادات الغاز لعدد من الدول الأوروبية يرجع إلى صيانة توربينات «سيمنز» التى كانت تستخدم لنقل الغاز عبر أنابيب «السيل الشمالى»، مؤكدًا أنه لا يوجد شىء مقصود من الجانب الروسى. وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة «بروتو تيما» اليونانية، أن أوروبا تعود إلى الفحم وتستعد لشتاء قاس. وقال تقرير للصحيفة اليونانية: «بدأت أوروبا تدرك أنه بعد فترة من الضغوط الاقتصادية والعقوبات على موسكو، والتى لم يكن لها تأثير كبير حتى الآن تستخدم موسكو الطاقة بشكل أساسى «للرد»، ومن الممكن أن تقطع إمدادات الغاز تمامًا عن الدول الأوروبية ولأن استقلال الطاقة عن موسكو يستغرق وقتًا طويلًا لذلك تتجه أوروبا إلى الفحم فى ظل مخاوف من انقطاع إمدادات الغاز الروسى، وحتى الدعوة إلى استخدام أقل لمكيفات الهواء. وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة الكبرى فى الاقتصاد الأوروبى هى التضخم، متوقعة أن تواجه أوروبا فى الأشهر المقبلة أوقاتًا صعبة مع اشتداد الحرب الاقتصادية مع روسيا. ووفقًا للصحيفة فإن روسيا بإمكانها أن تقاوم العقوبات الغربية، لافتة إلى أن روسيا فى الأيام الأخيرة انتقلت إلى «إجراءات انتقامية» مثل خفض بنسبة 40% فى إمدادات الغاز الروسى إلى أوروبا. وتحدثت الصحيفة أن «أوروبا ستواجه سيناريوهات مروعة خلال طريقها إلى تحقيق الاستقلال عن روسيا فى مجال الطاقة». وعلى حد تعبير مسئولين أوروبيين فإن التحول إلى الفحم مسألة مؤقتة وأن أهداف تغير المناخ طويلة الأجل لن تتغير، لكن فى الوقت الحالى لا يمكن لأحد أن يتأكد إلى متى ستستمر «الحلول المؤقتة». وفى مجلة «ذا هيل» الأمريكية، قال تقرير إن الولاياتالمتحدة تواصل فرض سياسة العقوبات ضد روسيا على العالم، بالرغم من غياب التأثير المطلوب منها. واعتبر التقرير أن فقدان الدولار لمكانته كعملة عالمية شاملة سيكون من أخطر عواقب العقوبات التى فرضتها واشنطن على موسكو. وأضاف: «إن الوزن المتراكم للعقوبات الاقتصادية قد تعرض للخطر فى نهاية المطاف دور الدولار الأمريكى كعملة احتياطية عالمية، مما سيجعل صعبًا بالنسبة للحكومة الفيدرالية تمويل دين الدولة المتزايد». وبالرغم من أن التقرير لم يكشف البديل الحقيقى للدولار اليوم، لكنه متأكد من أن العديد من الدول تعمل على إنشاء آليات تسمح بتجنب استخدام العملة الاحتياطية. وأشار إلى أن سبب اهتمام واشنطن بالعقوبات يعود إلى سهولة فرضها ورغبتها فى الإظهار للعالم كله أن الولاياتالمتحدة «تعمل شيئًا»، مضيفًا أن هذه السهولة قد بدأت فى إفشال البيت الأبيض. اقرأ أيضا أستاذ هندسة بترول: مصر ستكون محط أنظار العالم لتوفير الغاز الطبيعي