بتاريخ 28 يونيو عام 1911 «منذ 110 سنوات»، وفي قرية النخلة الصغيرة بمحافظة البحيرة في مصر وعند الساعة 9 صباحاً حسب التوقيت المحلي، سمع الأهالي صوت انفجارات قادمة من بعيد. بعد ذلك أبلغ عن ظهور خيط أبيض من الدخان في السماء قادم من الشمال الشرقي، وسجل حوالي 40 قطعة من الصخور تساقطت من السماء، وتم تحديد وزنها الإجمالي بحوالي 10 كيلوجرام، ويقال أن تلك الصخور ضربت أحد الكلاب، وهو يعتبر أول حجر نيزكي مسجل في مصر. بعد 7 عقود من ذلك التاريخ وجد العلماء بأن حجر النخلة لم يكن حجر نيزكي عادي، فهو قادم من كوكب المريخ . من المعروف أن الأحجار النيزكية تعتبر مكان التقاء علم الفلك وعلم الجيولوجيا، فهناك العديد من الصخور في الفضاء والعديد منها يدخل الغلاف الجوي للأرض في كل يوم، وحوالي 37.000 الى 78.000 طن من الحطام الفضائي يدخل الغلاف الجوي في كل عام بحسب بعض القياسات. عند دخول تلك الأجسام إلى الغلاف تقوم بعمل شريط من الضوء الساطع في قبة السماء يعرف بإسم الشهاب، وفي معظمها جسيمات غبارية، ولكن البعض الآخر يكون صخوراً كبيرة أو صغيرة. أن القليل من تلك النيازك وبشكل نادر يسقط على سطح الأرض وعندها تسمى أحجار نيزكية، نظرا لأن الغلاف الجوي حول الأرض يقوم بحمايتنا من تلك الصخور القادمة من الفضاء. بحسب الإحصائيات المنشورة عام 2016 يوجد على سطح الأرض 188 فوهه فقط ناتجة على اصطدام أحجار نيزكية وكل منها له قصته الخاصة. بالعودة إلى نيزك النخلة فان مصدره فعلا من المريخ، فعندما بدأ العلماء بإجراء أول تحليل له وجد أن عمره 1.3 مليار سنه أصغر بكثير من نظامنا الشمسي الذي بيلغ عمره 4.5 مليار سنه، وهذا يعني بأن هناك نيزك النخله تشكل في نفس الوقت الذي تشكل فيه نظامنا الشمسي. قام الجيولوجيون بإجراء اختبارات أخرى على الحجر النيزكي للتعرف على مصدره، حيث قاموا باختبار مكوناته وكثافته، من المعروف أن الاحجار النيزكية الحديدة دائماً تحتوي على 4 % من النيكل على الأقل، والأحجار النيزكيه كثافتها أعلى من كثافة الصخور الأرضية. أحد أهم الاختبارات هو "القيام بإجراء قطع للحجر النيزكي وغسله بالأسيد: فلو ظهر ما يسمى (أشكال فيدمان شتين) عندها سيكون حجر نيزكي لأن بلورات الحديد – النيكل لا تتشكل أبدا على الأرض". بعد هذه الاختبارات فان «نيزك النخلة» تبين أنه ليس حجر أرضي، وعندها طرح احتمال بأنه قادم من القمر، وبعد ذلك أدرك العلماء بأن نيزك النخلة تشكل بواسطة برودة الصهارة التي تسمى الصخور النارية . لذلك فإن أصل جسم الصخر يجب أن يكون بركان، ومع نشاط بركاني حدث منذ 1.3 مليار سنه مضت، لكن لا يعتقد بحدوث نشاط بركاني على القمر منذ حوالي 3 مليارات سنه، وعليه فإن فرضية أن هذا الحجر النيزكي مصدره القمر قد تم استبعادها. لم يتم الاكتفاء بذلك بل تمت مقارنة نيزك النخله بالصخور التي احضرتها وكالة ناسا من سطح القمر من مهمات مختلفة وتم التأكد قطعياً بأن «نيزك النخله» ليس مصدره القمر. إن عمر «نيزك النخله» صغير جداً لأن يكون مصدره كويكب، حيث النشاط البركاني يعتقد بأنه توقف بعد فترة قصيرة من تشكل نظامنا الشمسي. لذلك تحولت الأنظار نحو كوكب الزهرة وهو نشط نسبياً حالياً، وكان احتمال ممكن لأن يكون مصدر هذا الحجر النيزكي ، ولكن وبسبب جاذبية الزهرة القوية وغلافه الجوي السميك فإنه من غير المحتمل جداً بأن يكون نيزك النخلة تم قذفة خلال انفجار بركاني على الزهرة وهذا يترك المريخ ليكون المكان المحتمل لمصدر و اصل نيزك النخله. وفقا لجمعية الفلكية بجدة، فجاذبية المريخ ضعيفة جداً مقارنه بالزهرة، وفكرة أن نشاطاً بركانياً على المريخ قذف بالحجر النيزكي مقبولة، يعرف بأنه يوجد على سطح المريخ أكبر جبل بركان في نظامنا الشمسي يسمى (اولمبوس مونس) وكان نشطاً في الوقت الذي تشكل فيه نيزك النخلة.