ما بين عشية وضحاها أفاق محمود من غفوته وكانت بعد فوات الأوان حيث لم يتوقع أن صديقه أبوالقاسم الذي كان يقضي معه أسعد ساعات عمره سيتطاول علي زوجته ويطاردها بعبارات الغزل والتلميحات الخادشة للحياء حتي سقطت فريسة له في غيابه. كان قلبه طوال فترة غيابه مطمئنا علي أسرته لوجود الصديق الوفي الذي يلبي للأسرة كل طلباتهم بمجرد أن يطلبوها لذا توطدت العلاقة بينهم حتي أصبح واحدا من العائلة يتردد علي المنزل ويتقابل مع الزوجة العشيقة مرات عديدة وفي أحد الأيام قرر محمود العودة فجأة وكان المتوقع عندما يفتح باب الشقة أن يجد الصمت يغلف المكان والجميع يغطون في النوم لذا دخل متسللا دون أن يصدر منه أي صوت وتوجه ببطء إلي غرفة النوم إلا أن قدميه تسمرتا عندما سمع صوت زوجته صباح تتحدث مع أحد الأشخاص فتصور أنها تتكلم عبر الهاتف وعندما شاهدته طلبت منه الخروج من الشقة مرة أخري لشراء كابل كهربائي للثلاجة وكان في ذات الوقت العشيق أسفل سرير الزوجية وبعد مغادرة الزوج خرج العشيق من أسفل السرير فطلبت منه الزوجة الخروج بسرعة قبل عودة الزوج واكتشاف أمرهما فرفض العشيق الخروج وطلب الجلوس معها لوقت آخر وعاد الزوج مسرعا للمنزل ففوجيء بصدمة كبيرة اصابته بالذهول لم يتوقعها قط أن في منزله صديقه الذي كان يطمئن علي أسرته معه وخشية من افتضاح أمرهما مرت اللحظات كالدهر الزوج لا يعرف كيف يتصرف والعشيقان أصيبا بحالة شلل ونظرا بعيونهما كل منهما إلي الآخر وفجأة اتجهت عيون العشيقين إلي الزوج المخدوع والتخلص منه لكتم السر وعدم الفضيحة فقامت الزوجة بخنقه من رقبته والقت به علي السرير ولم تتركه إلا جثة هامدة وقام العشيق الصديق الوفي للزوج بضربه ثم غادر المنزل وبعد مرور بعض الوقت أسرعت الزوجة بالاتصال بعشيقها وطلبت منه الحضور علي الفور كما استدعت شقيقتها منصورة للتخلص من الجثة واتفقوا فيما بينهم حيث قام ثلاثتهم بوضع جثة الزوج داخل جوال وحملها داخل كرتونة ثم استقلوا توك توك والقوا بالجثة بالترعة ولاذوا بالفرار وفي حالة ارتباك شديدة معتقدين أن مياه الترعة ستجرفها بعيدا عن المنطقة لكي لا يعرفها أحد وشاء القدر أنه في اليوم التالي عثر الأهالي علي الجثة بالقرب من قرية كوم العرب وأبلغوا أجهزة الأمن التي انتقلت إلي مسرح الجريمة وأجرت المعاينة التصويرية قبل نقل الجثة إلي المشرحة وانتداب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها واعداد تقرير الصفة التشريحية وبدأ رجال المباحث في اجراء التحريات ورفع البصمات وحامت الشبهات حول الزوجة وعشيقها وبعد تحرير محضر بالواقعة وباحالته للنيابة أمرت بالقبض علي المتهم والزوجة وبمواجهتهما اعترفا تفصيليا بارتكاب الجريمة خشية افتضاح أمرهما. ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء عبدالعزيز النحاس مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة طافية بالترعة بالقرب من قرية كوم العرب فانتقل المقدم عصام نبيل رئيس المباحث والنقيبان خالد شحاتة ومصطفي سمير معاونيا المباحث باشراف العميد عاصم حمزة مدير المباحث الجنائية بالمديرية لمكان البلاغ وتم انتشال الجثة وبالمعاينة الأولية تبين أن الجثة لمحمود27 سنة وبها عدة سحجات حول رقبته وتوصلت التحريات إلي أن وراء ارتكاب الجريمة زوجته صباح25 سنة وعشيقها أبوالقاسم27 سنة بالاشتراك مع شقيقتها ممنصورة بعد اكتشاف المجني عليه وجود علاقة آثمة بين زوجته وصديقه خشية افتضاح أمرهما قتلاه تم القبض علي المتهمين الثلاثة وبمواجهتهم اعترفوا تفصيليا بارتكاب الجريمة خشية افتضاح أمرهم. وتمت احالتهم إلي أحمد قناوي مدير نيابة طما الذي أمر بحبسهم علي ذمة التحقيق.