أسعار الفاكهة بأسواق مطروح اليوم السبت 23-8-2025.. الكنتالوب ب20 جنيها    "اتحاد المقاولين" يطالب بوقف تصدير الأسمنت لإنقاذ قطاع المقاولات من التعثر    محافظ أسوان يتفقد مشروع مركز شباب النصراب والمركز التكنولوجى بالمحاميد    رئيس مدينة الأقصر يناقش مع رؤساء الأحياء ملفات تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين    61 شهيدا برصاص الاحتلال فى غزة خلال 24 ساعة.. وعدد الضحايا يرتفع ل62622    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    خبير علاقات دولية: إعلان المجاعة في غزة يكشف سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة    مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه    قدوس يقود تشكيل توتنهام ضد مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي    محاضرة فنية وتدريبات خططية في مران الأهلي استعدادًا للمحلة    وزيرة التضامن: تتابع تداعيات حادث غرق عدد من الطلاب فى محافظة الإسكندرية    تعرف على حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم السبت 23-8-2025 فى الإسماعيلية    ضبط وتحرير 18 محضرا فى حملة إشغالات بمركز البلينا فى سوهاج    ظهر أحد طرفيها عاريا.. النيابة تحقق في مشاجرة بمدينة نصر    «شجاعة عم طارق»| السكة الحديد تستعد لتكريم عامل مزلقان أنقذ شابًا من دهس القطار    «الصحة»: 6 حالات وفاة وإصابة 24 آخرين في حادث غرق الطلاب بالإسكندرية    نور القلوب يضىء المنصورة.. 4 من ذوى البصيرة يبدعون فى مسابقة دولة التلاوة    قافلة طبية مجانية لأكثر من 1050 مواطنًا بقرية عزاقة بمركز المنيا    مصر تستضيف النسخة الأولى من قمة ومعرض "عالم الذكاء الاصطناعي" فبراير المقبل    لا دين ولا لغة عربية…التعليم الخاص تحول إلى كابوس لأولياء الأمور فى زمن الانقلاب    صراع الأجيال وتجديد الدماء    البابا تواضروس يترأس قداس تدشين كنيسة القديس مارمينا العجايبي بالإسكندرية    محافظ أسوان يتفقد سير العمل بوحدة صحة أسرة العوينية بإدفو (صور)    محافظ الجيزة يشدد علي التعامل الفوري مع أي متغيرات مكانية يتم رصدها واتخاذ الإجراءات القانونية    تفاصيل وأسباب تفتيش منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    «متبقيات المبيدات» ينظم ورشة عمل لمنتجي ومصدري الطماطم    تفعيل المشاركة المجتمعية لتطوير وصيانة المدارس واستكمال التشجير بأسيوط    تحرير 125 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    «صحح مفاهيمك».. مبادرة دعوية خارج المساجد بمشاركة 15 وزارة    ما أسباب استجابة الدعاء؟.. واعظة بالأزهر تجيب    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحيي ذكرى وفاة العالم الكبير الشيخ مصطفى المراغي    ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا    مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة    ابنة سيد مكاوي عن عودة شيرين لحسام حبيب: فقدت تعاطفي معها    طلقات تحذيرية على الحدود بين الكوريتين ترفع حدة التوتر    شباب في خدمة الوطن.. أندية التطوع والجوالة يعبرون رفح ويقدمون المساعدات لقطاع غزة    تحقيق استقصائى يكتبه حافظ الشاعر عن : بين "الحصة" والبطالة.. تخبط وزارة التعليم المصرية في ملف تعيين المعلمين    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    العمل والبيئة ينظمان دورة تدريبية حول الاستخدام الآمن لوسائط التبريد والتكييف بسوهاج    جامعة القاهرة تُطلق قافلة تنموية شاملة لمدينة الحوامدية بالجيزة    حملة «100 يوم صحة» تقدّم 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يومًا    إصابة 3 أشخاص في حادث سير بوسط سيناء    إعلام فلسطينى: مصابون من منتظرى المساعدات شمال رفح الفلسطينية    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الأول اليوم    حسن الخاتمة.. وفاة معتمر أقصري أثناء أدائه مناسك الحج    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    تنسيق الجامعات 2025| مواعيد فتح موقع التنسيق لطلاب الشهادات المعادلة    موعد مباراة النصر ضد الأهلي اليوم في نهائي كأس السوبر السعودي والقنوات الناقلة    ملف يلا كورة.. خطة انتخابات الأهلي.. رسائل الزمالك.. واعتماد لجنة الحكام    شريف حافظ: الحب هو المعنى في حد ذاته ولا يقبل التفسير... والنجاح مسؤولية يجب أن أكون مستعدًا لها    نوال الزغبي: ضحيت بالفن من أجل حماية أولادي بعد الطلاق    ما هي اختصاصات مركز التسوية والتحكيم الرياضي المصري بقانون الرياضة بعد التصديق عليه؟    إرهاب الإخوان في ثلاجة القرارات الأمريكية.. لعبة المصالح فوق جرائم الجماعة    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
صحبة ورد.. لأحلي صحبة

