وللناجين حكايات أخرى المصابون: شاهدنا الموت بأعيننا.. وكتب لنا عُمر جديد محمد ووائل صديقان فرقهما الحادث وأنقذهما الأهالى من موت محقق تحركات سريعة من الدولة فور وقوع حادث تصادم قطارى سوهاج، وتوجيهات رئاسية فورية لتقديم أقصى درجات الرعاية الممكنة لأسر الضحايا والمصابين وسرعة صرف التعويضات ومضاعفتها.. تنسيق وتعاون كاملين بين جميع أجهزة الدولة للتعامل مع تداعيات الحادث الأليم الذى راح ضحيته وفقًا لأحدث الإحصائيات 19 حالة وفاة و185 مصاباً. صباح أمس عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتماعاً مع د.مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء للوقوف على آخر المستجدات وجهود الدولة فى عمليات الإغاثة ورعاية المصابين، وأصدر الرئيس عدة توجيهات للحكومة فى هذا الشأن.. حضر الاجتماع المستشار عمر مروان وزير العدل، د.خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمي، محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، د.هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الفريق كامل الوزير، وزير النقل، ونيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي. عقد رئيس الوزراء مؤتمرًا حضره عدد من الوزراء أعلن خلاله جهود الحكومة فى التعامل مع الحادث ورؤية جديدة للتعامل مع قطاع السكك الحديدية خلال الفترة المقبلة، كما أكدت وزيرتا الصحة والتضامن تقديم جميع أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية لأسر الضحايا والمصابين وتوفير مساعدات عاجلة لحين انتهاء إجراءات صرف التعويضات. كما توالت رسائل الدعم والمساندة من زعماء العالم تضامناً مع مصر فى مصابها الأليم، كما انتفضت مصر كلها بعد الحادث تضامناً مع الضحايا ومواساةً لأسرهم فى رسالة واضحة أن ما حدث لن يمر مرور الكرام وإنما هناك حسابًا للمتسببين فى هذا الحادث الأليم حتى لا يتكرر مرة أخرى. ساعات من الحزن والدموع عاشها أهالى المصابين بحادث قطار سوهاج وأسرهم، داخل مستشفيات سوهاج الجامعى والعام وطهطا والمراغة، حيث روى العديد منهم ل"الأخبار" حكاياتهم مع قطار الموت ولحظات الرعب والفزع التى كادت أن تسرق أرواحهم مؤكدين أنهم شاهدوا الموت بأعينهم، ولكن الله كتب لهم عمرا جديدا.. فايزة حسنين بدأت حديثها الممزوج بالبكاء والدموع وقالت "لقد استقللنا القطار المميز أنا وزوجى وابنى فى طريقنا من نجع حمادى الى القاهرة.. وسرنا لآخر عربة وقف القطر دقيقتين ثم سار ببطء وفجأه سمعنا صوت انفجار رهيب واهتزاز قوى فى القطار كله ووجدنا عربة القطار اتقلبت بنا واصبح كل الناس فوق بعضهم زجاج وكراسى وشنط وكراتين وناس بتترمى وناس بتموت وشاهدت ولدى ملقى على التراب امام عينى كما شاهدت جوزى ملقى من الناحية التانية". وجاءت عربات الاسعاف ونقلونا إلى المستشفى والحمد لله انكتب لنا عمر جديد وانا حزينة على الركاب اللى ماتوا ربنا يصبر أهاليهم. المصابون يتلقون العلاج بالمستشفيات أما حميدة السيد من سوهاج فتقول: "كنت راكبة القطار المميز صباح الجمعة وكان معى ابن سلفتى فى حادث القطر اسمه محمد جمال وعند الحادث قفز من القطار واتعور واتكسرت قدمه حولوه على مستشفى اسيوط الجامعى". وأشار على عابدين: "انهم سمعوا فجأة صوت ارتطام لقينا بعد كده الدنيا غبرت وانا كنت قاعد لقيت نفسى على الأرض وعربة القطار انقلبت بنا والركاب يصرخون هنموت هنموت الحقونا وامسك بيدى أحد الركاب وساعدنى فى النزول من العربة والحمدلله نزلت على الارض والدنيا غبار وتراب مشوفناش حاجة حتى حضرت سيارة الاسعاف ونقلتنى الى المستشفى". انقلاب عربة من جانبه أوضح محمد عبدالرحيم انه راكب القطار من نجع حمادى إلى اسيوط وفجأة أثناء ركوبنا القطار هدى القطار كعادة قطارات الدرجة الثالثة المميزة وفجأة سمعنا انفجارا وانقلابا لعربة القطار التى نجلس فيها وهرولة من الركاب وصراخا وانا لقيت نفسى على شريط السكة الحديد ملقى على الارض وحطيت ايدى على رأسى حتى حضر رجال الاسعاف ونقلونى الى المستشفى وأصبت بكسر فى يدى وقدمى. كشف مؤمن طلعت فؤاد من محافظة قنا أنه ركب القطار من القاهرة وقطار آخر اصطدم بنا وانقلبت 4 عربات