دلالات إدراج 25 جامعة مصرية ضمن تصنيف شنغهاي للتخصصات العلمية    وزير الرياضة يطمئن على وفد مصر في البرازيل بعد حريق بمقر مؤتمر المناخ    خلال مؤتمر صحفى مشترك للرئيسين |السيسى: علاقات مصر وكوريا نموذج للتعاون الاقتصادى    مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بدعم نتائج إنفيديا    مستوطنون يشعلون النار فى مستودع للسيارات بحوارة جنوبى نابلس    ستارمر يستعد لزيارة الصين ولندن تقترب من الموافقة على السفارة الجديدة بدعم استخباراتي    السلطات الأوكرانية: هجوم روسي على زابوريجيا يسفر عن مقتل خمسة أشخاص    البيت الأبيض: ترامب يصدر أمرًا لتعديل الرسوم الجمركية المفروضة على البرازيل    أمين عام مجلس التعاون الخليجي يستنكر التصعيد الإسرائيلي في سوريا    مصطفى بكري يكشف تفاصيل سرقة الإخوان لنصف مليار دولار من تبرعات غزة(فيديو)    البيت الأبيض: لم نكن على علم بلقاء سفير أمريكا لدى إسرائيل مع جاسوس مدان    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    ستاد المحور: جلسة مرتقبة في الزمالك لتجديد عقد عمر عبد العزيز    ستاد المحور: الاتحاد السكندري يقترب من استعارة يوسف أوباما من بيراميدز في الميركاتو الشتوي    دعما للمنتخبات الوطنية.. وزير الرياضة يلتقي هاني أبو ريدة في مقر اتحاد الكرة    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    أبوريدة: استراتيجية التطوير الجديدة تمكن المواهب في كل المحافظات    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للإنقاذ وسط إشادة دولية بالتنظيم    مسار يقتحم المربع الذهبي لدوري المحترفين بعد الفوز على المالية    مصرع 4 أشخاص إثر حادث تصادم سيارتين بالبحيرة    مصرع شخص وضبط 2 آخرين في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بقنا    أشرف زكى يشيد بحفاوة استقبال سفير مصر فى عمان خلال مشاركته بمهرجان الخليج    نقابة المهن التمثيلية تحذر من انتحال اسم مسلسل كلهم بيحبوا مودى    شريهان أبو الحسن تفوز بجائزة أفضل مذيعة منوعات عن برنامج ست ستات على قناة DMC    محمد صبحي ينفي علاجه على نفقة الدولة: «ماكنتش هقبل» | فيديو    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    عرض "الملك لير" ل يحيى الفخراني في افتتاح مهرجان أيام قرطاج المسرحية    قوات الاحتلال تتوغل في قرية الصمدانية الغربية بريف القنيطرة بسوريا    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن رسميا انطلاق التصويت بالخارج من دولة نيوزيلندا    هل تؤثر عدم زيارة المدينة على صحة العمرة؟ أمين الفتوى يُجيب(فيديو)    هل يوجد عذاب للقبر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    ثلث القيمة يختفى فى أسابيع |انهيار قياسى للعملات المشفرة    حقيقة إلغاء انتخابات مجلس النواب وتأجيلها عام كامل؟.. مصطفى بكري يكشف الحقائق    احتفالية مستشفى الناس بحضور سفراء ونجوم المجتمع.. أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط "صور"    أطعمة تعيد التوازن لأمعائك وتحسن الهضم    «سمات روايات الأطفال.. مؤتمر مركز بحوث أدب الطفل تناقش آفاق فهم البنية السردية وصور الفقد والبطل والفتاة في أدب اليافع    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا    رئيس كوريا الجنوبية: أحب الحضارة المصرية وشعبنا يحبكم    الوكيل: تركيب وعاء أول مفاعل نووي ينقل مشروع الضبعة من مرحلة الإنشاءات إلى التركيبات    محافظ الفيوم يوجه بسرعة رفع مخلفات الطبقة الأسفلتية القديمة بشارع عدلي يكن لتيسير الحركة المرورية    الداخلية تضبط صاحب فيديو «عصا البلطجة» بالجيزة    تعفن الدماغ.. دراسة تكشف علاقة مشاهدة الريلز باضطراب التركيز والذاكرة    إيقاف بسمة وهبة وياسمين الخطيب.. الأعلى للإعلام يقرر    محافظ القليوبية يُهدي ماكينات خياطة ل 15 متدربة من خريجات دورات المهنة    شركة مياه القليوبية ترفع درجة الاستعداد للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    الرقابة المالية تصدر ضوابط عمل لجنة حماية المتعاملين وتسوية المنازعات في مجال التأمين    طقس الإسكندرية اليوم: ارتفاع تدريجي فى درجات الحرارة.. والعظمى 27 درجة مئوية    نائب وزير الخارجية يجدد دعوة أبناء مصر بالخارج للتوجه إلى صناديق الاقتراع    جامعة بنها تحافظ على مكانتها ضمن أفضل الجامعات عالميًا في تصنيف التايمز للتخصصات البينية 2026    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيد رجب من هندسة السيارات إلى شارع الفن
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 04 - 2015

يكشف الجانب الإنساني لدى الفنان الكثير من جوانب شخصيته، وفى رحلة البحث عن الفنان سيد رجب الذي لمع نجمه منذ عد ه سنوات لم ترصد كل الحوارات و الأحاديث معه إلا الجانب المهني و آثرت أن أكشف الجانب الآخر من سيد رجب وكان هذا اللقاء.