»‬فأما الزبد فيذهب جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»
صدق الله العظيم
سكة السلامة.. مسار إجباري
من غير سابق اتفاق, لقيت نفسي رايح القهوة قبل ميعاد لقاءنا الأسبوعي بساعة, ولقيت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد في انتظاري, وبعد السلامات والأحضان قعدنا وقال: المرة اللي فاتت اتكلمنا عن سكة الندامة وسكة اللي يروح ما يرجعش, وقلنا ان سكة اللي يروح ما يرجعش ح ترجعنا للنظام المعفن اللي ثرنا عليه مع بعض التحسينات (من باب الصدقة والإحسان علي الشعب الغلبان!), وقلنا ان سكة الندامة اننا نرمي حمولنا علي لصوص عصر الفساد, والمستثمرين العرب والأجانب, ونعمل الإصلاح الاقتصادي بمواصفات صندوق النقد الدولي, وساعتها عجلة الإنتاج ح تدور أكيد, بس ح تدوس علي رقبة الشعب اللي ثار علي التبعية والاستبداد والفساد, وقلنا كمان ان السكتين دول بيوصّلوا لبعض, وح نلاقي نفسنا في النهاية زي العبيد متسلسلين, وشايلين خيرات بلدنا وخيرات العرب كلهم, وبنحطها ف خزاين العفريت الشراني العجوز, اللي بيتعطف ويتكرم علينا ويرمي لنا حسنة علي طريقة الباشا ف غزل البنات: مرزوق افندي.. ادي له حاجة (علي رأي أخونا الدكتور حسام عيسي). قلت له: ماشي يا عم الجنرال, نخش بقي علي سكة السلامة, اللي هيه ايه بقي؟! قال: اللي هيه سكة الحلم والعلم, اللي شاور لنا عليها الشعب المصري العظيم في ثورة 25 يناير /30 يونيو, وفي الدستور اللي اتوافقنا عليه ورسم لنا سكة المستقبل, عشان نبني دولة حديثة ديمقراطية ذات سيادة, يعني ذات إرادة مستقلة, والشعب فيها سيد في وطن سيد, وده المسار الإجباري اللي لازم نمشي فيه, عشان نحقق – بالعلم – حلم الشعب في العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت راية العدالة الإجتماعية.
قلت له ودي نروح لها ازاي ومنين؟! قال: بالمصالحة الوطنية الحقيقية, وانا طبعا ما اقصدش المصالحة بين فلول مبارك اللي لسه معششين في الدولة وبين الإخوان المجرمين, دول كلهم خلاص الشعب رماهم في قعر مزبلة التاريخ, انا قصدي المصالحة الوطنية بين ثوار يناير وثوار يونيو, دي هيه القوي الحية للمجتمع المصري بجد, وده مش ح يحصل إلا بإعلان الرياسة القطيعة النهائية مع دولة مبارك وكهنة نظامها الأمني والاقتصادي اللي لسه بيتنططوا في الصورة, والكلام الحلو مش كفاية في المسألة دي, ومش ممكن تنبني المصالحة الوطنية إلا بعد إجراءات العدالة الانتقالية اللي تحاسب كل اللي شاركوا في الفساد أو الاستبداد أو الخيانة في كل العهود السابقة, ما هو الشرط الوحيد اننا نقدر نخش لسكة السلامة, هو الوحدة الوطنية, والمشاركة الشعبية, والشرط ده مش ح يتحقق إلا إذا أسسنا دولة القانون اللي بتساوي بين المواطنين, والمشاركة الشعبية مش ح تحصل إلا إذا أعدنا النظر في القوانين المنظمة للحقوق والحريات علي مقاس الدستور اللي اتوافقنا عليه, واستعدنا شباب ثورة يناير للصف الوطني, ماهي ما تركبش