توصل باحثون أمريكيون بالأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية في واشنطن إلى مؤشرات تظهر في جسم الإنسان تسمح بالكشف المبكر والدقيق عن احتمال الإصابة بمرض الزهايمر بتكلفة زهيدة وبدون إزعاج المريض. وساعدت الدارسة، في الوقت نفسه، على تغيير اهتمام الباحثين من علاج المرض إلى الوقاية منه أو تأخير حدوثه. جاء ذلك في أعقاب اكتشاف الباحثون أن زيادة مستويات مواد دسمة معينة بالدم تسمى "السيراميدات"، وهى عبارة عن مواد دسمة يترافق وجودها في جسم الإنسان مع الالتهابات وموت الخلايا ، تزيد من خطر الإصابة بمرض خرف الشيخوخة "الزهايمر". وتعتبر هذه الدارسة، التي نشرت على شبكة الانترنت، هي الأولى من نوعها لأنها تساعد على إتباع الطرق الوقائية الأفضل والمسح الدوري للقدرات العقلية لمعرفة مدى تدهورها واحتمالات إصابة المريض بالزهايمر من عدمه. وأجرى الباحثون دراستهم على 99 سيدة تراوحت أعمارهن مابين 70 و79 عاما جميعهن غير مصابات بأي شكل من أشكال الزهايمر، وتم قياس نسبة "السيراميدات" لديهن. وصنف الباحثون هؤلاء السيدات إلى ثلاث مجموعات ذوات المستويات المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة من تلك المادة في الدم ، وكشفت الدراسة تطور الإصابة لدى 27 منهن بحالة من الخرف وشخصت 18 من هذه الحالات على أنها غالبا داء الزهايمر. وقد كان خطر إصابة السيدات ذوات المستويات المرتفعة من "السيراميدات" أكبر 10 مرات من نظيراتهن اللاتي انخفض لديهن مستوى وجود هذه المادة في الدم، أما ذوات المستويات المتوسطة فقد زاد لديهن خطر الإصابة 8 مرات. وأكدت الباحثة بمركز مرض الزهايمر وأمراض الذاكرة في كلية بايلور للطب في مدينة هيوستن وعضو الأكاديمية الأمريكية للأمراض العصبية د.فالورى بافليك أنه بينما لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات الأكبر والأكثر تنوعا لتأكيد هذه النتائج إلا أن المعرفة بأن معدلات الإصابة بهذا المرض على مستوى العالم ستتضاعف كل 20 عاما زادت حتما من الإحساس بالحاجة الملحة لدى الباحثين ووكالات العناية الصحية في التعرف على المزيد من طرق المسح الفعالة والاستراتيجيات الوقائية والعلاجية الملائمة.