ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن اندلاع تظاهرات شعبية واسعة النطاق في ليبيا للتنديد بوجود الميليشيات المسلحة في البلاد يؤكد في الحقيقة الفجوة الأمنية الكبيرة التي تعاني منها ليبيا عقب سقوط النظام السابق. وقالت الصحيفة - على موقعها الإلكتروني - إنه في الوقت الذي تعهد فيه المتظاهرون بالقيام ب"ثورة جديدة" من أجل تخليص أنفسهم من الميليشيات المسلحة والمتطرفين، حاولت السلطات الليبية تهدئة حده الغضب الشعبي وأعلنت عن حاجتها لبعض هذه الميليشيات للحفاظ على الأمن في ضوء ضعف قوة الشرطة المحلية والجيش. وأوضحت أن الهجمات التي شنها المتظاهرون ضد معاقل العديد من الميليشيات المسلحة في مدينة بنغازي، ومنها معقل جماعة "أنصار الشريعة" حيث أسقطوا أعلام الجماعة وطردوا مسلحيها، كانت أشبه بانفجار بركان غضب لم يسبق له مثيل للتأكيد على الإحباط الشعبي المتفاقم من جراء استمرار الميليشيات في حمل الأسلحة. وكان عدد من المنتمين إلى الميليشيات المسلحة المنتشرة في ليبيا - حسبما أفادت الصحيفة - قد وجهوا أصابع الاتهام في اندلاع هذه التظاهرات إلى أنصار القذافي" فيما أسهم العثور على ست جثث مكبلة الأيدي لجنود ليبيين على مشارف بنغازي في زيادة حده التوترات الحالية. كما ألقت الصحيفة الضوء على الحالة الأمنية في ليبيا ما بعد القذافي، التي حاول فيها سلسلة من القادة الانتقاليين استعادة النظام في دولة طالما عانت فيها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة من حالة ضعف فأقمها تجريد المؤسسات الحكومية من سلطاتها.