وزارة العمل تعلن توفير 1100 فرصة عمل جديدة في مشروع الضبعة    60 طعنا أمام الإدارية على نتيجة المرحلة الثانية لانتخابات النواب حتى الأن    مؤشر مديري المشتريات في مصر يسجل أعلى مستوى منذ 5 سنوات    العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في مخيم زمزم    بلجيكا: مسودة الاتحاد الأوروبي بشأن استخدام الأصول الروسية لمنح قرض لأوكرانيا لا تعالج مخاوفنا    عاجل- رئيس الوزراء: "إيديكس 2025" يعزز مكانة مصر عالميًا في الصناعات العسكرية    هيئة البث الإسرائيلية: التصعيد العسكري ضد لبنان مسألة وقت    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 236 ألف سلة غذائية و22 ألف بطانية عبر قافلة «زاد العزة»    شوبير يكشف حقيقة رحيل أفشة عن الأهلي في يناير    القلاوي حكما للقاء الجونة وبترول أسيوط في دور 32 لكأس مصر    بتواجد ممثلي منتخب مصر.. ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    ضبط طفلين بتهمة استيقاف آخر وسرقته بالإكراه في القليوبية    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    المشدد 5 سنوات لعاطلين في سرقة الشقق السكنية بروض الفرج    مكتبة مصر العامة تستضيف عروض نادي سينما الإسماعيلية    مراسل إكسترا نيوز: 18 مرشحا يعودون للمنافسة فى الفيوم بعد قرار الإلغاء    بداية شهر رجب 1447 هجريًا... الحسابات الفلكية تكشف موعد ظهور الهلال    فحص طلاب الابتدائي ضمن مبادرة اكتشاف وعلاج أمراض سوء التغذية بالبحر الأحمر    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    وزيرا التخطيط والمالية يناقشان محاور السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    «مشوفتش رجالة في حياتي».. أبرز تصريحات زينة    ستوري بوت | لماذا احتفى الشعب المصري والعربي ب «دولة التلاوة»؟    مصر واليونان تتفقان على تعزيز الاستثمارات المشتركة في الطاقة والزراعة والنقل    زيارة دبلوماسية يابانية إلى فلسطين لتعزيز جهود الإعمار وتحقيق حل الدولتين    الأمن يضبط قضايا إتجار فى العملات الأجنبية تتجاوز 3 ملايين جنيه    على رأسها رونالدو.. صراع مشتعل على جائزة مميزة ب جلوب سوكر    حزمة إجراءات لرفع كفاءة الخدمات بوحدات الرعاية الأولية بالجيزة    مذكرة تفاهم بين غرفة صناعة الملابس الجاهزة والوكالة الألمانية لدعم تطوير القطاع الصناعي    انقلاب ميكروباص بطريق أسيوط الغربي بعد الفيوم الجديدة    طلاب ثانية إعدادي يؤدون اختبار مادة العلوم لشهر نوفمبر بالقاهرة    وضع مدرسة الإسكندرية للغات تحت إشراف مالى وإدارى بعد تعدى عامل على التلاميذ    وزير الخارجية يلتقي مع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألماني    3 ديسمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    وزير قطاع الأعمال العام يشارك في حفل سفارة الإمارات بالقاهرة بمناسبة عيد الاتحاد ال 54    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    محافظ القاهرة يوجه بوضع خطة عاجلة لتطوير الحديقة اليابانية بحلوان    محافظ الإسكندرية يتفقد لجان الاقتراع بدائرة الرمل    موعد صلاة الظهر.... مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى محافظة المنيا    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    «التعليم» تعلن وضع مدرسة الإسكندرية للغات تحت الإشراف المالي والإداري للوزارة    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    العربية للتصنيع توقع مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون مع شركة "Sofema" الفرنسية في صيانة وعمرة محركات الطائرات    «غني بالمعادن ومضادات الأكسدة».. الفوائد الصحية للعنب    احتفاءً بأديب نوبل، القاهرة للكتاب والوطني للقراءة يطلقان مسابقة لإعادة تصميم أغلفة روايات محفوظ    «ميدوزا»: كفاءة عالية رغم سوء الأحوال الجوية    «الشؤون النيابية» تحيي اليوم العالمي لذوي الإعاقة: قيمة مضافة للعمل الوطني    بعد لقائهما المسلماني.. نقيبا السينمائيين والممثلين يؤكدان تعزيز التعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام    مواعيد مباريات اليوم.. مهمة محلية لصلاح ومجموعة مصر في كأس العرب    الرئيس الكولومبي يحذر ترامب: مهاجمتنا تعني إعلان الحرب    فيدرا تعيش وسط 40 قطة و6 كلاب.. ما القصة ؟    