علي بعض ازاي احنا ح نبني للمستقبل, والشباب اللي همه عماد المستقبل مرميين في السجون بتهم لفقتها لهم أجهزة النظام القديم, قاطعت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقلت : أظن الشعب المصري أعلن بقوة عن رغبته في المشاركة الشعبية لبناء المستقبل, لما الطبقات الشعبية والمتوسطة ساهمت بأكبر قسط في سندات مشروع القناة, وأظن ان اللي يرمي حموله علي ربه وشعبه ما يغلبش وما ينضامش أبدا..
ضحك صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقال: علي رأيك.. أهو الشعب رمي بياضه, وأعلن انه واثق في قيادته السياسية, مش باقي إلا ان القيادة تثق في شعبها, وتاخده لسكة السلامة, وقبل ما اقول لصاحبي الجنرال: اللي هيه ازاي يعني, لقينا بقية الشلة وصلوا واتقطم الكلام, وغرقنا في السلامات وفي الأحضان.
ذكري عمار
النهاردة الذكري السنوية لرفيق الحلم والمشوار: عمار الشريعي, ومن امبارح وانا باستقبل تليفونات من الزملا والأصدقاء العاملين في الصحافة أو الإذاعة أو محطات التلفزيون, بيطلبوا مني المشاركة في إحياء الذكري, وانا باعتذر بأقصي ما استطيع من أدب ولياقة, لأني – بصراحة – مش باحب طريقة احتفالنا بذكري الأعلام من مبدعينا الكبار اللي زي عمار, ودول مش كتار في عالم الموسيقي والغناء, من سيد درويش لعبد الوهاب للقصبجي والسنباطي وزكريا, لفوزي وصدقي والشريف, للموجي والطويل وبليغ, وصولا لعمار الشريعي وأبناء جيله, وأحلي حاجة بتعملها الإذاعات والتلفزيونات في مثل هذه الاحتفاليات, انها بتخصص اليوم كله لإبداعات صاحب الذكري, مع بعض اللقاءات والحوارات اللي لا بتودي ولا بتجيب, مع بعض الشخصيات اللي تصادف انها قابلت أو عرفت أو حتي اشتغلت مع صاحب الذكري, وكتير من هذه اللقاءات والحوارات سطحية, وبعضها مليء بالإدعاءات والأمجاد الشخصية الوهمية, والقليل منها اللي ممكن يزيدنا معرفة بصاحب الذكري وإبداعاته, وانا نِفسي ومُني عيني, ان الاحتفاليات دي تبقي فرصة مناسبة للارتقاء بالذائقة الفنية لجمهور الموسيقي والغناء, وده مش ح يتم إلا إذا توافرت مجموعة من الدارسين العارفين بأمور الميوزيكولوجي (ودول موجودين في معاهدنا الموسيقية) علي أعمال الأعلام دول, يدرسوها ويحللوها ويقولوا لنا مين عمل ايه ؟ ومين أضاف إيه؟, من وجهة نظر علوم الموسيقي, ولحد ما ده يحصل, ح تفضل الساحة مباحة لكل مين هب ودب, ولكل اللي غاويين يفتوا بغير علم, وح يفضل عشاق الفن وأعلام المبدعين, بيحتفلوا بذكري اللي بيحبوهم بطريقتهم الخاصة, وح افضل انا باحتفل بذكري عمار.. مع نفسي, ودي مقتطفات من القصيدة اللي كتبتها في وداعه, باهديها له في ذكراه.
صحبة ورد.. لأحلي صحبة
(إلي روح شقيق الروح
رفيق الحلم والمشوار: عمار)
يا خيّ روحي.. يا روح حرة..
.. يا كروان زماني..
مع مين ح افضفض وابوح..
..اذا زماني رماني؟!
ح تروح ورا الريح.. وانوح..
..عليك انا والأغاني..
وازاي يا صاحبي تروح..
وانا اعيش وما اشوفكش تاني؟!!