الموهبة كالجريمة لا تختفي..ألا تتفق معي على هذه المقولة؟
لا ..،فالموهبة تعنى أن هذا الإنسان موهوب ، وأن تلك الموهبة ظهرت لدرجة شهد بها الجميع، ومصر بها أكثر من 80 مليون ، ومن المؤكد أن هناك فنانين كثيرين وهناك أيضا موهوبين في شتى المجالات من الفن و الرياضة وكل العلوم و الأزمة الحقيقة من يقدم و يكتشف كل هؤلاء الموهوبين تلك هي أزمتنا كأمة.
متى شعر سيد رجب ببوادر موهبتيه.
يبدو أن الموهبة كانت منذ الصغر ولكن لم أدركها بصورة مباشرة حيث تنقلت في صغرى بين العديد من المدارس الحكومية مثل أبناء جيلي،فمن مدرسة زين العابدين في منطقة زينهم ،و مدرسة المبتديان الثانوية بالسيدة زينب كان شغلي الشاغل في هذه المراحل المبكرة تقليد أساتذتي في شتى النواحي من حركات وخلجات ولم أدرك حينها أن تمثيلي للأساتذة نوع من الفن ،وفى تلك الآونة كان لدينا مسرح المدرسة و شاركت في كل أنشطته .وكان معي صديق يكتب الشعر ، وأدركت أمي بفطرتها البسيطة ميلي للفن وأرادت ألا يفترق الصديقان فشجعتني على التلحين ليكمل كل واحد منا الآخر.ولكن حبي للمسرح كان أقوى منى.
كيف انتقلت من مرحلة الهواة إلى الاحتراف في مجال الفن؟
عندما انتقلت أنا وصديقي إلى كلية الهندسة جامعة حلوان قسم ميكانيكا أعتقل صديقي في مظاهرات عام 70 وكان شاعرا رقيق الحس وعندما خرج من المعتقل أخبرني أن حزب التجمع لديه فرقة مسرحية و انضممت إليهم وكانت الانطلاقة لدى ، وقدمنا مسرحية بعنوان "حكاية بلاد نمنم" ومنذ تلك اللحظة قررت العمل بالتمثيل.
هل عملت بمجال تخصصك وهو الهندسة؟
عندما تخرجت التحقت بشركة النصر لصناعة السيارات وفى تلك الآونة بدأت العمل السياسي بجوار المسرح ،وكان لدى قناعة آننى أعشق المسرح كهواية وليس كاحتراف حتى أتخير ما أقدمه ، وكنا في زمن جميل ،لكل شركة أو مؤسسة كان لديها فرقة مسرحية من موظفيها، ويحضر إلينا أعظم المخرجين لإخراج أعمالنا التي نتنافس بها مع الشركات ألآخري . فأخرج لنا الفنان سعد أردش و العظيم عبد المنعم مدبولي والمبدع فهمي الخولي و جمال الشيخ و آخرهم فيصل عزب وحصلت في تلك المرحلة على العديد من الجوائز التمثيل الأولى . وهى مرحلة غنية بالثقافة و الفنون و الأنشطة الرياضية وفي هذا المناخ الصحي كان يؤتى ثماره مع العمال و أفرغ طاقات إيجابية في كل الأنشطة.
