علقت الصحف القطرية الصادرة – السبت 4 أغسطس- في افتتاحياتها على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار العربي بخصوص سوريا. حيث رأت صحف "الراية" و"الوطن"و "الشرق" في اعتماد الجمعية العامة لمشروع القرار دعما هاما ونوعيا للشعب السوري في انتقاد كبير لموقفي روسيا والصين والدول السائرة في فلكيهما سياسيا. وأجمعت الصحف على المطالبة بالتحرك من خارج مجلس الأمن المكبل بأغلال "فيتو" غير مبرر .. فتحت السؤال "ماذا بعد قرار الجمعية العامة؟" رأت صحيفة "الراية" أن تأييد 133 دولة لمشروع القرار يضع المجتمع الدولي أمام امتحان عسير لإنقاذ الشعب السوري مؤكدة أن الموقف الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بتبني القرار العربي بإدانة الجرائم اللا إنسانية التي ينفذها نظام الأسد ضد شعبه الأعزل يعتبر تفويضا واسعا من الجمعية العامة يفتح الباب أمام المجتمع الدولي للتحرك الجماعي والسريع خارج نطاق مجلس الأمن المكبل بالفيتو الروسي والصيني المزدوج خاصة بعدما فشل مجلس الأمن وفشل المبعوث الدولي كوفي عنان في مهمته بسبب مواقف النظام الرافضة للخطة الدولية لحل الأزمة السورية بجميع جوانبها. وشددت الصحيفة على أن الوضع في سوريا لا يتحمل التأخير والتسويف وإن النظام يزداد في كل يوم شراسة لارتكاب الجرائم اللا إنسانية خاصة أن تلك الجرائم أصبحت موثقة دوليا وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والأعراف. ودعت إلى عدم التهاون مع النظام بعد تصويت وتأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار العربي.. وكررت أن المطلوب هو التحرك الدولي الجماعي السريع حتى لو بالتدخل العسكري المباشر لمنع إبادة الشعب السوري وإنقاذ سكان حلب والمدن الأخرى المحاصرة من المجازر. وأوضحت الصحيفة أن كل الدلائل تشير إلى أن النظام السوري مصمم ومتمسك بمواقفه المرفوضة محليا وعربيا ودوليا وأنه غير مبال بالقرارات الدولية وأن استقالة "أنان" من مهمته في سوريا لهى رسالة للعالم أجمع بعدم جدية نظام الأسد تجاه أي حل آخر غير الحل العسكري وإبادة الشعب السوري ولذلك فليس أمام المجتمع الدولي بعد قرار الجمعية العامة إلا التحرك اليوم قبل الغد لدعم الثوار بكل الوسائل والعتاد لمواجهة جيش الأسد ولخلق ممرات آمنة لحماية النازحين. ونبهت إلى أن المطلوب ليس قرارات دولية فقط وإنما المطلوب تنفيذ هذه القرارات لصالح الشعب السوري الذي يواجه المجازر والإبادة والقتل الجماعي وجرائم الاغتصاب كما أكد السيد ناصر عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا لإنقاذ هذا الشعب وحمايته. وقالت الصحيفة أنه من المهم أن يدرك الجميع أهمية أن يتحول القرار الدولي الجديد إلى إجراء عملي سريع وفعال ضد النظام حتى لا يكون مصيره مثل القرارات السابقة التي لم يتعامل معها النظام بل منحته المزيد من الفرص لتنفيذ جرائمه. واختتمت "الراية" افتتاحيتها بالقول إنه من غير المقبول أن يظل المجتمع الدولي يعرب عن القلق فقط تجاه الأزمة السورية إذ من المؤكد أن القرار الجديد رسم خريطة طريق دولية لإنقاذ الشعب السوري والسكوت على ما يحدث في سوريا بعد القرار الجديد هو جريمة وعار في جبين المجتمع الدولي. ورحبت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها تحت عنوان "قرار عمومية الأمم ودلالاته" باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس القرار العربي الذي يدين النظام السوري و بصوت عال عكسه تأييد 133 دولة.. ورأت فيه انتصارا للشعب السوري الذي يخوض نضالا مشروعا من أجل استرداد حريته وكرامته مما يضع النظام في ركن الزاوية ويتوجه إليه بتهم أخلاقية تصيب شرعيته التي تآكلت إصابة مباشرة. وربطت الصحيفة قرار عمومية الأمم بالسياق الذي أدى إلى تقديم عنان لاستقالته بعد إحباط أصابه جراء حنث النظام السوري بالتزاماته في وقف إطلاق النار واستمراره في قتال معارضيه بالإضافة إلى الدعم الروسي والصيني للنظام السوري من خلال الفيتو المزدوج المتكرر الذي أدى إلى عدم اكتراث النظام بأية ضغوط واتخاذه من هذا الفيتو مظلة لجرائمه إذ أن هذا الفيتو المزدوج أصاب العالم بإحباط من حيث إنه تسبب في شرخ بالموقف الدولي ينفذ النظام من بين سراديبه إلى ما شاء من جرائم يحترف ارتكابها. ووصفت "الوطن" قرار عمومية الأمم باللطمة الأخلاقية لكل من ساعدوا النظام على التغول وشاهد إثبات على أن "الفيتو" المزدوج كان خطأ بحق السوريين. وخلصت الصحيفة إلى أن الانتصار ألأممي للشعب السوري وثورته يسوغ استخدام القوة في مواجهة جرائم نظام حنث بوعوده وضرب بعرض الحائط كل الجهد الدولي الرامي إلى إنقاذ الشعب السوري من براثنه وآلته البربرية. وكتبت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها تحت عنوان "خارج مجلس الأمن" أن النصر المؤزر الذي حققه القرار العربي في الجمعية العامة برئاسة رئيسها السيد ناصر بن عبد العزيز النصر جاء للتأكيد من جديد على مدى العزلة التي يعيشها النظام السوري وحلفاؤه خصوصا روسيا والصين اللتين ظلتا تستخدمان "الفيتو" لدعم بشار الأسد. وقرأت الصحيفة في تصويت 133 دولة مقابل 13 أسفا واضحا من الجمعية العامة للأمم المتحدة لفشل مجلس الأمن في الاتفاق على إجراءات لضمان التزام النظام السوري بتطبيق قرارات المجتمع الدولي. وأشارت إلى عدم إلزامية قرار الجمعية العامة معتبرة أنه يعكس قطعا إجماع المنظومة الدولية على أهمية العمل على تغليب مصالح الشعب السوري وتأمين عملية انتقال سياسي تحقق تطلعاته المشروعة. وأضافت أن الانتقادات التي وجهها المجتمع الدولي ممثلا في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس لمجلس الأمن وفشله تعطي المشروعية للدعوات المتصاعدة بضرورة التحرك من خارج إطار مجلس الأمن لتوفير الحماية اللازمة للشعب السوري الذي يعاني ويلات القتل والاغتصاب والنزوح واللجوء فرارا من النظام وجيشه وشبيحته. ودعت الصحيفة العالم إلى تحمل مسؤولياته باتخاذ موقف موحد وإجراء جماعي لوضع حد فوري للأزمة السورية التي تعصف بالمدن والسكان من مختلف الفئات والأعمار جراء القتل والتعذيب والقصف بشتى الأسلحة والطائرات والدبابات. وختمت "الشرق" افتتاحيتها بالقول إن الوقت قد حان للعمل خارج مجلس الأمن الذي أثبتت الأيام أنه لم يقدم سوى مزيد من الوقت للأسد لسفك دماء الشعب السوري.