ما بقيتش عارف ح اغني ازاي؟
..ولا مع مين..!
وانا كنت اغمغم ساعات..
..في سري.. تسمعني
والكلمة تنده علي النغمة..
..تقول: نعمين..
ويشبعوا ببعض..
..وانت تقول.. تشبَّعني
عطشان يا عمار..
..يا ربي بصاحبي تجمعني

في ايامك الأخرانية..
..كنا نتهاتف..
..أكتر ما نتلاقي.
كده زي ماتقول..
هتف لي هاتف:
..أنا خايف..
من فقده, وف عقل بالي
..نوَّرِت طاقة:
أحسن, عشان قلبي يتعوّد..
..علي غيابه!!!
واهو غاب, وقلبي مال بي لرحابُه
وشفتهلسه مع النغمات بيتشاقي
وماشي يتساقي نشوتها.. مع اصحابه.
انا قلت:
عمار ده حلم, بانام وباصحي بُه

الأعمي مش أعمي..
..حين يدِّي العمي حَقُّه !
بيشوف بودنه..
..وإيده تشق له الظلمات..
ينور الله بصيرته.. يعشقوه خلقه
ويعيش معاهم..
..ويبقي ان مات كأنه مامات

جيتني في منام..من ليالي..
..وقلت : تعَالَي لِي
ونادي لي شمس ابن بنتي..
..وإيده شايلة لي..
ورداية حمرة..
.. وجمرة طاهرة بتلالي
احتار خيالي..
..وتاه في جبالي وتلالي.
ده غالي وده غالي..
..ندهة مين حتحلَي لي ؟!!!

من يوم ماشفتك..
..باشوف زي انت ما بتسمع !
وانت بتسمع..
كأنك شفت بعينيا..
ألاقي للدهشه في وشك..
.عيون تلمع..
ويشقشق اللحن..
صافي القلب والنية
تقولش أسراب حمام..
..كانت في بِنِّية
ورفرفت..رشرشت..
ع الدنيا حِنِّية

غنّينا للدنيا أحلامكو أوجاعي
وبنينا في الريح سفينة..
.. تجري بشراعك!
عشان كده..
.. كنت اشوف اللحن ده بتاعي
والشعر ده بتاعك
وقلبي ساعك..
..وكنا إن دعي الداعي
بنلاقي روحنا في إيقاعي وإبداعك

أنا كنت اشوفك تلحّن..
..اقول عليك رسّام,
الفُرشة في إيديك..
..بتغمسها في ألوان صوت
وتكوّن اللون..
بروح حرة, ومشاعر خام
وتدور بخفة..
.علي لوحة السكوت في خطوط
تسكنّا دهشة..ونشوة..
..وشوق شَهي.. وأحلام
والنور يفحفح..
..تفتَّح وردة الملكوت
وتنتصر فينا الحياه ع الموت

الدنيا ماشية ف طريقها..
..واللي بيعودوا..
لزمن ما فهموش سماحة حكمته وروحه
ح يروحوا فين من شبابنا..
..اللي صلب عودُه
وماخافش من ليل شتاه..
..ببروقه ورعوده..
ووقف يغني..
وصاحبي يصاحبه علي عوده..
ربيعنا راجع يداوي جروحنا وجروحه
والظلم تهوي صروحه..
...وينكفي جنوده
والضلمة تنزاح..
..ونسل ابو جهل ح يروحوا

الناس نيام..
..واذا ماتوا..قاموا وانتبهوا
يعني انتبه لي ياصاحبي..
..وشوف بقي احنا مين؟!
روحين شقايق..
..وعصفور نور لقي شَبَهُه..
طُلنا العلالي..
.. برغم ان السنين غايمين!!