والعربية اللى كنت فيها السادسة الحمد لله اصابتى بسيطة كنت خايف اموت واسيب امى وابوى انا رجلى كسرت وفى ناس ماتت وناس اتعورت وفى ناس فى الانعاش الحمد لله قدر ولطف وربنا يلطف بأهالى الضحايا. وأوضح هشام عبدالناصر 15 عاما طالب بالفرقة الأخيرة بالثانوية الصناعية من نجع حمادى والمصاب بجروح قطعية فى اماكن متفرقة بالجسد وكسر بالذراع اليمنى انه الأخ الأكبر لخمسة اخوات ووالدهم كبير السن وأنه قرر الذهاب الى القاهرة لمساعدة والده على مصاريف اخوته لان جميعهم فى مراحل تعليمية مختلفة "لقمة العيش مرةً" وكله أمل بأن يساعد اهله وتفاجأ بكونه داخل المستشفى .. وأشار إلى أنه قام بركوب القطار من نجع حمادى الساعة العاشرة صباحا فى اخر عربتين بالقطار العادى وبعدها تناولت وجبة الإفطار برفقة اثنين كانوا بجوارى فى المقعد ونمت ولم نشعر الا بصوت تصادم شديد ألقى بى خارج القطار بجوار ترعة صغيرة وبعدها قام عدد من الأهالى بمحاولة افاقتى واسعافى وبعدها حملونى الى الاسعاف ولم ادر شيئا الا وأنا داخل المستشفى الجامعى ومعى عدد من الأهالى والحمد لله على كل حال. وقوف متكرر وأشار عادل فوزى قاسم من مركز البلينا محافظة سوهاج مبيض محارة أنه اعتاد السفر للعمل للإنفاق على اسرته والمساعدة فى علاج والده المسن المريض بالقلب وأنه قام بركوب القطار العادى فى العربة الأخيرة نظرا لوجود كراسى فارغة وأكد بأن القطار أتى متأخرا مايقرب من ثلث ساعة وكان دائم الوقوف مابين المحطات وفجأة توقف فى مكان الحادث اكثر من نصف ساعة وكنت بتكلم فى التليفون مع أهل بيتى وبعدها تفاجأنا بصوت عال يضرب القطار وتعالت الصيحات والصرخات وأنا ماقدرتش اقف تانى الى ان جاء المسعفون وحملونى بمساعدة الأهالى الى المستشفى وقاموا بإجراء كافة الفحوصات الطبية والحمد لله قدر ربنا واصبت بكسر فى الحوض والقدم اليسرى وكدمات متفرقة بأماكن متفرقة بالجسد.. ولم يتغير الأمر مع محمود كمال كامل من محافظة الأقصر والمصاب بجرح قطعى فى منطقة الرأس وكسر بالضلوع وتجمع دموى باليد اليسرى قائلا الحمد لله "كان نفسى اخلص الجيش وأشار إلى أنه دائما مايقوم بركوب القطار المكيف بالدرجة الثانية علشان بيدخلنا القاهرة بدرى قبل الليل وقلت اسافر قبل الإجازة بيوم لكى أتمكن من شراء ملابس جديدة قبل العيد لان اجازتى القادمة ستكون قبل العيد بأسبوع وكل شئ هيكون سعره غالىا جدا وركبت داخل العربية الثالثة من الآخر وفجأة سمعنا دوى تصادم والعربية اتقلبت بينا على الرصيف المقابل والناس تصرخ.. وأضاف انه لم يفكر فى اى شئ سوى إنقاذ نفسه وبعدما تمكنت من الخروج وجدت الدماء تسيل على وجهى بغزارة وسقطت مغشىا على وفقدت الوعى أعى شيئا إلا ووجدت نفسى داخل المستشفى والشاش يغطى اماكن متفرقة بجسدى" . من جهته أكد محمد نور الدين عريان 20 عاما من قرية بهجورة مركز نجح حمادى محافظة قنا والمصاب بارتجاج فى المخ وكسر بالقدم اليمنى انه سافر برفقة زميله وصديقه وائل محمد حسن 20 عاما من نفس القرية والمصاب بكدمات فى الصدر وكسر فى الركبة اليمنى انهما أصدقاء منذ الطفولة ومع بعضنا فى كل شئ ولا يفرقهم غير الموت .. وأشار محمد انه اتصل بصديقة وائل وايقظتة من نومة من اجل ان نلحق بالقطار الإسبانى وطلب منى ان نسافر فى قطار الساعة 12ظهرا زى كل مرة ولكن طلبت منه نسافر مبكرا وبعدين قلتله براحتك أنا هسافر فى القطار الإسبانى رد على وقال ياصديقى مايفرقناش غير الموت والحمد لله حالتنا مستقرة وبمجرد مافقت لقيته فى السرير المجاور لى فى المستشفى ومش عارفين مين بلغ أهالينا وحالتنا مستقرة والناس فى سوهاج طيبين واتكتبلنا عمر جديد. آخر إجازة وأوضح أحمد محمد سليم من مركز قنا محافظة قنا والمصاب بارتجاج فى المخ وكسر مضاعف فى اليد اليمنى انها كانت اخر اجازة وبعدها سيسافر الخارج مع عدد من شباب قريتى وأكون نفسى وأساعد أهلى.. وأشار إلى انه لأول مرة يدرك بأن الموت قريب من كل إنسان بعدما وجدت نفسى ملقى على الترعة والناس بتصرخ حولى من كل اتجاه والجميع يطلب المساعدة وبعدها فقدت الوعى وتفاجأت بأننى فى المستشفى وماعرفش اهلى عرفوا من مين والحمد لله ووجة الشكر للجميع على إنقاذ حياته.