ينتهي دور الثمانية من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التى تقام فى مصر وتختتم يوم 19 الجاري، اليوم الخميس حيث تقام مباراتان، الجزائر وكوت ديفوار في السادسة مساءً على ستاد السويس، وتونس أمام مدغشقر في التاسعة مساءً على ستاد السلام. وتحمل المواجهتان شعار الحلم العربى فى النسخة الحالية من الكان بعد خروج بقية العرب مصر والمغرب وموريتانيا، وفي حالة فوز كليهما وصعودهما لنصف النهائي تزداد الطموحات بنهائي عربي خاصة أن كلا منهما فى طريق مختلف عن الآخر حيث توجد تونس فى طريق الفائز من السنغال وبنين والجزائر فى طريق الفائز من نيجيرياوجنوب أفريقيا، ومن المنتظر معرفة إلى أى مدى ستستمر مفاجآت خروج الكبار فى البطولة. ويعد لقاء الجزائر وكوت ديفوار من أشرس المواجهات التى ستقام فى كأس الأمم نظراً لما يمتلكه المنتخبان من أوراق رابحة سواء فى الملعب أو على دكة البدلاء، وستبدأ التكهنات باقتراب الفائز فى اللقاء من التتويج باللقب فى النهاية نظراً لقوة كل منهما والترشيحات المعتادة لهما بالذهاب بعيداً فى غالبية نسخ الكان على مدار التاريخ. وأصبحت مواجهات الجزائر بالتحديد فى كأس الأمم الأكثر متابعة نظراً لما قدمه لاعبوه خلال سير البطولة من دور المجموعات وضرب الأرقام القياسية من حيث نسبة التهديف والشراسة الهجومية حيث أحرز المحاربون فى أربعة لقاءات 9 أهداف منوعة بين العمق والأطراف مما يجعل الحذر غالبا على أى دفاع يواجه مهاجمى الجزائر. واعتاد المحللون العرب على وصف المنتخب الجزائرى فى هذه النسخة أنه يمتلك تشكيلتين نظراً لقدرة البدلاء على تغيير نتيجة اللقاءات الصعبة، كما أن قدراتهم تفوق التشكيلة الأساسية لبعض المنتخبات المستمرة فى البطولة. يقود الجزائر فنيا المدرب الوطنى جمال بلماضي الذي نجح في تقديم شكل جماعي للمنتخب ولم شملهم بعد فترة من التخبط بعد رحيل المدرب خليلوزيتش وعدم تمكن «المحاربون» من الوصول لنهائيات كأس العالم فى روسيا 2018، استطاع بلماضي تجاوز كل ذلك وإكساب الفريق شكلا جماعيا منظما دفاعياً وهجومياً. وظهرت روح الفريق جلياً فى تنفيذ رياض محرز نجم مانشيستر سيتى الواجبات الدفاعية رغم أنه لاعب مهارى لا يجيد العودة والالتحامات ومساعدة الفريق فى قطع الكرة وبناء هجمة جديدة إلا أنه قام بها بشكل رائع مع بلماضي. وأصبح منتخب المحاربين بين الثمانية الكبار فى هذه النسخة بعد تحقيق العلامة الكاملة فى دور المجموعات بالفوز على كينياوالسنغال وتنزانيا ثم تخطوا عقبة غينيا فى دور ال16. وعلى الجانب الآخر يبحث منتخب كوت ديفوار عن انتصار تاريخى على الجزائر خاصة أن أغلب ترشيحات الفوز تذهب فى صالح المنافس، حيث يمتلك الإيفواريون تشكيلة مليئة بالنجوم القادرة على حسم أى لقاء إلا أن أداءهم خلال مشوار البطولة حتى الآن ليس على قدر إمكاناتهم وما قدموه مع فرقهم الأوروبية. ويقود كوت ديفوار هجوميا الثنائى ويلفريد زاها نجم كريستال بالاس ونيكولاس بيبى جناح ليل الفرنسى، وسيكون أمامهم تحدى اختراق دفاع الجزائر خاصة أن المحاربين لم يستقبلوا أهدافا حتى الآن فى مشوار البطولة. وتأهل الأفيال لدور الثمانية بعد تجميع 6 نقاط فى المجموعات بالفوز على جنوب أفريقيا وناميبيا والخسارة أمام المغرب ثم الفوز على مالى فى دور ال16. وفى المباراة الأخرى يسيطر الخوف والحذر على معسكرى تونس ومدغشقر قبل مواجهتهما اليوم فى دور الثمانية، حيث يدخل «نسور قرطاج» اللقاء والتفكير للخروج من مأزق داخلى وخارجى، حيث يسعى الفرنسى آلان جريس المدير الفنى للسيطرة على لاعبيه وردود أفعالهم بعد أن أدلى يوسف المساكنى بتصريح لإحدى القنوات التليفزيونية وتحدث عن أسلوب لعب جريس بطريقة فسرها البعض أنها نقد وهجوم من اللاعب على مدربه بشكل غير مباشر، بالإضافة إلى مشكلة الحراس وعدم الاستقرار على حارس أساسي، وكل هذه المشكلات على جريس أن يضع لها حلا للخروج من مأزق المشاحنات الداخلية بينه وبين اللاعبين. أما المأزق الخارجى فهو الاستعداد الجيد لمواجهة مدغشقر ولم يتوافر للفريق سوى يومين مما قد يجعل الإجهاد البدنى يؤثر على اللاعبين، كما أن جريس سيضع «التكتيك» المناسب من أجل إيقاف هجوم مدغشقر الخطير ورغبتهم فى استمرار مغامرتهم فى البطولة. وتأهل النسور لدور الثمانية بعد مشوار «غريب» فى البطولة حتى الآن بتحقيق 4تعادلات، من ضمنها 3 فى دور المجموعات مع أنجولا ومالى وموريتانيا ثم مع غانا فى دور ال16 والصعود بضربات الجزاء. وعلى الجانب الآخر من المتوقع أن يلعب منتخب مدغشقر بنفس طريقة لعبه أمام الكونغو خاصة أن الفريق يلعب بطريقة سريعة ولا يعتمدون فى اللقاء بأكمله على الهجمة المرتدة والوقوف فى المنطقة الدفاعية باستمرار بل يبحثون عن التنويع الهجومى، وسجلوا فى 4 لقاءات 7 أهداف مما يدل على الغزارة التهديفية لهم فى البطولة، وظهر الاهتمام بالتاريخ الذى يسطره لاعبو مدغشقر بحضور الرئيس الملاجاشى أندريه راجولينا فى مواجهة مدغشقر والكونغو بدور ال16 الأخيرة بستاد الإسكندرية. جاء طريق مدغشقر لدور الثمانية ليس سهلاً حيث حصلوا على 7 نقاط فى دور المجموعات بالتعادل مع غينيا 2/2، والفوز على بوروندى بهدف وعلى نيجيريا بهدفين، وفي دور ال16 فازوا على الكونغو بضربات الجزاء.