وانا باحضن ابنك مراد..
..انحاش وضاع صوتي!
خايف يا صاحبي..
..بموتك يبتدي موتي

ما هي ناس توصل في ناس..
.. وكلنا مروّحين
وكل حي ف ميعاده..
حين يحين الحين
بس احنا.. حتي ان رحلنا..
.. برضه مش رايحين !
ح نعيش في ريم.. وف مراد..
وف دندنات الولاد
بغنوة فارشة علي ممشي الشقا..
.. رياحين
»‬فأما الزبد فيذهب جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»
صدق الله العظيم
سكة السلامة.. مسار إجباري
من غير سابق اتفاق, لقيت نفسي رايح القهوة قبل ميعاد لقاءنا الأسبوعي بساعة, ولقيت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد في انتظاري, وبعد السلامات والأحضان قعدنا وقال: المرة اللي فاتت اتكلمنا عن سكة الندامة وسكة اللي يروح ما يرجعش, وقلنا ان سكة اللي يروح ما يرجعش ح ترجعنا للنظام المعفن اللي ثرنا عليه مع بعض التحسينات (من باب الصدقة والإحسان علي الشعب الغلبان!), وقلنا ان سكة الندامة اننا نرمي حمولنا علي لصوص عصر الفساد, والمستثمرين العرب والأجانب, ونعمل الإصلاح الاقتصادي بمواصفات صندوق النقد الدولي, وساعتها عجلة الإنتاج ح تدور أكيد, بس ح تدوس علي رقبة الشعب اللي ثار علي التبعية والاستبداد والفساد, وقلنا كمان ان السكتين دول بيوصّلوا لبعض, وح نلاقي نفسنا في النهاية زي العبيد متسلسلين, وشايلين خيرات بلدنا وخيرات العرب كلهم, وبنحطها ف خزاين العفريت الشراني العجوز, اللي بيتعطف ويتكرم علينا ويرمي لنا حسنة علي طريقة الباشا ف غزل البنات: مرزوق افندي.. ادي له حاجة (علي رأي أخونا الدكتور حسام عيسي). قلت له: ماشي يا عم الجنرال, نخش بقي علي سكة السلامة, اللي هيه ايه بقي؟! قال: اللي هيه سكة الحلم والعلم, اللي شاور لنا عليها الشعب المصري العظيم في ثورة 25 يناير /30 يونيو, وفي الدستور اللي اتوافقنا عليه ورسم لنا سكة المستقبل, عشان نبني دولة حديثة ديمقراطية ذات سيادة, يعني ذات إرادة مستقلة, والشعب فيها سيد في وطن سيد, وده المسار الإجباري اللي لازم نمشي فيه, عشان نحقق – بالعلم – حلم الشعب في العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت راية العدالة الإجتماعية.
قلت له ودي نروح لها ازاي ومنين؟! قال: بالمصالحة الوطنية الحقيقية, وانا طبعا ما اقصدش المصالحة بين فلول مبارك اللي لسه معششين في الدولة وبين الإخوان المجرمين, دول كلهم خلاص الشعب رماهم في قعر مزبلة التاريخ, انا قصدي المصالحة الوطنية بين ثوار يناير وثوار يونيو, دي هيه القوي الحية للمجتمع المصري بجد, وده مش ح يحصل إلا بإعلان الرياسة القطيعة النهائية مع دولة مبارك وكهنة نظامها الأمني والاقتصادي اللي لسه بيتنططوا في الصورة, والكلام الحلو مش كفاية في المسألة دي, ومش ممكن تنبني المصالحة الوطنية إلا بعد إجراءات العدالة الانتقالية اللي تحاسب كل اللي شاركوا في الفساد أو الاستبداد أو الخيانة في كل العهود السابقة, ما هو الشرط الوحيد اننا نقدر نخش لسكة السلامة, هو الوحدة الوطنية, والمشاركة الشعبية, والشرط ده مش ح يتحقق إلا إذا أسسنا دولة القانون اللي بتساوي بين المواطنين, والمشاركة الشعبية مش ح تحصل إلا