دعاء صلاة الفجر اليوم.. فضائل عظيمة ونفحات ربانية تفتح أبواب الرزق والطمأنينة    «السيدة العجوز» تبلغ دور ال8 في كأس إيطاليا    جوارديولا: فقدت شعري بسبب متعة الدوري الإنجليزي... وهالاند ليس الأفضل تاريخيا    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    إخلاء سبيل النائبة السابقة منى جاب الله بكفالة 30 ألف جنيه بعد دهس شاب بطريق صلاح سالم    وكيل الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم حدث فريد يجمع الروحانية والتميز العلمي    ما حكم المراهنات الإلكترونية؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
صحبة ورد.. لأحلي صحبة

»‬فأما الزبد فيذهب جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»
صدق الله العظيم
سكة السلامة.. مسار إجباري
من غير سابق اتفاق, لقيت نفسي رايح القهوة قبل ميعاد لقاءنا الأسبوعي بساعة, ولقيت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد في انتظاري, وبعد السلامات والأحضان قعدنا وقال: المرة اللي فاتت اتكلمنا عن سكة الندامة وسكة اللي يروح ما يرجعش, وقلنا ان سكة اللي يروح ما يرجعش ح ترجعنا للنظام المعفن اللي ثرنا عليه مع بعض التحسينات (من باب الصدقة والإحسان علي الشعب الغلبان!), وقلنا ان سكة الندامة اننا نرمي حمولنا علي لصوص عصر الفساد, والمستثمرين العرب والأجانب, ونعمل الإصلاح الاقتصادي بمواصفات صندوق النقد الدولي, وساعتها عجلة الإنتاج ح تدور أكيد, بس ح تدوس علي رقبة الشعب اللي ثار علي التبعية والاستبداد والفساد, وقلنا كمان ان السكتين دول بيوصّلوا لبعض, وح نلاقي نفسنا في النهاية زي العبيد متسلسلين, وشايلين خيرات بلدنا وخيرات العرب كلهم, وبنحطها ف خزاين العفريت الشراني العجوز, اللي بيتعطف ويتكرم علينا ويرمي لنا حسنة علي طريقة الباشا ف غزل البنات: مرزوق افندي.. ادي له حاجة (علي رأي أخونا الدكتور حسام عيسي). قلت له: ماشي يا عم الجنرال, نخش بقي علي سكة السلامة, اللي هيه ايه بقي؟! قال: اللي هيه سكة الحلم والعلم, اللي شاور لنا عليها الشعب المصري العظيم في ثورة 25 يناير /30 يونيو, وفي الدستور اللي اتوافقنا عليه ورسم لنا سكة المستقبل, عشان نبني دولة حديثة ديمقراطية ذات سيادة, يعني ذات إرادة مستقلة, والشعب فيها سيد في وطن سيد, وده المسار الإجباري اللي لازم نمشي فيه, عشان نحقق – بالعلم – حلم الشعب في العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت راية العدالة الإجتماعية.
قلت له ودي نروح لها ازاي ومنين؟! قال: بالمصالحة الوطنية الحقيقية, وانا طبعا ما اقصدش المصالحة بين فلول مبارك اللي لسه معششين في الدولة وبين الإخوان المجرمين, دول كلهم خلاص الشعب رماهم في قعر مزبلة التاريخ, انا قصدي المصالحة الوطنية بين ثوار يناير وثوار يونيو, دي هيه القوي الحية للمجتمع المصري بجد, وده مش ح يحصل إلا بإعلان الرياسة القطيعة النهائية مع دولة مبارك وكهنة نظامها الأمني والاقتصادي اللي لسه بيتنططوا في الصورة, والكلام الحلو مش كفاية في المسألة دي, ومش ممكن تنبني المصالحة الوطنية إلا بعد إجراءات العدالة الانتقالية اللي تحاسب كل اللي شاركوا في الفساد أو الاستبداد أو الخيانة في كل العهود السابقة, ما هو الشرط الوحيد اننا نقدر نخش لسكة السلامة, هو الوحدة الوطنية, والمشاركة الشعبية, والشرط ده مش ح يتحقق إلا إذا أسسنا دولة القانون اللي بتساوي بين المواطنين, والمشاركة الشعبية مش ح تحصل إلا إذا أعدنا النظر في القوانين المنظمة للحقوق والحريات علي مقاس الدستور اللي اتوافقنا عليه, واستعدنا شباب ثورة يناير للصف الوطني, ماهي ما تركبش علي بعض ازاي احنا ح نبني للمستقبل, والشباب اللي همه عماد المستقبل مرميين في السجون بتهم لفقتها لهم أجهزة النظام القديم, قاطعت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقلت : أظن الشعب المصري أعلن بقوة عن رغبته في المشاركة الشعبية لبناء المستقبل, لما الطبقات الشعبية والمتوسطة ساهمت بأكبر قسط في سندات مشروع القناة, وأظن ان اللي يرمي حموله علي ربه وشعبه ما يغلبش وما ينضامش أبدا..
