لكونها ليست كأي عملية، نجحت بعض عمليات النصب والاحتيال في الاحتفاظ بمساحة واسعة في ذاكرة التاريخ البشري من بوابة الذكاء. برج إيفل وقع ضحية لواحدة من أذكى عمليات النصب والاحتيال الناجحة في التاريخ، لكن بيع جسر بروكلين مرتين في الأسبوع لمدة 30 سنة يتفوق على ذلك بكل تأكيد، التي قام بهما جورج سي باركر. اقرأ أيضا| حكايات| يستخرجها «فضل» وشركاؤه.. كنوز نوبية مدفونة في «مخلفات النخيل» في ثمانينات القرن ال19 كان الحلم الأمريكي للقادمين من جميع أنحاء العالم المهاجرين الحاملين للأموال وخططًا للاستثمار، لكن سيئي الحظ منهم فقط رأوا لافتة «معروض للبيع» موقعة ومعلقة على إحدى دعامات جسر بروكلين الكبير حديث الإنشاء. عند نظر الزائر إلى اللافتة، غالبًا ما كان يقابله رجل أنيق المظهر مقدماً نفسه على أنه مالك الجسر، وهو جورج سي باركر. دم جورج سي باركر، اقتراحا بجعل جسر بروكلين مأجورًا ووضع نقطة تحصيل لأجور العبور عليه مما قد يدر ثروة طائلة، وبما أن الضحية زائر جديد لمدينة نيويورك كان سعيدًا بإعطائه فرصة العمل لبدء حياته الجديدة، في وظيفة «محصل لرسوم العابرين». نجح جورج سي باركر، في بيع جسر بروكلين لعشرات المرات، لكن الأسطورة الشعبية تقول إنه كان يبيع جسر بروكلين مرتين كل أسبوع لمدة 30 عامًا، وتتراوح سعر الصفقة الواحدة لبيعه ما بين 50 إلى 50 ألف دولار تبعاً لمظهر وميزانية كل ضحية. الصفقة الوهمية لبيع جسر بروكلين كانت تبدأ باصطحاب الضحية بعد الاتفاق على سعر معين إلى مبنى ذي مظهر حكومي للتوقيع على أوراق تبدو رسمية، ثم يتم تسليم المبلغ المتفق عليه واختفاء جورج سي باركر عن أعين الضحية إلى الأبد. في بعض الأوقات لم يستجب أحد لإعلانه الوهمي الخادع لبيع «جسر بروكلين»، فيقوم خلال ذلك الوقت بالتفرغ لبيع معالم أخرى في مدينة نيويورك أيضا، وكان من بين تلك المعالم التي تم عرضها للبيع في أذكى عمليات النصب والاحتيال حديقة ماديسون سكوير غاردن، وضريح غرانت وتمثال الحرية. استطاع باركر في مواصلة عمليات النصب لأكثر من 40 عامًا تكاد تكون جميعها توجت بالنجاح، حتى 17 ديسمبر عام 1928، حين تم أخيراً إلقاء القبض عليه وإدانته ب 3 عمليات نصب واحتيال مما أدى إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة في سجن سينغ سينغ أحد أسوأ سجون نيويورك. اقرأ أيضا| بعد سنوات من عمليات التجميل.. أوكرانية تتحول ل«باربي الحقيقية» | صور وخلف القضبان، توفي جورج سي باركر بعد 8 سنوات من حكمه المؤبد في عام 1936، لكن أسطورته لا تزال حية في أذهان سكان المدينة الكبيرة من خلال العبارة الشعبية (إذا كنت تصدق هذه التفاهات فأنا لدي برج لأبيعه إياك).