إذا أعدنا النظر في القوانين المنظمة للحقوق والحريات علي مقاس الدستور اللي اتوافقنا عليه, واستعدنا شباب ثورة يناير للصف الوطني, ماهي ما تركبش علي بعض ازاي احنا ح نبني للمستقبل, والشباب اللي همه عماد المستقبل مرميين في السجون بتهم لفقتها لهم أجهزة النظام القديم, قاطعت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقلت : أظن الشعب المصري أعلن بقوة عن رغبته في المشاركة الشعبية لبناء المستقبل, لما الطبقات الشعبية والمتوسطة ساهمت بأكبر قسط في سندات مشروع القناة, وأظن ان اللي يرمي حموله علي ربه وشعبه ما يغلبش وما ينضامش أبدا..
ضحك صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقال: علي رأيك.. أهو الشعب رمي بياضه, وأعلن انه واثق في قيادته السياسية, مش باقي إلا ان القيادة تثق في شعبها, وتاخده لسكة السلامة, وقبل ما اقول لصاحبي الجنرال: اللي هيه ازاي يعني, لقينا بقية الشلة وصلوا واتقطم الكلام, وغرقنا في السلامات وفي الأحضان.
ذكري عمار
النهاردة الذكري السنوية لرفيق الحلم والمشوار: عمار الشريعي, ومن امبارح وانا باستقبل تليفونات من الزملا والأصدقاء العاملين في الصحافة أو الإذاعة أو محطات التلفزيون, بيطلبوا مني المشاركة في إحياء الذكري, وانا باعتذر بأقصي ما استطيع من أدب ولياقة, لأني – بصراحة – مش باحب طريقة احتفالنا بذكري الأعلام من مبدعينا الكبار اللي زي عمار, ودول مش كتار في عالم الموسيقي والغناء, من سيد درويش لعبد الوهاب للقصبجي والسنباطي وزكريا, لفوزي وصدقي والشريف, للموجي والطويل وبليغ, وصولا لعمار الشريعي وأبناء جيله, وأحلي حاجة بتعملها الإذاعات والتلفزيونات في مثل هذه الاحتفاليات, انها بتخصص اليوم كله لإبداعات صاحب الذكري, مع بعض اللقاءات والحوارات اللي لا بتودي ولا بتجيب, مع بعض الشخصيات اللي تصادف انها قابلت أو عرفت أو حتي اشتغلت مع صاحب الذكري, وكتير من هذه اللقاءات والحوارات سطحية, وبعضها مليء بالإدعاءات والأمجاد الشخصية الوهمية, والقليل منها اللي ممكن يزيدنا معرفة بصاحب الذكري وإبداعاته, وانا نِفسي ومُني عيني, ان الاحتفاليات دي تبقي فرصة مناسبة للارتقاء بالذائقة الفنية لجمهور الموسيقي والغناء, وده مش ح يتم إلا إذا توافرت مجموعة من الدارسين العارفين بأمور الميوزيكولوجي (ودول موجودين في معاهدنا الموسيقية) علي أعمال الأعلام دول, يدرسوها ويحللوها ويقولوا لنا مين عمل ايه ؟ ومين أضاف إيه؟, من وجهة نظر علوم الموسيقي, ولحد ما ده يحصل, ح تفضل الساحة مباحة لكل مين هب ودب, ولكل اللي غاويين يفتوا بغير علم, وح يفضل عشاق الفن وأعلام المبدعين, بيحتفلوا بذكري اللي بيحبوهم بطريقتهم الخاصة, وح افضل انا باحتفل بذكري عمار.. مع نفسي, ودي مقتطفات من القصيدة اللي كتبتها في وداعه, باهديها له في ذكراه.
صحبة ورد.. لأحلي صحبة
(إلي روح شقيق الروح
رفيق الحلم والمشوار: عمار)
يا خيّ روحي.. يا روح حرة..
.. يا كروان زماني..
مع مين ح افضفض وابوح..
..اذا زماني رماني؟!
ح تروح ورا الريح.. وانوح..
..عليك انا والأغاني..
وازاي يا صاحبي تروح..
وانا اعيش وما اشوفكش تاني؟!!