وفى عام 80أنشأنا فرقة الشارع وقدمنا مسرحية بعنوان "النديم" على مسرح السامر بالعجوزة الذي يترأسه الفنان عبد الرحمن الشافعي ،وعندما شاهد الفرقة طرح علينا فكرة تعيننا بالمسرح وافق الجميع وهم أحمد كمال و ناصر عبد المنعم و أحمد مختار و عبلة كامل و مها عفت ، ولأنني بالفعل كنت موظف لم انضم للمسرح وظللت أشبع هوايتي من خلال فرقة الشركة.
ألم تندم على ضياع تلك الفرصة ؟
في مرحلة ما لم أشعر بالندم وكنت فخورا بالجمع بين هوايتي وعملي ، ولكن عندما بدأت مرحلة الخصخصة و اختفت الفرق المسرحية من الشركات ووجدت أصدقائي يتقلدون مناصب في المسرح و أنا لم أحقق بعد ما أصبو إليه إنتابنى القلق.وبعد 26 عاما في قيود الوظيفة قررت الاستقالة و التركيز بالفن ، خاصة أن الفرق بالمؤسسات تلاشت وبعد أن كانت شركتي تضم 11ألف عامل وتقلص العدد إلى 3000 موظف شعرت بضرورة تغير مساري في الحياة فاستقلت من الهندسة وأنا مدير إدارة و تفرغت للفن،وذلك عام 2000 ونبع قرار الاستقالة عندما شعرت بعدم توافق بين عملي وهوايتي وكنت قد حققت مراكز متقدمه في التمثيل وحصلت على جوائز من مهرجان المسرح التجريبي عامي 1996 ، 2007.
كيف أعدت ترتيب أوراقك في الحياة بعد هذا التحول المصيري؟
مرتب الحكومة كان ضئيل وكنت عضوا فى ورشة الجريتلى وهناك كنا نسافر إلى مهرجانات العالم و لم أتردد في ترك الوظيفة لان أجرى من الفن كان معتدل و تطورت في الأداء و كنت أدرب فنانين أيضا .
من ممن قمت بتدريبهم لاقوا نجاح على الساحة ؟
تخرج من ورشة الجريتلى أسماء هم نجوم الآن مثل عبلة كامل ،محمد هنيدى، خالد ابو النجا، خالد صالح، خالد جلال و آخرون.وكل هؤلاء بدءوا يأخذوا مكانتهم الفنية، و أبتعد لأسباب آخري عدد من الفنانين مثل أحمد كمال و حنان يوسف و بدا يظهر جيل أقل موهبة من الجيل الذي بدأت معهم فقررت ترك ورشة الجريتلى خاصة بعدما تبدل اتجاه الورشة إلى فكر التنموي الذي ينتظر التمويل الأجنبي أكثر من العروض الفنية .
ماذا تعلمت من ورشة حسن الجريتلى؟
أول سؤال طرحه على حسن كان نقطة فاصلة في حياتي كلها ، عندما سألني قائلا "أنت عاوز تكون ممثل مشهور ولا ممثل جيد"فأجبته عاوز الأمرين معا ، فقال الجريتلى لن تجيد الأمرين معا و أضاف ممكن تكون ممثل مشهور لكن مش جيد وعشان تكون ممثل جيد لابد أن تصقل نفسك جيدا أما النجاح و الشهرة ده نصيب من الله .و المرحلة دى أخذت من عمري 15 سنة منذ البداية في التسعينيات و حتى عام 2000وفى تلك الفترة عملت الكثير من العروض وحصلت على جوائز متعددة .
متى أخذت قرار التمثيل الإحترافي؟
في الورشة كنت أكتب أعمال مسرحية ، وكتب موضوعيين الأول تجربة شخصية وهى ما أستخدمها الآن في الحكى و الثانية قصة بعنوان "الشوق"و التي تحولت إلى فيلم بطريق الصدفة عندما ترجمها صديق لي و أرسلها إلى مجلة في أمريكا و فوجئت بالمجلة ترسل لي شيكا و يقترحون شراء القصة كلها إذا كانت رواية ، وهنا أدركت أن للعمل شأن وبدأت أتعرف على نوع جديد من الفن وهو كتابة السيناريو وتنقلت بالقصة للعديد من الورش من الأردن إلى المغرب ثم دعوتي في
مهرجان روترودام و حصلت على تميل لكتابة السيناريو و خرج الفيلم للنور.
