ترشح "بوابة أخبار اليوم" لقرائها كتابان للمفكر الفرنسي الراحل روجية جاروديي الذي يعتبر من المفكرين الذين اخترقوا الخط الأحمر في قضية "الهولكوست" وحاول أن يجرد الفكر الصهيوني من عباءة أسطورته أمام العالم. نبدأ بكتاب "محاكمة الصهيونية الإسرائيلية" الذي يفضح الأسطورة الصهيونية المؤسسة للسياسة الإسرائيلية حيث أن هذه السياسة تزعم تحقيق بالاستعمار والاحتلال وبذلك تشوه العقيدة الكونية الرائعة التي يدعو لها الأنبياء العظام لليهود وهذه الأسطورة تقود إلى الجريمة فالمنظمة الصهيونية التي كانت تشكل عند وصول هتلر نسبة 5% من يهود ألمانيا في العام 1932 لغاية 1934 تعاملت مع النازية وعقدت الاتفاقات من أجل تأسيس كيان صهيوني قوى وكانت السبب لدفع أعداد طائلة من يهود أوروبا يقادون إلى المجازر مع أن هؤلاء اليهود لم يكن مطلبهم إلا احترام عقائدهم وعاداتهم والحياة بسلام. وأوضح الكاتب أن سياساتهم التي انتهجوها أدت إلى اغتيال رابين وأيضاً اغتيال آمال السلام هذا الكتاب يدعم جهود اليهود الساعين للسلام في إسرائيل والمؤرخين الجدد الذين في إسرائيل كانت لديهم الشجاعة لتحطيم الأساطير المزعومة بمعاداة السامية فالخيار واضح وهو تأييد حقد القادة الصهاينة وحوار الحضارات دعماً لرأي جارودي والأب بيار والأب لولونغ والقسيس بارمنتيه أو يهودي مينوهين وكافة أصدقائهم الداعين للسلم في العالم. بينما الكتاب الثاني يتناول "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" وقال الكاتب محمد حسنين هيكل في مقدمة هذا الكتاب أن جارودي في عرضه لهذه الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية- ولدولة إسرائيل- لم يؤلف كتابا بالمعنى التقليدي وإنما حرص على أن يجعل من الوقائع نسيجا للحقائق وتكون مهمة التأليف في هذه الحالة هي وظيفة "النول" يمد الخيوط طولا وعرضا ويصنع مساحة من القماش قابلة للنظر وقابلة للفحص وقابلة لاختيار التماسك والمتانة وتابع هيكل قائلاً أن جارودي وهو يتعرض لكل أسطورة من الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية لم يشأ أن يناقش بنفسه أو يناقض وإنما جاء بالوقائع من مصادرها الأولية ومن وثائقها الأصلية ثم تركها تجري في سياقها المنطقي واصلة بنفسها إلى غايتها الطبيعية. ويواصل هيكل حديثه قائلاً "الحقيقة أن آخرين حاولوا أن يقتربوا من الموضوع لكن جارودي تجاوز من سبقوه بالإحاطة الشاملة بكل الأساطير الإسرائيلية بمعنى أن كل من سبقوه ركزوا على أسطورة واحدة في الغالب ولعلى أكثر التركيز كان على المحرقة النازية "الهولوكوست" التي تقول الأساطير الإسرائيلية أن ضحاياها من اليهود وحدهم وصلوا إلى ستة ملايين" . مضيفاً أن الضجة التي دارت حول هذه الأسطورة بالذات كانت مشادة بين الضمير أو الشعور بالذنب الأوروبي وبين محاولة لضغط عليه وتعذيبه لصالح المشروع الصهيوني وكان من الطبيعي أن يحاول الضمير الأوروبي أن يبحث عن الحقيقة ويضعها في مكانها من التاريخ الإنساني كما انه كان طبيعيا من ناحية أخرى أن تحاول الحركة الصهيونية بذل قصارى جهدها لكي تضع إسرائيل في الموضع الذي إرادته لها على خريطة الشرق الأوسط.