فى الساعة التاسعة ونص والخمس دقائق، كان معتمد محمد محمد على موعداً مع القدر حيث استقل معتمد صاحب ال35 عاماً، القطار رقم 157 المميز القادم من الاقصر والمتجة الى الاسكندرية، من محطة سكك حديد نجع حمادي متجهاً إلى محافظة أسيوط بصحبة احد زملائه فى زيارة إنسانية لأحد اقربائة المرضى بالمستشفى هناك، إلى ان وقع حادث تصادم القطارين، والذى أدى لوفاة عدداً من المواطنين وإصابة آخرين. يروى معتمد " للوفد" أصعب اللحظات التى مرت عليه عقب الاصطدام قائلاً: أنها أرادة الله أن يكتب لنا عمر جديد ، والحمد لله كانت الإصابة عبارة عن كدمات فى الارجل وسحجات بأنحاء متفرقة من الجسم ونجونا باعجوبة من الموت المحقق. يقول معتمد التصادم حدث فى ثواني معدودة، على بعد امتار من مزلقان قرية الصوامعة غرب بطهطا، شعرنا بحدوث صدمه عنيفة، وجدت على اثرها جرار القطار المكيف قد اخترق العربة الثالثة من القطار المميز التى كنت موجوداً بها انا وزميلي، بعدما قام بدفع العربة الاولى والثانية من على قطبان السكك الحديدية. مشاهد لاتنسى ولن تمحيها الأيام بمرور الزمن، كان الصراخ فى كل مكان، والناس فى حالة من الهرج والخوف والارتباك، الكل يبكى من شدة الوهلة ، نظرت بجواري لأجد زميلي عبد الرازق محمد، معلم فى نفس مدرستي، والذي استقبلنا القطار سويا من نجع حمادي لزيارة الحالة المريضة بأسيوط، فى حالة اخطر منى وبه جرح قطعي فى اليد تخرج منه الدماء بكثافة، أخرجته من العربة وعاودت إليها مره أخرى لنجدة المصابين الآخرين ممن هم حالتهم أسوء من حالتي، وقمت بإخراج متعلقاتهم الشخصية. دخلت الى العربة مرة اخرى ونجدة باقى المصابين واخراج متعلقاتهم لم أجد فى العربة سوى كرسي واحد سليم بداخلها، و الحمد لله كانت اصابتى بسيطة عبارة عن كدمات وبعض الجروح السطحية بمنطقة الرأس وما بين الأذنين ، لم اعتنى بها فى البداية وكان همى هو إسعاف صديقي و نجدة بقية المصابين، وقمت بوضعه فى أول سيارة إسعاف جاءات إلى موقع الحادث، الحمد الله وجدنا رعاية ممتازة بمستشفى طهطا المركزي ولمسنا كل الحب والمودة والكرم من اهالى محافظة سوهاج عامة، و اهالى مركز طهطا على وجه الخصوص. معتمد محمد، يبلغ من العمر 35 عاماً، من مواليد نجع ساحل البقيلى بقرية الشرقي بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، متزوج ولدية 4 أطفال فى مراحل عمرية مختلفة ويعمل مدرس بإحدى المدارس بقرية بخانس التابعة لمركز ابو تشت.