"أفلاطون" فيلسوف يوناني ، و مؤسس أكاديمية أثينا أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي ، وواضع الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم ، كان تلميذا لسقراط وتأثر بأفكاره كما تأثر بإعدامه الظالم . عاش أفلاطون في أفضل فترات أثينا، حيث كانت الثقافة اليونانية في أوج ازدهارها في عهد بيركليس عهد العلم السقراطي وفن فدياس ، لم يشترك بشكل مباشر في الحياة السياسية ولكنه حاول أن يطبق أفكاره بأي شكل، وكان يدعو إلى تغيير كل النظام السياسي وإلى "جعل الفلاسفة ملوكاً ، كان مقتنعاً تماماً بأن السياسة على يد الفيلسوف ستحول العالم تماماً في اتجاه فكرة الخير . تربى أفلاطون في عائلة مثقفة، اهتمت بتربيته بدنياً وفكرياً ، فتلقى منذ صغره التعليم على يد مدرس خاص وهو الذي أطلق عليه اسم "أفلاطون"، إذ أن اسمه الحقيقي كان أريستوكليس ، تعلم الشعر والموسيقى والرسم والجمباز والنحو، وأظهر ميلا شديدا إلي العلم الرياضي ثم اتجه إلى دراسة الفلسفة . و في سن العشرين تعرف على سقراط وأعجب به، ولازمه لمدة ثماني سنوات، وكان لهذه السنوات تأثير حاسم على حياته، حيث صقلت معارفه، بالذات في علمي المنطق والأخلاق، عدا ذلك كان أفلاطون يتعرف على كل الاتجاهات السائدة في عصره مثل أفكار أرستيب وأنتيستينس وإقليدس . كان لإعدام سقراط وتجرعه السم من أهم الأسباب التي دفعت به إلى ميغاري حيث زار إقليدس ومكث إلى جواره ثلاث سنوات ، ثم اتجه إلى مصر وشاهد عظمة آثارها واجتمع بكهنة عين شمس فأعجب بعلومهم وخاصة الفلك ثم اتجه من مصر إلى قورينا فالتقى بعالمها الرياضي المشهور تيودورس ، واستمرت رحلات أفلاطون اثني عشر عاماً عاد بعدها إنسانا ناضجا تماما ، ثم عاد إلى أثينا عندما نشبت الحرب بين أثينا وأسبرطة ، واستقر هناك حيث أسس مدرسة في أكاديموس وانقطع للكتابة والتعليم. غلب على مؤلفات أفلاطون طابع المحاورة وهو أسلوب كان شائعاً في العصر الذي ازداد فيه نشاط السفسطائيين وسقراط ، و بعد دراسة أسلوب المحاورات وموسوعاتها تمكن العلماء من ترتيبها على هيئة تصنيف زمني تطوري حسب أطوار حياة المؤلف- فهناك مؤلفات ترجع إلى عهد الشباب (المحاورات المبكرة)، وأخرى تم تأليفها بعد إنشاء الأكاديمية (محاورات المرحلة المتوسطة)، أما المجموعة الثالثة فهي من إنتاج أفلاطون في عهد الشيخوخة (محاورات المرحلة الأخيرة). ترجمت معظم محاورات أفلاطون إلى العربية ، ومن أهم أعماله " الدفاع عن سقراط ، لاخيس (حوار حول الشجاعة) ، خارمنيدس (حوار حول المثابرة) ، أيتيفرون (حول التدين) ، بروتاجوراس (حول الفضيلة) ، جورجياس (في نقد الأنانية) ، كراتيل (حول اللغة، والهيراقليطية والاسمية) ، مينون (حول إمكانية تعلم الفضيلة) ، فايدروس (توضيح العلاقة بين ، الروح والفكرة) ، تياتيت (حول المعرفة) ، بارمنيدس (توشيح المنهج الجدلي) ، السفسطائي (حول الوجود) ، فيليب (حول الخير، والعلاقة بين اللذة والحكمة) ، تيمايوس (فلسفة الطبيعة) ، القانون (يعرض فيه إضافات لنظريته حول الدولة المثالية) ، فيدون (حول خلود الروح) ، المأدبة (حول الحب) ، و الجمهورية . مات أفلاطون ميتة هادئة عام 347 ق.م ، وقد أقيم له ضريح بعد موته ، وأصبح تلاميذه يحتفلون سنويا بعيد ميلاده ووفاته ، حيث كانوا يعتبرون ذلك اليوم مقدسا .