ما بقيتش عارف ح اغني ازاي؟
..ولا مع مين..!
وانا كنت اغمغم ساعات..
..في سري.. تسمعني
والكلمة تنده علي النغمة..
..تقول: نعمين..
ويشبعوا ببعض..
..وانت تقول.. تشبَّعني
عطشان يا عمار..
..يا ربي بصاحبي تجمعني

في ايامك الأخرانية..
..كنا نتهاتف..
..أكتر ما نتلاقي.
كده زي ماتقول..
هتف لي هاتف:
..أنا خايف..
من فقده, وف عقل بالي
..نوَّرِت طاقة:
أحسن, عشان قلبي يتعوّد..
..علي غيابه!!!
واهو غاب, وقلبي مال بي لرحابُه
وشفتهلسه مع النغمات بيتشاقي
وماشي يتساقي نشوتها.. مع اصحابه.
انا قلت:
عمار ده حلم, بانام وباصحي بُه

الأعمي مش أعمي..
..حين يدِّي العمي حَقُّه !
بيشوف بودنه..
..وإيده تشق له الظلمات..
ينور الله بصيرته.. يعشقوه خلقه
ويعيش معاهم..
..ويبقي ان مات كأنه مامات

جيتني في منام..من ليالي..
..وقلت : تعَالَي لِي
ونادي لي شمس ابن بنتي..
..وإيده شايلة لي..
ورداية حمرة..
.. وجمرة طاهرة بتلالي
احتار خيالي..
..وتاه في جبالي وتلالي.
ده غالي وده غالي..
..ندهة مين حتحلَي لي ؟!!!

من يوم ماشفتك..
..باشوف زي انت ما بتسمع !
وانت بتسمع..
كأنك شفت بعينيا..
ألاقي للدهشه في وشك..
.عيون تلمع..
ويشقشق اللحن..
صافي القلب والنية
تقولش أسراب حمام..
..كانت في بِنِّية
ورفرفت..رشرشت..
ع الدنيا حِنِّية

غنّينا للدنيا أحلامكو أوجاعي
وبنينا في الريح سفينة..
.. تجري بشراعك!
عشان كده..
.. كنت اشوف اللحن ده بتاعي
والشعر ده بتاعك
وقلبي ساعك..
..وكنا إن دعي الداعي
بنلاقي روحنا في إيقاعي وإبداعك

أنا كنت اشوفك تلحّن..
..اقول عليك رسّام,
الفُرشة في إيديك..
..بتغمسها في ألوان صوت
وتكوّن اللون..
بروح حرة, ومشاعر خام
وتدور بخفة..
.علي لوحة السكوت في خطوط
تسكنّا دهشة..ونشوة..
..وشوق شَهي.. وأحلام
والنور يفحفح..
..تفتَّح وردة الملكوت
وتنتصر فينا الحياه ع الموت

الدنيا ماشية ف طريقها..
..واللي بيعودوا..
لزمن ما فهموش سماحة حكمته وروحه
ح يروحوا فين من شبابنا..
..اللي صلب عودُه
وماخافش من ليل شتاه..
..ببروقه ورعوده..
ووقف يغني..
وصاحبي يصاحبه علي عوده..
ربيعنا راجع يداوي جروحنا وجروحه
والظلم تهوي صروحه..
...وينكفي جنوده
والضلمة تنزاح..
..ونسل ابو جهل ح يروحوا

الناس نيام..
..واذا ماتوا..قاموا وانتبهوا
يعني انتبه لي ياصاحبي..
..وشوف بقي احنا مين؟!
روحين شقايق..
..وعصفور نور لقي شَبَهُه..
طُلنا العلالي..
.. برغم ان السنين غايمين!!

وانا باحضن ابنك مراد..
..انحاش وضاع صوتي!
خايف يا صاحبي..
..بموتك يبتدي موتي

ما هي ناس توصل في ناس..
.. وكلنا مروّحين
وكل حي ف ميعاده..
حين يحين الحين
بس احنا.. حتي ان رحلنا..
.. برضه مش رايحين !
ح نعيش في ريم.. وف مراد..
وف دندنات الولاد
بغنوة فارشة علي ممشي الشقا..
.. رياحين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.