بوابة "أخبار اليوم" تنفرد بأول حوار مع وزير الداخلية الجديد

عندما تم طرح اسمه وزيراً للداخلية لاقى ارتياحاً لدى الشارع المصري ولدى كافة ألوان الطيف السياسي ..فهو ابن السلاح الذي بذل جهودا جبارة منذ أحداث الثورة وهو يرأس قطاع الأمن العام من اجل القضاء على حالة الانفلات الأمني التي أعقبت الثورة.
كان اللواء أحمد جمال الدين الرجل الأول الذي يعتمد عليه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق في عودة الأمن بشكل مناسب رغم صعوبة المهمة ..أحبه المواطنون عندما كان مديرا لقطاع الأمن العام وأحبه الضباط وهذا سر النجاح .. ترك بصمة في كل مكان عمل به حيث تقلد العديد من المناصب منها مديرا لأمن جنوب سيناء وبعدها مديرا لأمن أسيوط وقبلهما مفتشا لأمن العام بمحافظتي قنا وسوهاج.
بعد ساعات من توليه المهمة وزيراً للداخلية كانت "بوابة أخبار اليوم" في مكتبه واختصنا بهذا الحوار الشامل حيث أكد على أن مصر بلد كبير ولا تستحق ما يحدث لها الآن وانه يجب تكاتف كل طوائف الشعب مع جهاز الشرطة من أجل استعادة واستقرار البلاد مشيراً إلى أنه لا يوجد اقتصاد بدون امن وانه سيسعى جاهدا من أجل من تطبيق القانون بكل حزم وقوة ولن يهان في عهده مواطنا والى نص الحوار الذي بدأه بتلاوة الآية الكريمة" ربنا أفتتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين":
• _ معالي الوزير كيف تلقيت قرار التكليف بتولي وزارة الداخلية ؟
• ما حدث في البداية هو اتصال من مكتب د. محمد مرسى رئيس الجمهورية صباح يوم الثلاثاء الماضي يفيد رغبة الرئيس في مقابلتي حيث ذهبت إلى مقر الرئاسة وحدثني د. مرسى في أمور عديدة عن تدعيم الشرطة وإعطاء دفعة معنوية للضباط كما تحدث الرئيس عن مشكلة المرور والمرافق ولم استشعر في حديثه معي أي كلمات توحي بعرض منصب وزير الداخلية علي لكن في ذات الوقت تولد لدي انطباع في رغبة الرئيس في ذلك.. ويوم الأربعاء الماضي تلقيت اتصالا من د. هشام قنديل رئيس الوزراء حيث قابلته وتحدثنا عن الفترة القادمة وكلفن بهذا المنصب فقولت له في ظل ظروف البلاد لا احد يستطيع الرفض.
• المنظومة الأمنية تعانى منذ ثورة يناير فما سبل إعادتها ؟
مصر بلد كبير في الشرق الأوسط والعالم ولا تستحق ما يحدث لها الآن لذا نتمنى التوفيق في المرحلة القادمة حتى تستعيد مصر ريادتها خاصة في المجال الأمني في المرحلة القادمة تتطلب عودة الروح لكل العاملين بالشرطة لأنهم عماد المنظومة الأمنية والمرحلة تحتاج لجهد وعرق لذا يجب العمل أولاً على حل مشاكلهم فبدون استقرار ولا امن لا يوجد اقتصاد
لن يهان مواطن في عهدي والقانون فوق الجميع
• _ يوجد ارتياح بالشارع المصري لتوليكم المنصب فماذا تقول ؟
أنا بطبيعتي منفتح على الناس والقوى السياسية والأحزاب والشباب وكنت أجد ارتياح متبادلا في تعامل كل الأطياف نظرا لان القانون هو وجهتي وسببا في النجاحات التي تحققت فمن هنا جاء ارتياح الناس الذين أتمنى أن أكون عند حسن ظنهم .
• _ ما الأهداف التي يسعى اللواء أحمد جمال الدين لتحقيقها والى ماذا يتطلع في الفترة القادمة ؟
كما قولت يجيب تكاتف الجميع من اجل تجاوز تلك المرحلة الصعبة فهناك نجاحات حققها من سبقوني في الداخلية ويجيب استكمال مسيرة تلك النجاحات وأنا على المستوى الشخصي أتطلع لمنظومة أمنية اكبر يستعيد من خلالها الشارع المصري الأمن والاستقرار والتي افتقدهما عقب ثورة يناير.
