اعلنت السلطات الليبية مساء السبت انها قررت حل جميع الميليشيات والمعسكرات غير المنضوية تحت سلطة الدولة، وذلك غداة تمرد سكان بنغازي (شرق) على تلك الميليشيات. وفي السياق ذاته، اعلنت مجموعتان مسلحتان في درنة شرق ليبيا - التي تعتبر معقلا للاسلاميين منذ زمن طويل - هما مجموعة "ابو سالم" و"انصار الشريعة" حل نفسيهما وتسليم خمسة مقرات كانا يصران عليها. وقال رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف وهو يتلو بيانا في بنغازي "تقرر حل كافة الكتائب والمعسكرات التي لا تنضوي تحت شرعية الدولة".
واضاف ان السلطات قررت ايضا "تشكيل غرفة عمليات امنية مشتركة في بنغازي من الجيش الليبي والامن الوطني والكتائب المنضوية تحته".
اوضح انه تقرر "تكليف رئاسة الاركان تفعيل سيطرتها على الكتائب والمعسكرات المنضوية تحتها عن طريق قيادة تمثل قيادة الاركان في هذه الكتائب تمهيدا لدمجها بالكامل في مؤسسات الدولة".
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الليبية امس الأحد إن الجيش الليبي أمهل الميليشيات والجماعات المسلحة 48 ساعة لإخلاء مجمعات عسكرية وأملاك الدولة وممتلكات أفراد النظام السابق في طرابلس والمناطق المحيطة.
وجاء الإعلان عن هذه المهلة بعد طرد ميليشيا "أنصار الشريعة" من قواعدها في مدينة بنغازي بشرق البلاد يوم الجمعة في تصاعد للغضب من الجماعات المسلحة التي ما زالت تسيطر على أجزاء كبيرة في ليبيا بعد أكثر من عام من الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.
واضافت الوكالة إن الجيش أهاب "بجميع الأفراد والجماعات والتشكيلات المسلحة والمتواجدة بالمعسكرات التابعة للجيش الليبي والمقرات التابعة لمؤسسات الدولة ضرورة إخلاء هذه الأماكن في مدة أقصاها 48 ساعة."
وأضافت الوكالة أن الجيش أخلى اليوم بالفعل مجمعا عسكريا على الطريق السريع المؤدي إلى مطار طرابلس الدولي من الميليشيا. ولم تذكر الوكالة اسم الميليشيا لكنها قالت إن الجيش ألقى القبض على أعضائها وصادر أسلحتها.
ويقول احد الشباب المنظمين لتظاهرة الجمعة الماضية وهو طالب حقوق يدعى بلال بتامر،22 عاما: "لا يمكنك تحقيق نجاح 100 في المئة في مثل هذه الحالات، لكن الغاية تحققت والدولة فرضت رقابتها على تلك الميليشيات. الجميع يعلم ان احدا في هذه البلاد لا يريد وجودا للمتطرفين وانه سيتم التخلص منهم في النهاية". واستدرك بلال قائلا: "المليشيات ليست شرا، هم عناصر جيدون وساهموا في التخلص من نظام القذافي. لكننا نعلم جميعا ان البلد لا يمكن ان تبنى على المليشيات". واضاف قائلا: "يمكنك رؤية الجيش والشرطة في الشوارع. الجميع يدعمهم ويقول لهم كونوا اقوياء وافرضوا القانون بقوة".
وفي سياق ذي صلة، كشف العقيد ركن حامد بالخير، قائد اللواء الأول مشاة برئاسة أركان الجيش الوطني الليبي تفاصيل وملابسات عملية اختطافه من قبل مجهولين في وقت مبكر من صباح اليوم السبت دون أن يحدد هوية الخاطفين.
وأوضح بالخير في تصريح صحفي بعد الإفراج عنه من قبل خاطفيه إنه تم استدراجه من قبل مجهولين بحجة قدرته على التأثير على المتظاهرين وسكان بنغازي وإقناعهم بالتراجع عن مهاجمة مقر كتائب وسرايا الثوار ، وإنقاذ المدينة من الفوضى والفتن ومنع إراقة دماء الليبيين. وأشار بالخير إلى أنه تم نقله إلى جهة مجهولة في مدينة بنغازي وتم التعدي عليه بالضرب والشتم وتهديده واتهامه بالخيانة، مبينا أن الخاطفين كانوا يتلقون تعليمات عبر الهاتف من قبل أشخاص وجهات خارجية لم تعرف هويتها.
وبين أن هذه المجموعة الخاطفة قامت بإطلاق سراحه بعد أن احتجزته لعدة ساعات، وإلقائه على قارعة أحد الطرق بالمدينة.
وأكد حامد بالخير في هذه المقابلة التلفزيونية على أهمية وضرورة تتبع الجهات التي وقفت وراء عملية اختطافه.
وكانت حدة التوتر في بنغازي تحديدا وفي الشرق الليبي عامة قد تصاعدت اثر مقتل السفير الاميركي كريس ستيفينز اثر هجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي قبل نحو اسبوعين. وتصاعد الغليان الشعبي من الفوضى التي تحدثها الميليشيات المسلحة ما دفع الاف الليبيين الى التظاهر سلميا ضد كافة الميليشيات المسلحة وعلى رأسها الاسلامية منها. وبعد ذلك هجم مئات منهم على المقرات العامة وثكنات هذه الميليشيات وطردوا منها مئات من عناصرها. واسفرت اعمال العنف عن سقوط 11 قتيلا وعشرات الجرحى.