الإفتاء: جرائم «داعش» كسرت الجدار الأمني العازل في نفوس الأوروبيين

تعليقًا على مقتل قائد بشرطة فرنسا وزوجته

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ في تطبيق استراتيجية «سمكة الصحراء» العسكرية، لبسط نفوذه على مناطق جديدة، وضم مقاتلين جدد إلى صفوف التنظيم.
جاء ذلك في تعليق على الحادث الذي وقع الثلاثاء 14 يونيو، بفرنسا، والذي راح ضحيته قائد بالشرطة الفرنسية وزوجته، ومن قبله حادث الملهى الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا.
وأضاف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن داعش يهرب من نيران التحالف التي أنهكته وقلصت من مناطق نفوذه؛ حيث نجح التنظيم في الإفلات من مناطق الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق جديدة في أوروبا وأمريكا، تلافيًا للضربات المتلاحقة التي أضعفت من قوة التنظيم في مناطق نفوذه في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.
ولفت المرصد إلى أن تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسئوليته عن الحادث الإرهابي الذي وقع في فرنسا، وذلك عبر وكالة أعماق التابعة للتنظيم والتي قالت «مُقاتل في الدولة الإسلامية يقتل قائدًا بالشرطة الفرنسية في مدينة ليه موروه وزوجته طعنًا بالسكين».
وأوضح المرصد أن حادثة الطعن هذه لم تكن الأولى في فرنسا، بل سبقتها أخرى قبل عامين، حيث هاجم رجل في العشرين من ديسمبر من العام 2014 عناصر شرطة بسكين في جويه ليه تور -وسط غرب فرنسا- قبل أن تقتله قوات الأمن، مما يؤكد على أن التنظيم لا يكل ولا يمل من استخدام "الذئاب المنفردة" أو "الجنود التائهة" لتنفيذ عملياته سواء أكانت هذه العمليات بالأسلحة المتطورة أو بالطرق البدائية السكين أو العصا، ولا يعنيه من تنوع هذه الوسائل إلا إراقة المزيد من الدماء وإحداث الكثير من الجلبة داخل الأوساط الأوروبية.
وأكد مرصد الإفتاء أن حادثتي أمريكا وفرنسا الأخيرتين قد كسرتا «الجدار الأمني العازل» في نفوس الأمريكيين والفرنسيين، وتؤكدان أن تنظيم داعش الإرهابي يعتمد في استراتيجيته العسكرية على فكرة التنوع في استخدام الأسلحة أمام خصومه، فقد قتل ضحايا في أمريكا بالرصاص، وفي فرنسا بالسكين، طرق متعددة ونتيجة واحدة، وتُعد هذه الطرق نوعًا من المراوغة للأجهزة الأمنية التابعة لهذه الدول، بحيث ينوع من أساليبه، وهذا التنوع يضمن له كسر نظرية التوقع عند الأجهزة الأمنية، مما يعطيه الفرصة لممارسة مزيد من الأعمال الإجرامية في حق ضحاياه، وصعوبة توقع ما تتمخض عنه أفكار في العمليات التالية.
وتابع المرصد أن هاتين الحادثتين تؤكدان أن أمريكا وأوروبا أصبحتا دولاً محتملة لتنفيذ عمليات التنظيم الإرهابية في المرحلة المقبلة، وربما يفاجئنا التنظيم بحادث إرهابي آخر قبل أن ينتهي شهر رمضان، وذلك تنفيذًا لدعوة المتحدث الرسمي لتنظيم داعش أبو محمد العدناني لأعضاء التنظيم بتكثيف العمليات النوعية ضد أوروبا وأمريكا في شهر رمضان.
وأكد المرصد أن الخطوات التي اتخذتها الدول الغربية للحيلولة دون وصول مقاتلين من داخل أراضيها إلى تنظيم داعش كان لها نتيجتان، إحداهما إيجابية وهي خنق التنظيم بوقف الدعم البشري عنه، وإصابته بالوهن والضعف وعزله، والثانية سلبية تمثلت في أن هذه الخطوات الاحترازية من قبل الدول الأوروبية قد دفعت عناصر التنظيم في هذه الدول- والذين فشلوا في الوصول إلى قيادتهم المركزية – إلى تنفيذ علميات إرهابية في العمق الأوروبي.
واختتم المرصد تقريره بالتأكيد على أن استخدام داعش لاستراتيجية ما يسمى "سمكة الصحراء" التي تقوم بالأساس على المراوغة ونقل الصراع من مكان إلى آخر، وتنفيذ عمليات نوعية متزامنة في دول مختلفة، يسترعى اهتمام الجميع بمقابلة هذه الاستراتيجية الدموية باستراتيجية ضخمة يتكاتف فيها الجميع لمواجهة هذا التنظيم الدموي، وتنسيق الجهود العسكرية للقضاء عليه، وبجانب هذه الاستراتيجية لا بد من تنسيق الجهود الفكرية والثقافية والدعوية، للتمييز بين التطرف والإرهاب والإسلام السمح، حتى لا نفاجأ بعنف مضاد، متمثل في ظاهرة الإسلاموفوبيا، خاصة وأن أكبر جالية إسلامية في أوروبا توجد في فرنسا؛ حيث يعتبر الإسلام الدين الثاني في فرنسا.