• _ هناك حالة من عدم الثقة لدى البعض من أبناء الشعب المصري في الداخلية عقب ثورة يناير .. فماذا تقول ؟
نحن نفتح صفحة جديدة مع الشعب المصري واستطيع القول بأنه لن يظلم مواطن في عهدي في المقابل لن يجار على حق ضابط أو فرد من أفراد الشرطة , فظروف يناير لن تتكرر وسنتصدى بكل حزم للبلطجة وأعمال التخريب وترويع المواطنين حتى يشعر كل مواطن مصري بالأمان والطمأنينة التي اعتاد عليها.
• _ ماذا ستفعلون في برنامج الرئيس الخاص باستعادة الأمن في 100يوم ؟
تحديد الأمن بأيام أمر صعب حيث يعتمد على ثلاثة أضلاع أولها تعاون المواطنين مع الأمن وثقتهم في رجال الشرطة والثاني هو دور الإعلام في توجيه الموطنين من اجل معاونة رجال الشرطة في تطبيق القانون من اجل إعادة الأمن والاستقرار أما ثالث الأضلاع فيعتمد على جهد رجال الشرطة أنفسهم والجهد الذي يبذلونه من اجل استعادة الأمن وراحة المواطن , لذا سأعمل في المرحلة القادمة على التواجد مع الضباط في الشارع من اجل عودة الاستقرار فقد مر ثلاثون يوما من المدة التي حددها الرئيس .
• _ كيف ستواجهون عمليات قطع الطرق والوقفات المتكررة التي تعوق الشارع المصري ؟
لدينا أمل في وضع أفضل وان تعود الحياة والحركة للشارع المصري وان تقل الوقفات الاحتجاجية أما من يقطع الطريق فلن اتركه و سأواجهه بالقانون فما ذنب الناس في تعطيل مصالحهم ما ذنب المريض أن يتعطل في الذهاب إلى المستشفى وما ذنب الحامل في أن تقف بالشارع ساعات طويلة , واستطيع القول إنني سأواجه بكل حزم وبالقانون قطع الطرق والسكك الحديدية وأعمال التخريب والبلطجة.
• _وماذا عن ميدان التحرير ؟
حرية الرأي والتعبير مكفولة لأفراد الشعب بما لا يهدد امن المواطن فطالما تظاهروا على الرصيف فهذا حقهم ولا توجد مشكله في ذلك أما أن يقطعون الطريق فهذا أمر مرفوض وكما قولت إنني سأتعامل معه بكل حزم وبالقانون فمن اليوم يجب أن يأخذ كل ذي حق حقه ولا يجور احد على الأخر فالقانون فوق الجميع.
رأينا بالأمس الشرطة تتعامل بقوة مع البلطجية في أحداث فندق نايل سيتي ويتم اقتحام عشش رملة بولاق للقبض على 22 متهما هل هذا توجه الوزير الجديد للداخلية ؟
اعتبارا من اليوم سوف يتم التعامل مع البلطجة وقطع الطرق بكل حسم وحزم طبقا للقانون وأنا استقبلت الضباط والأفراد الذين تعاملوا بقوة مع البلطجية في الأحداث وقمت بمكافأتهم وتقدير جهودهم وقد تفقدت موقع أحداث برج «نايل سيتي»، بمنطقة بولاق بالقاهرة، التي أسفرت عن إصابة 7 أشخاص بينهم مجندان اثنان وضابط بالأمن المركزي، وحدوث تلفيات في 24 سيارة و6 دراجات بخارية،.
واستمعت إلى أقوال أفراد الأمن المكلفين بتأمين المكان، وتفقدت منطقة الاستقبال بالفندق، كما شاهد ما لحق بالمحال التجارية من خسائر، والتقىت مع عدد من العاملين بالفندق والمبنى التجاري، وأتعهد ببذل قصارى جهدنا للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
• يتحدث الكثيرون عن حالة انفلات أمني وينتظرون منكم الكثير لإعادة الأمن الشامل والكامل ما تعليقكم على ذلك ؟
من خلال عملي السابق مساعدا لوزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام استطيع أن أؤكد أن الجريمة تنحصر في الفترة الحالية عما كانت علية قبل ذلك، لأن الأجهزة الأمنية بذلت مجهودات كبيرة بقصد العمل علي إعادة الأمن والأمان للشارع المصري .
