أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية تراجع الأداء الإعلامي لتنظيم "داعش" بعد نجاح الضربات العسكرية الموجهة ضده في سورياوالعراق في إضعافه، والحد من قدراته، وتكبده خسائر مادية وبشرية كبيرة أثرت في قدرة التنظيم ومقوماته الأساسية، والتي انعكست بشكل مباشر على الأداء الإعلامي والدعائي للتنظيم في الأشهر الثلاثة الماضية. وأضاف المرصد أنه بالرغم من القوة الإعلامية الهائلة للتنظيم، وشهرته بقوة محتواه الإعلامي الذي قدمه خلال السنوات الماضية، فإن المتابعة الدقيقة والمكثفة لأكثر من 30 موقعًا تابعًا للتنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قد كشفت عن تراجع نوعيٍّ وكميٍّ للمواد الإعلامية التي يبثها إعلاميو التنظيم وعناصره. وأشار المرصد إلى التراجع الكبير في الأداء الإعلامي للآلة الإعلامية لدى التنظيم حيث بلغ عدد الصور التي بثها التنظيم في ذروة قوته والتي جاءت في الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2015 نحو 3217 صورة في سوريا، ونحو 3762 صورة في العراق، في مقابل انخفاض ملحوظ في الأشهر الثلاثة الأخيرة حيث وصلت النسبة في سوريا إلى 2500 صورة، بينما انخفضت في العراق إلى 2700 صورة. فيما وصلت نسبة الفيديوهات إلى 728 في شهر أغسطس، وانخفضت إلى نحو 500 فيديو في شهر أكتوبر، وهذه النسبة تدل على أن قوة داعش وسيطرتها في سوريا أكثر من سيطرتها في العراق، مما انعكس على المحتوى الإعلامي للتنظيم. وأرجع المرصد هذا التراجع إلى سببين رئيسيين، هما: مقتل عناصر داعش الإعلامية: حيث قتل العديد من العناصر الإعلامية أو أصيبوا إصابات بالغة في الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف ضد التنظيم، ومن أمثلة هذه العناصر، جنيد حسين، ومحمد إموازي، وأبو سمرة، ودينيس كوسبرت- المعروف باسم أبو طلحة الألماني،و فقدان التنظيم للسيطرة على الأراضي التي استولى عليها، حيث فقد التنظيم السيطرة على أراضٍ في محافظة الرقة شمالي سوريا، والعديد من المواقع في العراق، وكانت بيجي وسنجار أحدث المناطق التي خسرها تنظيم داعش في العراق. وأوضح المرصد أن ذلك يؤكد وجود دلائل قوية على تراجع آلة "داعش" الإعلامية خلال الشهور الثلاثة الماضية، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرًا على القضايا الهيكلية الأخرى التي أثرت وبشدة على قوة التنظيم وتماسكه في دلالة واضحة على تراجعه وانكساره، كذلك تؤكد أيضًا أن الانتصارات العسكرية على التنظيم الإرهابي لها تأثير أقوى من الرسائل المضادة على قدرات وسائل الإعلام لدى الجماعات الإرهابية. وشدَّد المرصد على ضرورة استثمار هذا التراجع الإعلامي لتنظيم "داعش" الإرهابي، وشن الحملات الإعلامية والرسائل الموجهة والمضادة لما يقدمه التنظيم، بالإضافة إلى استمرار الضربات العسكرية والأمنية والتي أثبتت قدرتها على تكبيد التنظيم خسائر فادحة وإفقاده أحد أبرز مميزاته منذ ظهوره.