على طريقة فيلم بيع "العتبة الخضراء"، تقع الكثير من روايات النصب والاحتيال على المواطنين بإيهامهم بيع أحد أشهر المعالم السياحية أو المناطق وتسجيلها باسم المشتري. لكن هذه المرة الأمر وصل إلى بيع برج إيفل وليس لمرة واحدة، بل تم بيعه مرتين لشخصين مختلفين من نفس البائع فيكتور لوستينج. لوستينج من أشهر نصابي العالم، خاصة أن أفكار النصب والاحتيال التي اتبعها كانت سابقة لعصره، حتى حصد لقب "النصاب عابر البحار"، تخصص في ممارسة أعمال النصب بباريس ونيويورك. ومن أشهر عمليات النصب بيعه ل "برج إيفل" عام 1925م، عقب خروج فرنسا من الحرب العالمية الأولى، وكان البرج الشهير تعرض لبعض أعمال الخراب وأصبح أيلا للسقوط بعد تعرض فرنسا للقصف. وقتها استغل لوستينج الأمر وروج لشائعة بأن البرج على وشك الانهيار، وانتحل صفة مسئول كبير في الحكومة الفرنسية، واجتمع مع ستة من كبار تجار الخردة والمعادن في اجتماع سري بأحد الفنادق الشهيرة بباريس، وأبلغهم أن الألواح المعدنية الموضوعة على سقف البرج وضعت تمهيدًا لهدمه ولذلك هو معروض للبيع. كانت هذه فرصة عظيمة لتجار المعادن وخاصة أنه شخص من الحكومة يتفاوض معهم مباشرة، وأحد التجار المتواجدين كان يسعى إلى الشهرة، وتخيل أن شراء برج إيفل سيمنحه الشهرة الواسعة ويدخل دائرة الضوء. وأعلن عن رغبته في شراء البرج وإتمام الصفقة، فدفع "بويسون" التاجر عشرات الآلاف من الدولارات إلى لوستينج، ثم فر هاربًا إلى فيينا. لكن التاجر لم ذهب لإبلاغ الشرطة خوفًا على سمعته والفضيحة داخل السوق، وعانى من أزمات قلبية قضت على حياته. بعد مرور عدة سنوات، عاد "لوستينج" إلى باريس لتكرار العملية مرة أخرى مع أخرين، فقد أعاد المحاولة مرة أخرى مع ستة تجار أخرين ونجح بالفعل في اصطياد أحدهم والحصول منه على مبلغ قدر حينها ب 200 ألف دولار. هذه المرة ذهب التاجر إلى الشرطة وإبلاغهم ولكنها فشلت في القبض عليه بسبب هربه إلى أمريكا، لكن بعد عمليات نصب وتزوير ألقى القبض عليه وقضى بالسجن لمدة 20 عام، ولكنه توفى بعد 4 سنوات بسبب تقلص رئتاه في عام 1947م.