هناك عددا من المواطنين يتحدثون حاليا عن الانفلات الأمني بالبلاد، و كثرة الحديث عن وجود انفلات أمني تتسبب في عدم دخول أي استثمارات للبلاد ويكون ذلك ضد مصلحة البلاد، وأعترف أنه بالفعل هناك شعور بأن هناك شئ ما خطأ ومن الممكن أن يكون عبارة عن عدم انضباط أخلاقي وعدم انضباط وفهم خاطئ للحرية وليس كما يردد البعض بأنه انفلات أمني، .. الانفلات الأمني معناه هو "عدم قدرة الأجهزة الأمنية عن السيطرة علي الجريمة" وهذا غير صحيح لكن السلوك الخاطئ الذي يظهر مصر بأنها دولة غير أمنه سيواجه بالقانون.
أنا اقبل النقد الموضوعي لأن الكمال لله وحده لكني أدعو الجميع بصفتهم مسئولين عن أمن البلد إلي التكاتف مع الجهود الأمنية خاصة خلال الفترة الراهنة وذلك لأن مصر بلد كبير وليس بهين ولا يمكن أن تنهار بسبب مجموعة من الخارجين عن القانون.

• كيف ستكون بدايتك لتحقيق الأمن والاستقرار لمصر ؟
خلال الفترة القادمة سوف يتم مواجهة حالات قطع السكك الحديد والطرق الرئيسية والفرعية بكل حسم وحزم، مع الأخذ بالاعتبار بالتفرقة بين المظاهرات والاعتصامات السلمية التي لا تتجاوز حدود القانون، واعد بحماية تلك الاعتصامات من الخارجين عن القانون، أما حالات البلطجة التي تعيق المرور وقد تتسبب في وفاة مواطن يريد ان يتوجه إلي المستشفي بسيارته سوف يتم مواجهتها حماية لحرية المواطنين، وأشار أن حالات قطع الطرق سيتم التحرك فيها سريعا وانتقال القوات والتعامل مع مرتكبيها وفقا للقانون والقبض عليهم متلبسين علي الفلنكات ووصف مثل تلك السلوكيات ب"البلطجة".
• وما هي خطتكم لحل أزمة المرور ؟
كان هناك لقاء مع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، والدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة لبحث حل أزمة المرور والتي اعترف بأنها مشكلة معقدة ومزمنة، واعد بأنه سوف يتم بداية من الساعات القادمة مواجهة مخالفات السير عكس الاتجاه في كافة الطرق الرئيسية والفرعية والتعامل مع مرتكبيها وفقا لنص القانون الذي يستوجب القبض والحبس الوجوبي والعرض علي النيابة العامة، وأوضح أن مصر سوف تشهد مواجهة هذه المخالفة الصارمة وأيضا مخالفة الانتظار الخاطئ بنهر الطريق والذي سيتم التعامل معها بكل حسم.
• ماذا تقول عن الفترة التي تولى فيها اللواء محمد إبراهيم وزارة الداخلية وما تحقق فيها ؟
اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، عمل مجهودات كبيرة وقاد الوزارة في فترة صعبة وسنستمر علي ذات النهج ومواجهة البلطجة والسلاح، وأضاف أنه من الممكن أن تكون فترة الانتخابات المتعددة التي مرت بالبلاد أثرت بعض الشيء علي أداء الأجهزة الأمنية ولكن الأجهزة الأمنية ستعود بقوة الفترة المقبلة، مشددا علي انه سيكون سند لكل ضابط لذلك قررت صرف مكافئة لضباط وأفراد الشرطة اللذين شاركوا في مواجهة البلطجية في أحداث النايل سيتي علي جهودهم التي بذلوها في الأحداث.
