( أحب الطيبين و صحبتهم فهم في معية الله ) جملة سمعتها فوقعت في قلبي و لم تغادره اسمع صداها كلما احسست بقسوة البشر لاتذكر ان الطيبين هم الملاذ . حقا كنسمة الفجر هي قلوب الطيبين .. هادئة ، مريحة ، تحمل في طياتها الأمل . كالأرض الطيبة تحمل و تتحمل و لا تضن بخيرها أبدا . كقلوب الطير متوكله ، راضية ، لا تضمر شراً ، رؤيتهم ترسم البسمة علي شفاهك فوراً و تجعلك تستبشر خيراً . الطيبين نسمة الأرض ، رمانة ميزان الحياة ، وجودهم في حياتك رحمة فهم لا يكلفونك فوق طاقتك يكفيهم أن تكون بخير و سعيد بل و يحاولون هم اسعادك . غاية آمالهم رؤيتك تضحك حتي لو لم يشاركوك فرحك او كلفهم هذا جهد و تعب ، ببساطة هنائك هو جائزتهم و طريقهم للسعادة . يحملون همك كالجبال بلا كلل أو ملل ، يمسحون الأسي بالود و الخلاف بجبر الخاطر . يكفي ان يدخلوك حياتهم لتصبح اولوية ، بارعين في الاهتمام بأدق التفاصيل ، يتكفلون هم بك ، و بتوفير كل ما يرضيك. هم الكتف و السند عندما يتخلي الجميع . طاقة ايجابية مهولة تمد لك دائما يد الرحمة في عز وجعك و هم ايضا المحرك و الدافع للاستمرار . هم نفوس يملأها الشبع فلا تعرف غل او حقد لا تحسد او تكره خير لغيرها ، تبذل ما تستطيع لجلب الخير و لا تمنعه حتي عن من اذوها ، بل علي العكس تتأسي حتي لوجعهم و لا تتمني لهم شر . قلوب في منتهي القوة تقابل الوجع بالابتسامة و ان كان القلب يدمي ، تكظم غيظها و تداري دموعها و تتحمل كل الخيبات و الإحباطات بمنتهي الثبات . قلوب لا ترد الإساءة و تخاف ان ترد المظلمة بمثلها فتجور فتؤثر ان تفوض امرها لله في انتظار الوعد بجبر الخاطر و السكينة المنشودة فعندها ان لا تُظلم خير الف مرة من ان تَظلِم . قلوب تتمني حقاً ان تكون بجانبك في وجعك تهونه عليك و تراضيك . و علي قدر كل هذا الخير و الحنان فهم قلوب حساسة توجعهم الكلمة كما يجبر خاطرهم التقدير تكفيهم نظرة يشعرون بها في قلوبهم فترضيهم او تجرحهم ، قد يسامحون في الاساءة لكن ابدا لن يقتربون ثانية فهم يبذلون أرواحهم و لا ينتظرون الا نظرة امتنان تمنعهم عزة نفسهم ان يطلبوها . يقتربون و معهم كل الخير و يبتعدون بصمت المقتول فهم لا يعاتبون و لا تشعر الا و قد خسرتهم . حقا صحبة الطيبين تهديء النفس ، تسعد الروح ، تريح الاعصاب و تزيل الهم هم ترضية و رزق من الخالق تسعدك و تشعرك بطمأنينة و بُعدهم قطع لكل بركة حولك فهم لا يبعدون الا عندما يُجرحون . اقتربوا منهم ...تمتعوا بطيبتهم و احرصوا علي صحبتهم بل و احرصوا اكتر علي ان توفوهم و لو القدر اليسير من حقوقهم التي استحقوها باقتدار جزاء نيتهم السليمة حتي يدوم وجودهم بكل بهجته في حياتكم . صحبتهم و قربهم عوض من الله فرصة لا تأتي كثيراً فيها كل البركة و الراحة ليتنا نعاملهم بما يستحقون ، فقربهم كنز لا يفنى .