سجلت انتخابات برلمان ثورة ٣٠ يونيو رقمًا قياسيًا جديدًا في رصيد الحياة النيابية المصرية، حيث حقق الاقباط أعلى نسبة مشاركة قبطية في أي مجلس نيابي، بعد حصد ٣٥ مقعدًا بالانتخاب، بخلاف ما قد يتضمنه الكوتة المخصصة لرئيس الجمهورية بالتعيين في المجلس وفقًا للدستور. ففي المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية فاز ١٦ مرشحًا قبطيًا اقتنصوا مقاعد مجلس النواب، بينهم 12 مرشحا علي القوائم ضمن نظام المحاصصة أوالتمييز الإيجابي الذي منح مقاعد للمرأة والأقباط والشباب والمعاقين والمصريين بالخارج بالإضافة إلي 4 آخرين تمكنوا من حسم معركة المقاعد الفردية.وفي المرحلة الثانية فاز ١٩ مرشحا قبطيا بينهم ١٢ علي القوائم و٧ علي المقاعد الفردية. وتعد هذه هي النسبة الأعلي للأقباط في تاريخ البرلمان، ففي عام 1995 ترشح 57 قبطيا ولم ينجح أحد، وفي 2000 رشح الحزب الوطني أربعة أقباط في انتخابات مجلس الشعب في دائرة غبريال بالإسكندرية والبحيرة ودائرة المعهد الفني بشبرا، ونجح يوسف بطرس في دائرة المعهد الفني بشبرا، ورامي لكح كمستقل في دائرة الظاهر، ومنير فخري عبد النور في دائرة الوايلي علي قائمة حزب الوفد، وفي عام 2011 حصل الأقباط علي أحد عشر مقعدا في برلمان ما بعد ثورة يناير ستة منهم بالانتخاب وخمسة بالتعيين من بين 508 مقاعد، أي أن النسبة تصل إلي نحو 2% من إجمالي عدد النواب. 4 أقباط فازوا في الفردي ورغم خوض 23 مرشحًا قبطيًا جولة الإعادة بالمرحلة الأولي، إلا أن 4 فقط منهم تمكنوا من الفوز بالمقاعد الفردية هم إيهاب منصور مرشح الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بدائرة العمرانية، والعمدة يوسف داوود مرشح المصريين الأحرار الذي فاز بالمقعد الوحيد في دائرة نقادة بقنا، وشريف نادي مرشح المصريين الأحرار الفائز بمقعد ملوي الوحيد، واللواء تادرس قلدس تادرس المرشح المستقل بدائرة بندر أسيوط، وفي المرحلة الثانية فاز بالمقاعد الفردية ٧ اقباط وجميعهم في دوائر محافظة القاهرة و هم ايهاب عاطف الطماوي وجون طلعت دائرة روض الفرج ومني جاب الله دائرة منشأة ناصر وايليا ثروت باسيلومدينة السلام وثروت بخيت ويسري الاسيوطي عين شمس ونبيل بولس باب الشعرية. شكل الفائزون ال ١١ بمقاعد الفردي في دوائرهم، ظواهر إيجابية تستحق الدراسة والتوقف عندها حيث توارت نظرية التصويت الطائفي ونجح المرشحون في هزيمة منافسين مسلمين، بعد أن حصدوا أصوات الأقباط والمسلمين معًا، مما يؤكد تراجع معايير الاختيار وفقًا للقبلية والدين في هذه الدوائر علي الأقل. واستطاع شريف نادي مرشح المصريين الأحرار الشاب 32 عاما حصد مقعد ملوي الوحيد، بعد منافسة قوية مع قبطي آخر هورامي رفيق بطرس، في دائرة كان يسيطر عليها القيادي الإخواني أشرف عشيري لسنوات طويلة مما يؤكد اختلاف مزاج الناخبين وتطور وعيهم. وفي أسيوط، تمكن اللواء تادرس قلدس تادرس الذي يخوض الانتخابات لأول مرة من حصد المقعد بفارق 9 آلاف صوت عن منافسه محمد الصحفي نائب الحزب الوطني السابق، ورغم أن تادرس حصد في الجولة الأولي 26 ألف صوتً إلا أنه تمكن في جولة الإعادة أن يرفع رصيده إلي 38 ألف صوت مما يرجح أن المرشح حصد أصوات المسلمين والأقباط علي حد سواء وتمكن من هزيمة نائب سابق بالدائرة له كتلة تصويتية وباع طويل في الانتخابات ورثه عن والده النائب السابق أيضًا..أما إيهاب منصور نائب دائرة العمرانية عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فخاض معركة شرسة في دائرة عرفت بأنها من أهم مناطق تمركز التيار الديني في الجيزة ومع ذلك تمكن من التحالف مع محمد فؤاد مرشح الوفد في جولة الإعادة وحصدا المقعدين. وفي دائرة روض الفرج تمكن ايهاب الطماوي وجون طلعت من حصد مقعدي دائرة روض الفرج وشبرا بعد منافسة شرسة امتدت الي جولة الاعادة وكذلك المنافسة مع المرشحة مني جاب الله علي دائرة منشأة ناصر والتي تمكنت من توطيد علاقاتها مع الناخبين والتأكيد علي اننا نعيش في وطن واحد بغظ النظر عن دين كل منا، بينما خاض ايليا باسيلي معركة ساخنة في دائرة السلام فاز فيها بتحالفه مع مرشحين مسلمين وهم شريف الورداني واحمد اسماعيل وخرجت الانتخابات في مشهد اخوي ينهي ما عرف باسطورة التصويت الطائفي.