تبذل قوات الأمن في مصر قصارى جهدها بحثًا عن المخالفين ومرتكبى الجرائم، لضبط الشارع المصري، فهناك تحريات ودوافع لارتكاب الجريمة، وهناك أيضًا مسرح الجريمة، فنجد هنا استعانة رجال الأمن بالتكنولوجيا، خاصة مراجعة كاميرات المراقبة بمكان الحادثة، والتي تساعد بصورة إيجابية في معرفة المجرم. تعد كاميرا المراقبة من أهم الاخترعات التي توصل إليها الإنسان خلال القرن العشرين، في طريق سعيه لتحسين الحياة، والحد من الجريمة ومراقبة مرتكبيها، كما اهتم أيضًا بمتابعة ما يهمه من شؤونها آليًا، وبمرور الوقت، هناك تزايد مستمر في استخدام كاميرات المراقبة عالميًا من قبل الأفراد والمؤسسات والشركات، كالمصارف والمحال التجارية والفنادق والأندية والمكاتب والمساكن، وتنصب الحكومات الكاميرات في الشوارع والأحياء والأزقة.
وتعرض «بوابة أخبار اليوم» أبرز الجرائم التى ساهمت كاميرات المراقبة بالكشف عن تفاصيلها.
شقة الرحاب ساهمت كاميرا المراقبة كثيرًا في تمكين مباحث القاهرة من القبض على صاحب مكتب إيجار سيارات، اشترك مع آخرين فى سرقة مسكن ربة منزل بمدينة الرحاب، والاستيلاء على مبالغ مالية بلغت نحو 45 ألف جنيه، و500 دولار، و600 درهم، بالإضافة إلى بعض المتعلقات الشخصية.
وبعد تفريغ كاميرات المراقبة بمحل الواقعة، أمكن تحديد السيارة المستخدمة فى ارتكابها، وتبين أنها تحمل أرقام (ف ف، 5469) ماركة مرسيدس، مقيدة باسم (خالد. إ. م، 40 عامًا)، صاحب معرض إيجار سيارات، وباستهدافه تبين أن السيارة مؤجرة ل(حمزة. ط. ع، 23 عامًا)، صاحب مكتب إيجار سيارات.
مصوغات الساحل نجحت أجهزة الأمن بالقاهرة بالاستعانة بكاميرات المراقبة في كشف غموض حادثة السطو على محل مجوهرات بمنطقة الساحل بشبرا، وسرقة أكثر من 5 كيلو مشغولات ذهبية، ومبالغ مالية. وتبين أن وراء ارتكاب الجريمة بلطجياً سبق ضبطه في عدة قضايا، وأنه قام برصد تحركات الجواهرجي العجوز على مدى شهر كامل، وقام بمغافلته وسرقة المفاتيح من سيارته، وعاد لفتح المحل ليلاً، واستولى من الخزينة على كمية من المشغولات الذهبية والأموال، وترك ما يقرب من 22 كيلو أخرى وهرب لعدم قدرته على حملها، تم القبض على المتهم واعترف بتفاصيل جريمته.
القنصلية الإيطالية كاميرات المراقبة المحيطة بالقنطلية الإيطالية قادت الأجهزة الأمنية لتحديد هوية منفذي تفجير سيارة مفخخة بمحيط القنصلية، والتى أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين، وكشفت كاميرات المراقبة التى تسلمتها النيابة من القنصلية الإيطالية وفرغتها، كيفية التنفيذ وحددت ملامح المتهمين أثناء دخول السيارة المفخخة وعقب مغادرتها قبل تنفيذ العملية الإرهابية، وبإجراء التحريات تم تحديد مكان اختبائهم، وتم تصفية 9 إرهابيين بمنطقة زراعية نائية بأوسيم، وإحباط محاولة اثنين من الإرهابيين تفجير نفسيهما فى القوات بحزامين ناسفين، إلا أن الضباط وقوات العمليات الخاصة نجحوا فى تصفيتهما.
دار القضاء العالي كشفت كاميرا مراقبة في شارع رمسيس كيفية تنفيذ انفجار محيط دار القضاء العالي، وتحديد هوية مرتكب الواقعة، بعد أن وضع مجهول أمام الباب الرئيسى قنبلة أسفل مكتب النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات.
فتاة المول تلك القضية التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة عن اعتداء شاب على فتاة داخل أحد المولات الشهيرة بمنطقة مصر الجديدة، والذى تم القبض عليه من قبل قوات الأمن، وذلك بعد تحديد هويته من خلال كاميرات المراقبة.
كاميرا المراقبة وضع أمني قال مصدر أمنى في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم»: إن «إلزام وجود كاميرات مراقبة على أبواب المحال لاستخلاص الترخيص وضع أمنى، وليست وسيلة للتجسس وخنق حركة البشر، لكنها وسيلة يتم تطبيقها فى أكثر الدول تقدمًا لكشف الجريمة، وكاميرات المراقبة تسهم بشكل كبير جدًا فى ضبط سلوك الناس، وضبط المتهم بارتكاب الجرائم، ويجب تعميمها فى جميع الشوارع والميادين والمؤسسات والمنشآت الحيوية، وبشكل احترافى ودقيق وبإمكانيات متميزة، حتى لا يفلت المجرم من العقاب»، حسب قوله.
ويوضح المصدر، أن نظام المراقبة الإلكترونية من خلال نشر الكاميرات فى الميادين العامة مطبق في عدد من دول العالم، التى قد يزيد عدد سكان بعضها عن مليار نسمة كما فى جمهورية الصين مثلاً، وساهم ذلك فى ضبط حركة هذه الحشود الكبيرة من البشر، والحد من الجرائم وبعض السلوكيات الخاطئة، وتأتى أهمية المراقبة الإلكترونية فى الوقت الراهن تزامنًا مع انشار الأعمال الإرهابية والبلطجة التى تزايدت خلال الفترة الأخيرة، على حد وصفه.