ما هي مراحل انتقالك من المسرح أبو الفنون إلى الفن السابع ؟
شاركت في العديد من الأفلام في أدوار ثانوية مثل فيلم حب البنات و الأولة في الغرام و أحلام صغيرة وحدث في التسعينيات أن أضعت على نفسي فرصة عمر عندما رشحني يوسف شاهين لفيلم المهاجر في دور أحد الأخوة ووافقت على الفور ولكن بعدما قرأت حجم الدور اعتذرت وكان الزهو وقتها قد أصابني و ندمت على تلك الفرصة التي أضعتها لتدخلي في حجم الدور وعندئذ أدركت أن قيمة العمل ليست بمساحته ولكن بتأثير الأداء و الشخصية .و قد يتصور البعض أن بدايتي جاءت مع إبراهيم الأبيض وهذا غير صحيح لان فيلم الشوق كان سابق عن شخصية رجل العصابة في فيلم مروان حامد الذي ترك علامة جيدة مع الجمهور.
كما شاركت في العديد من مسلسلات الست كوم و الحمد لله.
بعدما تعاملت مع كل الأشكال الفنية أيهم اقرب إلى قلبك ؟
لدى قناعة أن المسرح هو الفن الذي يصنع العلاقة الحقيقة بين الفنان و الجمهور ، الممثل ينظر إلى عين المتلقي أثناء العرض و يشعر بمدى تجاوبه معه ومن هنا يتفاعل أكثر في الأداء و المسرح فى حاجة إلى وعى و ثقافة عميقة وصدق من قال أن المسرح أبو الفنون وكل نجوم المسرح هم عمالقة التمثيل ،وما يحدث الآن في عالم النجومية ما هي إلا "نطه" مخرج يرى وجهه جميل ويعمل على تنجيمه و تحول الأمر إلى صناعة نجم ولكن هذا النجم غير مهيأ نمط متكرر وليس مبدع مدرك لأهمية العمل و الرسالة التي علبه أن يحملها.
غالبا ما تؤثر الحياة الشخصية فى الفنان كيف هى حياة سيد رجب الإنسان ؟
أنا أب ولدى بسمة و زياد الأبنه تخرجت من كلية الإعلام ولم تعمل بها و الابن يدرس الإعلام أيضا ولا يعملوا في مجال الفن حتى الآن لأنهما لم يقررا بعد شكل مستقبلهما.
وماذا من ميولك السياسية؟
منذ شغفي بالمسرح وأنا أعمل بالسياسة، وتم القبض على مرتين أثناء حكم مبارك ، وفي المرة الثانية طرحت على نفسي سؤالا لماذا أمارس السياسة ، لأنها واجب وطني لتحسين أوضاع بلدنا بينما المسرح أقدمه لأنه واجب وحب في آن واحد وإذا لم أعمل مسرح سوف أموت ولذا اخترت الفن و تركت السياسة .
يكشف الجانب الإنساني لدى الفنان الكثير من جوانب شخصيته، وفى رحلة البحث عن الفنان سيد رجب الذي لمع نجمه منذ عد ه سنوات لم ترصد كل الحوارات و الأحاديث معه إلا الجانب المهني و آثرت أن أكشف الجانب الآخر من سيد رجب وكان هذا اللقاء.
الموهبة كالجريمة لا تختفي..ألا تتفق معي على هذه المقولة؟
لا ..،فالموهبة تعنى أن هذا الإنسان موهوب ، وأن تلك الموهبة ظهرت لدرجة شهد بها الجميع، ومصر بها أكثر من 80 مليون ، ومن المؤكد أن هناك فنانين كثيرين وهناك أيضا موهوبين في شتى المجالات من الفن و الرياضة وكل العلوم و الأزمة الحقيقة من يقدم و يكتشف كل هؤلاء الموهوبين تلك هي أزمتنا كأمة.
متى شعر سيد رجب ببوادر موهبتيه.
يبدو أن الموهبة كانت منذ الصغر ولكن لم أدركها بصورة مباشرة حيث تنقلت في صغرى بين العديد من المدارس الحكومية مثل أبناء جيلي،فمن مدرسة زين العابدين في منطقة زينهم ،و مدرسة المبتديان الثانوية بالسيدة زينب كان شغلي الشاغل في هذه المراحل المبكرة تقليد أساتذتي في شتى النواحي من حركات وخلجات ولم أدرك حينها أن تمثيلي للأساتذة نوع من الفن ،وفى تلك الآونة كان لدينا مسرح المدرسة و شاركت في كل أنشطته .وكان معي صديق يكتب الشعر ، وأدركت أمي بفطرتها البسيطة ميلي للفن وأرادت ألا يفترق الصديقان فشجعتني على التلحين ليكمل كل واحد منا الآخر.ولكن حبي للمسرح كان أقوى منى.
