أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أن أمن الخليج العربي هو من أمن مصر و من غير المقبول وجود قدرات باليستية تهدد جنوب المملكة العربية السعودية. جاء ذلك في الحوار الذي أدلى به رئيس الوزراء لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليومية واسعة الانتشار في عددها الصادر الخميس 14 مايو وذلك بمناسبة زيارته الرسمية لفرنسا على رأس وفد رفيع المستوى والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام قام خلالها بلقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ونظيره مانيول فالس وعدد من الوزراء والمسئولين الفرنسيين. و أكد أن مصر تأمل أن يتم احترام وحدة و سلامة الأراضي اليمنية و إرادة الشعب و الشرعية، لافتا إلى أن اليمن التي تعد بوابة قناة السويس "باب المندب" تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر. و حول الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في الأزمة الليبية، شدد المهندس محلب على ضرورة تقوية الدولة الليبية و الحفاظ على وحدة و سلامة أراضي هذا البلد الذي لديه حدود مشتركة مع مصر على طول 1200 كم، فضلا عن احترام الحكومة و البرلمان المنتخب في طبرق و في الوقت ذاته احترام إرادة الشعب الليبي. و أكد أن مصر تدعم جهود مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا برناندينو ليون، و ضرورة مواصلة الطريق حتى النهاية باعتبار أن الجهود السياسية و الدبلوماسية هما أفضل وسيلة لإنهاء هذه الأزمة. وأردف قائلا: " و لكن ماذا نفعل إذا فشلنا..فالإجابة على هذا السؤال لا يرجع فقط إلى مصر بل أيضا إلى المجتمع الدولي....فاستعادة الدولة الليبية حينئذ سيقع على عاتق الأممالمتحدة و مجلس الأمن الدولي. وحول أهداف الزيارة إلى فرنسا ، أكد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أن مصر تعتمد على الاستثمارات الفرنسية وان فرنسا تستطيع الاستفادة من السوق المصري. قال المهندس إبراهيم محلب، إن زيارته للعاصمة الفرنسية تأتي استكمالا لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر الماضي إلى باريس و التي سمحت بوضع خارطة طريق لتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، كما تعد امتدادا لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عقد في منتصف مارس الماضي بهدف بحث المشروعات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر و التي ستساهم في تعزيز الروابط المشتركة، موضحا أن الزيارة كانت تحمل شقا سياسيا و اقتصاديا، واصفا العلاقات بين البلدين بالمثالية. كما أشار المهندس محلب إلى لقاءاته بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند و برئيس الوزراء مانويل فالس و وزير الشؤون الخارجية و التنمية الدولية لوران فابيوس و إلى زيارته لمجلس الشيوخ و بالجمعية الوطنية و لقاءاته برجال الأعمال بمقر مجلس أرباب الأعمال الفرنسيين "ميديف"، و ذلك برفقة خمس وزراء مسئولين عن قطاعات هامة في الطاقة و النقل و البنية التحية. و أكد أن زيارته لفرنسا تحمل أهمية كبرى و سيتبعها تبادل للزيارات على المستوى الوزاري، لافتا إلى أن وزير البيئة الدكتور خالد فهمي سيتوجه قريبا إلى باريس في إطار الإعداد لمؤتمر باريس الدولي حول المناخ الذي سيعقد في نهاية العام الجاري.و أكد أن المشروعات المشتركة بين مصر و فرنسا هي مربحة للجانبين حيث أن مصر تحتاج للاستثمارات الفرنسية فيما تحتاج فرنسا للسوق المصري. وحول زيارته يوم الثلاثاء الماضي للمفاعل النووي "أي بي أر"بموقع "فلامنفيل" في شمال غرب فرنسا وعن توجه مصر لامتلاك محطة نووية، شدد المهندس محلب على أن امتلاك مصر لمفاعل نووي بات أمرا لا غنى عنه . وأوضح أن استهلاك الطاقة قد تجاوز الموارد الحالية، مضيفا " في هذا المجال استراتيجيتنا واضحة وهي تنويع مصادر الطاقة.، فمعظم محطاتنا تستخدم الطاقة الأحفورية ولكننا نتوجه تجاه الطاقة المتجددة والنووي." وتابع قائلا " قرار بناء مصر لمفاعل قد اتخذ.. نحن أيضا على اتصال بروسيا والصين وكوريا الجنوبية. وسنأخذ قرارنا قبل نهاية العام." وحول تقييمه لصفقة شراء 24 مقاتلة رافال، قال المهندس محلب " هناك استحقاقات وبرنامج نتبعه. وقد كان ملحا بالنسبة لنا اقتناء هذه الطائرات ". وأضاف أن هذا العقد يحمل أيضا دلالة على قوة العلاقات بين البلدين حيث أن مصر كانت أولى من حصل على هذه الطائرات . "مصر جلبت الحظ للرافال و أتمنى أن يكون الأمر كذلك في مجمل علاقتنا القائمة ليس فقط على مستوى الحكومتين و لكن أيضا الشعبين. وأشار المهندس محلب إلى تقدير الفرنسيين للحضارة المصرية وحبهم لمصر وان المصريين من جانبهم يعتبرون فرنسا "منارة" للحرية و حقوق الإنسان والثقافة" موضحا أن هناك إعجاب متبادل بين البلدين. و حول أهمية افتتاح قناة السويس الجديدة، أكد رئيس الوزراء المهندس محلب أن هذا الحدث بالغ الأهمية و ستشارك فيه فرنسا من خلال فرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" -تم شراؤها في إطار صفقة الرافال في فبراير الماضي-، و تابع قائلا:"في عام 1869، كانت فرنسا حاضرة افتتاح قناة السويس و تقف مجددا إلى جانبنا "في هذا المشروع" بعد مرور 150 عاما. و لفت إلى أن إعمال التطوير ستسمح بزيادة عدد السفن المارة بالقناة للضعف و خفض عدد ساعات العبور من 22 إلى 11 ساعة، كما سيتيح و زيارة السفن العابرة من 49 إلى 97 بحلول عام 2023 مما سيسمح بزيادة تدريجية لعائدات قناة السويس بنسبة 259٪. وحول ما تستطيع مصر وقيادتها تقديمه لمساعدة فرنسا لمواجهة تحديدات استغلال الإسلام، قال المهندس محلب أن هذا التحدي يواجه مصر و فرنسا، "فالإسلام يعاني من التشوهات الإيديولوجية .. كما أن التطرّف الذي يؤدي إلى الإرهاب ليس له أية علاقة بالإسلام ، ولابد من تصحيح الخطاب الديني وشرح الإسلام ، فالإسلام هو دين وليس دولة." وتابع أن جامعة الأزهر بالقاهرة يجب أن يكون لها دور يتعدى الحدود المصرية ،"وقد تحدثت في ذلك مع السلطات الفرنسية والمفتي بمصر". ووصف رئيس الوزراء "بالمصدم" وجود حاليا نحو 1500 فرنسي منضمين للجهاد مع تنظيم داعش بسوريا والعراق، و ما يمثله ذلك من خطر كبير. وقال "نستطيع أن نساعد في تدريب الأئمة وتحضير الخطب الدينية فهذا هام لان جزء كبير من تشويه الإسلام يأتي من الجهل والتفسير الخاطئ للدين ولابد من تنقية الكلام وإيصال الرسالة واضحة ، فالدين الإسلامي هو دين السلام والتسامح والرحمة."