• وماذا عن الوضع في سيناء ؟
الأوضاع في سيناء والحمد لله مستقرة ونحن نأخذ أي تحذيرات إسرائيلية مأخذ الجد لكن معظم هذه التحذيرات يطلقونها لتحويل مسار السياح الإسرائيليين إلى إيلات بدلا من طابا ونويبع ومن اجل ضرب السياحة المصرية ..و سيتم الاعتماد علي التنسيق مع المشايخ وكبار عواقل سيناء لتنفيذ الإستراتيجية الأمنية الجديدة، وفتح قنوات اتصال مع الشيوخ سيساعد علي تأمين سيناء نظرا لأنهم الأقدر علي معرفة دروب سيناء، وأوضح أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع الرسائل التي تعلنها الجهات الإسرائيلية وتحذيرها رعاياها علي مغادرة البلاد وذلك منذ أحداث طابا في 2004 .

• إلى أي مدى وصلت أحداث الفتنة في دهشور ؟
أحداث دهشور ليست فتنة طائفية ولكنها مجرد مشاجرة بين مكوجي وأخر وقد تم تعزيز الخدمات الأمنية هناك لمنع وقوع أي تداعيات هناك مرة أخري، بالإضافة إلي تشكيل لجنة من الحكماء من المسلمين والأقباط لاحتواء الموقف ، كما أن هناك لجنة من مجلس الشورى سوف تذهب مساء اليوم لبحث الأزمة.
• هل هناك احتمالات لعودة الدوري ؟
جمعني منذ ساعات لقاء مع وزير الرياضة الجديد العامري فاروق وتم خلاله الاتفاق علي إجراء دراسة شاملة لبحث سبل عودة النشاط الرياضي،
وماذا عن دور قطاع الأمن الوطني خلال الفترة القادمة ؟
جهاز الأمن الوطني هو جهاز معلوماتي دوره هو رصد كل من يحاول تخريب الوطن دون التعرض لحريات المواطنين، ويساهم بشكل كبير بتحقيق أمن البلاد.
• بعد إلغاء قانون الطوارئ خرج البلطجية وكان احدهم ممن تسببوا في أحداث فندق النايل سيتي وسمعنا من قبل عن مشروع قانون جديد يمكن الداخلية من مواجهة البلطجة بديلا عن قانون الطوارئ ماذا عنه ؟
وزارة الداخلية أعدت مشروع قانون لعرضه علي الجهات المعنية بالدولة ليكون بديلا لقانون الطوارئ الذي تسبب إلغاءه لنا في مشكلة ، والاستعانة به لمواجهة أعمال البلطجة وتهريب السلاح، ولا ننسى أن أمريكا أعطت عقب أحداث 11 سبتمبر لشرطة صلاحيات بلا حدود.
• وماذا عن لقاءاتك مع شباب الثورة والقوى الثورية ؟
سوف يتم تفعيل المبادرات والرؤى التي طرحت خلال لقاءاتي مع القوى الثورية المختلفة وائتلافات شباب الثورة خلال المرحلة الماضية والتي من شأنها ترسيخ الاستقرار الأمن للبلاد ومنها أيضا مبادرة سلم سلاحك،

• وكيف تواجهون عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود ؟
حدود البلاد كبيرة ومترامية وأن جهاز الشرطة منها والمخدرات والأمن العام يقوم بالتنسيق مع القوات المسلحة وعملنا تنسيق مع القوات المسلحة وشكلنا عمليات لرصد مسارب التهريب ومتابعة نقاط التهريب والقوات المسلحة وقوات الأمن وضعت أكمنة ثابتة ومتحركة للتقليل من عمليات التهريب وعاملين مع المهربين "زي القط والفار" والأسلحة حاليا تنحصر في ليبيا وقل تهريب السلاح في الفترة الحالية
• وماذا عن الوضع في بني سويف ؟
موضوع بني سويف تطور بصورة سريعة .."مجند عمل موقف مع العزبة اللي جنبه واعتدوا عليه وزملاؤه حاولوا إنقاذه واخذ حقه وهناك اتصالات سريعة تمت والموقف حاليا تحت السيطرة في قوات الأمن وتم إخطار النيابة وقطاع التفتيش بالوزارة سيفحص لمحاسبة المخطئ".