كيف انتقلت من مرحلة الهواة إلى الاحتراف في مجال الفن؟
عندما انتقلت أنا وصديقي إلى كلية الهندسة جامعة حلوان قسم ميكانيكا أعتقل صديقي في مظاهرات عام 70 وكان شاعرا رقيق الحس وعندما خرج من المعتقل أخبرني أن حزب التجمع لديه فرقة مسرحية و انضممت إليهم وكانت الانطلاقة لدى ، وقدمنا مسرحية بعنوان "حكاية بلاد نمنم" ومنذ تلك اللحظة قررت العمل بالتمثيل.
هل عملت بمجال تخصصك وهو الهندسة؟
عندما تخرجت التحقت بشركة النصر لصناعة السيارات وفى تلك الآونة بدأت العمل السياسي بجوار المسرح ،وكان لدى قناعة آننى أعشق المسرح كهواية وليس كاحتراف حتى أتخير ما أقدمه ، وكنا في زمن جميل ،لكل شركة أو مؤسسة كان لديها فرقة مسرحية من موظفيها، ويحضر إلينا أعظم المخرجين لإخراج أعمالنا التي نتنافس بها مع الشركات ألآخري . فأخرج لنا الفنان سعد أردش و العظيم عبد المنعم مدبولي والمبدع فهمي الخولي و جمال الشيخ و آخرهم فيصل عزب وحصلت في تلك المرحلة على العديد من الجوائز التمثيل الأولى . وهى مرحلة غنية بالثقافة و الفنون و الأنشطة الرياضية وفي هذا المناخ الصحي كان يؤتى ثماره مع العمال و أفرغ طاقات إيجابية في كل الأنشطة.
وفى عام 80أنشأنا فرقة الشارع وقدمنا مسرحية بعنوان "النديم" على مسرح السامر بالعجوزة الذي يترأسه الفنان عبد الرحمن الشافعي ،وعندما شاهد الفرقة طرح علينا فكرة تعيننا بالمسرح وافق الجميع وهم أحمد كمال و ناصر عبد المنعم و أحمد مختار و عبلة كامل و مها عفت ، ولأنني بالفعل كنت موظف لم انضم للمسرح وظللت أشبع هوايتي من خلال فرقة الشركة.
ألم تندم على ضياع تلك الفرصة ؟
في مرحلة ما لم أشعر بالندم وكنت فخورا بالجمع بين هوايتي وعملي ، ولكن عندما بدأت مرحلة الخصخصة و اختفت الفرق المسرحية من الشركات ووجدت أصدقائي يتقلدون مناصب في المسرح و أنا لم أحقق بعد ما أصبو إليه إنتابنى القلق.وبعد 26 عاما في قيود الوظيفة قررت الاستقالة و التركيز بالفن ، خاصة أن الفرق بالمؤسسات تلاشت وبعد أن كانت شركتي تضم 11ألف عامل وتقلص العدد إلى 3000 موظف شعرت بضرورة تغير مساري في الحياة فاستقلت من الهندسة وأنا مدير إدارة و تفرغت للفن،وذلك عام 2000 ونبع قرار الاستقالة عندما شعرت بعدم توافق بين عملي وهوايتي وكنت قد حققت مراكز متقدمه في التمثيل وحصلت على جوائز من مهرجان المسرح التجريبي عامي 1996 ، 2007.
كيف أعدت ترتيب أوراقك في الحياة بعد هذا التحول المصيري؟
مرتب الحكومة كان ضئيل وكنت عضوا فى ورشة الجريتلى وهناك كنا نسافر إلى مهرجانات العالم و لم أتردد في ترك الوظيفة لان أجرى من الفن كان معتدل و تطورت في الأداء و كنت أدرب فنانين أيضا .
من ممن قمت بتدريبهم لاقوا نجاح على الساحة ؟
تخرج من ورشة الجريتلى أسماء هم نجوم الآن مثل عبلة كامل ،محمد هنيدى، خالد ابو النجا، خالد صالح، خالد جلال و آخرون.وكل هؤلاء بدءوا يأخذوا مكانتهم الفنية، و أبتعد لأسباب آخري عدد من الفنانين مثل أحمد كمال و حنان يوسف و بدا يظهر جيل أقل موهبة من الجيل الذي بدأت معهم فقررت ترك ورشة الجريتلى خاصة بعدما تبدل اتجاه الورشة إلى فكر التنموي الذي ينتظر التمويل الأجنبي أكثر من العروض الفنية .
