لم ينتظر الشعب المصري كثيرا، عقب وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالقصاص لشهداء مصر الأبرار، فلم يمض سوي القليل، وعادت الصقور المصرية ومعها الصيد الثمين، الإرهابي هشام عشماوي، أحد أبرز الإرهابيين المطلوبين، والذي نفذ العديد من العمليات الإرهابية ضد القوات المسلحة والشعب المصري. فحقا كان لهم أن يكرموا من رئيس الجمهورية، فوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدها بشكل مباشر، التحية لرجال مصر الذين حاربوا الإرهاب واسترجعوا حق الشهداء، وذلك بعد عملية تسلم مصر للإرهابي هشام عشماوى من الجيش الوطنى الليبي. وكتب "السيسي" عبر حسابه ب"تويتر": "تحية إجلال وتقدير وتعظيم لرجال مصر البواسل الذين كانوا دائماً صقوراً تنقض على كل من تُسوِّل له نفسه إرهاب المصريين. فهؤلاء الأبطال لا يخافون في الحق لومة لائم، وقد أقسموا على حفظ الوطن وسلامه أراضيه.. تحيةً وسلاماً على مَن كان الدرع وقت الدفاع وكان السيف وقت الهجوم".. وتابع الرئيس: "أوكد أن الحرب ضد الإرهاب لم تنتهي ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداءً لأجل الوطن.. عاشت مصر برجالها". فالتاريخ المتشح بالسواد لهشام عشماوي يعود لعام 2011، حينما استبعد من الجيش المصر لتبنيه أفكارا متطرفة، وذلك بعد 17 عاما منذ التحاقه القوات المسلحة المصرية في عام 1996، وما لبث أن تم فصله من الجيش حتى بدأ "العشماوي" سجله الإجرامي في صدر الوطن، الذي تربى من خيره وعاش على أرضه واستظل بظله وعاش تحت سماءه، وعمل يوما ما في جيشه، فكون خلية إرهابية بعد فصله من الجيش المصري، ودرب عناصر إرهابية كي تساعد على بث سموم الفكر الإرهابي وتنفيذ عميات غادرة في مواجهة خير أجناده، فأسس تنظيم "مرابطون" المقرب من تنظيم القاعدة والذي نشط في شبه جزيرة سيناء، وبعد أن أصبح أحد قياديي تنظيم ما سمي ب"جند الإسلام"، المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي، لقب نفسه بأبي عمر المهاجر وعرف بذلك الاسم بين عناصر التنظيم المتطرف. شارك "عشماوي" في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إيراهيم سبتمبر عام 2013، واقتحمت قوات الأمن منزل "العشماوي" وحصلت على أدلة تثبت تورطه في العملية الفاشلة، والزي العسكري الذي كان يستخدمه، ولم يكتفي بذلك بل أيضا الهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا والذي أسفر عن استشهاد 29 شخصًا، وكذلك حادث الواحات، واغتيال النائب العام المستشار هشام بركات. لم يكتف "عشماوي" بذلك بل تورط في تفجير مقر مديرية أمن محافظة الدقهلية في مدينة المنصورة، حيث قتل 14 شخصا، ثم مذبحة كمين الفرافرة بالصحراء الغربية في يوليو عام 2014 التي راح ضحيتها 28 جنديا، وبعدها حكم عليه بالإعدام غيابيا، كما يعتبر المخطط الرئيسي لمذبحة العريش الثالثة في فبراير عام 2015، ويعد المتهم التاسع بين200 متهم أحيلوا للجنايات في قضية "أنصار بيت المقدس". وفي أكتوبر عام 2018، ألقى الجيش الوطني الليبي القبض على "العشماوي"، في عملية عسكرية بمدينة درنة، فهو من أخطر العناصر الإرهابية الأجنبية المتواجدة في ليبيا، وهو أمير تنظيم «المرابطين» التابع لتنظيم القاعدة في درنة، وكان يتواجد فى المدينة منذ فراره من بلاد مصر قبل 5 سنوات، وشارك «العشماوي» فى قيادة عدة عمليات إرهابية داخل ليبيا، وكان من أبرز قيادات ما يسمى «مجلس شورى مجاهدي درنة». كل ذلك جعل منه الصيد الثمين.. ومن ثم ركزت المخابرات العامة المصرية ورجالها البواسل بالتعاون مع الجيش الليبي، على الإيقاع به، وجاءت المفاجأة الكبري، أمس عندما عاد الصقور ومعهم الصيد الثمين وكنز معلومات ثرية عن التنظيمات الإرهابية في مصر.