لم تنطق الزوجة بكلمة واحدة واكتفت بابتسامة مزيفة تخفي وراءها خوف وقلق شديدين، عندما استشعرت نظرات الزوج وهو يخبرها بصوت متهدج عن شكه في سوء سلوكها وتصرفاتها، التي تنعكس من خلال علاقتهما الزوجية وردود أفعال عصبية المزاج. انصرف الزوج إلى عمله، وهرولت الزوجة بسرعة شديدة وأمسكت بهاتفها المحمول لتخبر عشيقها الجار خشية افتضاح أمرهما، ويجب عليه التصرف، وما أن أخذت تروي له عن خوفها كان العشيق تراود مخيلته فكرة التخلص من الزوج، واتخذ القرار. ارتدى الجار العشيق ملابس الحمل الوديع، وطلب من الزوج مصاحبته لأداء واجب العزاء بأحد القرى بمحافظة الدقهلية، ولم يكن يعلم بأنه سيكون العزاء الأخير بالنسبة له. وفجأة وبدون مقدمات وبعد أن خيم الظلام على المكان بمنطقة زراعية، وبعين زائغة يراقب العشيق الطريق، بينما تبدلت معالم الزوج التي امتزجت بالدهشة والرعب في آن واحد عندما فوجىء باختراق نصل سكين العشيق بطنه، وسقط في بركة من الدماء، وما أن سمع صوت أنينه وهو يصارع الموت، قام بذبحه كالشاه، وتركه جثة هامدة، وفر هارباً، بينما تجلس الزوجة تنتابها حالة من القلق، وتمر الثوان عليها كالدهر، وأثقلت رأسها بالتساؤلات، وما أن لمحت وميض إضاءة هاتفها المحمول وقبل أن يصدر رنينه، انتشلته بلهفة وعصبية، حتى يخبرها العشيق قائلاً "المهمة تمت". توصلت تحريات المقدم أبو العزم فتحي رئيس مباحث مركز شرطة بلقاس بعد العثور على جثة الزوج والذي تبين أنه "محام" وأن وراء مقتله زوجته وعشيقها الجار، بعدما شعرت بشك الزوج في سلوكها وعلاقتها، فقررت ودبرت مع عشيقها التخلص منه خشية افتضاح أمرهما. وبمواجهتهما اعترفا بصحة الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة وأحالهما اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية إلى النيابة التي صرحت بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.