ماذا تعلمت من ورشة حسن الجريتلى؟
أول سؤال طرحه على حسن كان نقطة فاصلة في حياتي كلها ، عندما سألني قائلا "أنت عاوز تكون ممثل مشهور ولا ممثل جيد"فأجبته عاوز الأمرين معا ، فقال الجريتلى لن تجيد الأمرين معا و أضاف ممكن تكون ممثل مشهور لكن مش جيد وعشان تكون ممثل جيد لابد أن تصقل نفسك جيدا أما النجاح و الشهرة ده نصيب من الله .و المرحلة دى أخذت من عمري 15 سنة منذ البداية في التسعينيات و حتى عام 2000وفى تلك الفترة عملت الكثير من العروض وحصلت على جوائز متعددة .
متى أخذت قرار التمثيل الإحترافي؟
في الورشة كنت أكتب أعمال مسرحية ، وكتب موضوعيين الأول تجربة شخصية وهى ما أستخدمها الآن في الحكى و الثانية قصة بعنوان "الشوق"و التي تحولت إلى فيلم بطريق الصدفة عندما ترجمها صديق لي و أرسلها إلى مجلة في أمريكا و فوجئت بالمجلة ترسل لي شيكا و يقترحون شراء القصة كلها إذا كانت رواية ، وهنا أدركت أن للعمل شأن وبدأت أتعرف على نوع جديد من الفن وهو كتابة السيناريو وتنقلت بالقصة للعديد من الورش من الأردن إلى المغرب ثم دعوتي في
مهرجان روترودام و حصلت على تميل لكتابة السيناريو و خرج الفيلم للنور.
ما هي مراحل انتقالك من المسرح أبو الفنون إلى الفن السابع ؟
شاركت في العديد من الأفلام في أدوار ثانوية مثل فيلم حب البنات و الأولة في الغرام و أحلام صغيرة وحدث في التسعينيات أن أضعت على نفسي فرصة عمر عندما رشحني يوسف شاهين لفيلم المهاجر في دور أحد الأخوة ووافقت على الفور ولكن بعدما قرأت حجم الدور اعتذرت وكان الزهو وقتها قد أصابني و ندمت على تلك الفرصة التي أضعتها لتدخلي في حجم الدور وعندئذ أدركت أن قيمة العمل ليست بمساحته ولكن بتأثير الأداء و الشخصية .و قد يتصور البعض أن بدايتي جاءت مع إبراهيم الأبيض وهذا غير صحيح لان فيلم الشوق كان سابق عن شخصية رجل العصابة في فيلم مروان حامد الذي ترك علامة جيدة مع الجمهور.
كما شاركت في العديد من مسلسلات الست كوم و الحمد لله.
بعدما تعاملت مع كل الأشكال الفنية أيهم اقرب إلى قلبك ؟
لدى قناعة أن المسرح هو الفن الذي يصنع العلاقة الحقيقة بين الفنان و الجمهور ، الممثل ينظر إلى عين المتلقي أثناء العرض و يشعر بمدى تجاوبه معه ومن هنا يتفاعل أكثر في الأداء و المسرح فى حاجة إلى وعى و ثقافة عميقة وصدق من قال أن المسرح أبو الفنون وكل نجوم المسرح هم عمالقة التمثيل ،وما يحدث الآن في عالم النجومية ما هي إلا "نطه" مخرج يرى وجهه جميل ويعمل على تنجيمه و تحول الأمر إلى صناعة نجم ولكن هذا النجم غير مهيأ نمط متكرر وليس مبدع مدرك لأهمية العمل و الرسالة التي علبه أن يحملها.
غالبا ما تؤثر الحياة الشخصية فى الفنان كيف هى حياة سيد رجب الإنسان ؟
أنا أب ولدى بسمة و زياد الأبنه تخرجت من كلية الإعلام ولم تعمل بها و الابن يدرس الإعلام أيضا ولا يعملوا في مجال الفن حتى الآن لأنهما لم يقررا بعد شكل مستقبلهما.
وماذا من ميولك السياسية؟
منذ شغفي بالمسرح وأنا أعمل بالسياسة، وتم القبض على مرتين أثناء حكم مبارك ، وفي المرة الثانية طرحت على نفسي سؤالا لماذا أمارس السياسة ، لأنها واجب وطني لتحسين أوضاع بلدنا بينما المسرح أقدمه لأنه واجب وحب في آن واحد وإذا لم أعمل مسرح سوف أموت ولذا اخترت الفن و تركت السياسة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.