ضحك صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقال: علي رأيك.. أهو الشعب رمي بياضه, وأعلن انه واثق في قيادته السياسية, مش باقي إلا ان القيادة تثق في شعبها, وتاخده لسكة السلامة, وقبل ما اقول لصاحبي الجنرال: اللي هيه ازاي يعني, لقينا بقية الشلة وصلوا واتقطم الكلام, وغرقنا في السلامات وفي الأحضان.
ذكري عمار
النهاردة الذكري السنوية لرفيق الحلم والمشوار: عمار الشريعي, ومن امبارح وانا باستقبل تليفونات من الزملا والأصدقاء العاملين في الصحافة أو الإذاعة أو محطات التلفزيون, بيطلبوا مني المشاركة في إحياء الذكري, وانا باعتذر بأقصي ما استطيع من أدب ولياقة, لأني – بصراحة – مش باحب طريقة احتفالنا بذكري الأعلام من مبدعينا الكبار اللي زي عمار, ودول مش كتار في عالم الموسيقي والغناء, من سيد درويش لعبد الوهاب للقصبجي والسنباطي وزكريا, لفوزي وصدقي والشريف, للموجي والطويل وبليغ, وصولا لعمار الشريعي وأبناء جيله, وأحلي حاجة بتعملها الإذاعات والتلفزيونات في مثل هذه الاحتفاليات, انها بتخصص اليوم كله لإبداعات صاحب الذكري, مع بعض اللقاءات والحوارات اللي لا بتودي ولا بتجيب, مع بعض الشخصيات اللي تصادف انها قابلت أو عرفت أو حتي اشتغلت مع صاحب الذكري, وكتير من هذه اللقاءات والحوارات سطحية, وبعضها مليء بالإدعاءات والأمجاد الشخصية الوهمية, والقليل منها اللي ممكن يزيدنا معرفة بصاحب الذكري وإبداعاته, وانا نِفسي ومُني عيني, ان الاحتفاليات دي تبقي فرصة مناسبة للارتقاء بالذائقة الفنية لجمهور الموسيقي والغناء, وده مش ح يتم إلا إذا توافرت مجموعة من الدارسين العارفين بأمور الميوزيكولوجي (ودول موجودين في معاهدنا الموسيقية) علي أعمال الأعلام دول, يدرسوها ويحللوها ويقولوا لنا مين عمل ايه ؟ ومين أضاف إيه؟, من وجهة نظر علوم الموسيقي, ولحد ما ده يحصل, ح تفضل الساحة مباحة لكل مين هب ودب, ولكل اللي غاويين يفتوا بغير علم, وح يفضل عشاق الفن وأعلام المبدعين, بيحتفلوا بذكري اللي بيحبوهم بطريقتهم الخاصة, وح افضل انا باحتفل بذكري عمار.. مع نفسي, ودي مقتطفات من القصيدة اللي كتبتها في وداعه, باهديها له في ذكراه.
صحبة ورد.. لأحلي صحبة
(إلي روح شقيق الروح
رفيق الحلم والمشوار: عمار)
يا خيّ روحي.. يا روح حرة..
.. يا كروان زماني..
مع مين ح افضفض وابوح..
..اذا زماني رماني؟!
ح تروح ورا الريح.. وانوح..
..عليك انا والأغاني..
وازاي يا صاحبي تروح..
وانا اعيش وما اشوفكش تاني؟!!

ما بقيتش عارف ح اغني ازاي؟
..ولا مع مين..!
وانا كنت اغمغم ساعات..
..في سري.. تسمعني
والكلمة تنده علي النغمة..
..تقول: نعمين..
ويشبعوا ببعض..
..وانت تقول.. تشبَّعني
عطشان يا عمار..
..يا ربي بصاحبي تجمعني

في ايامك الأخرانية..
..كنا نتهاتف..
..أكتر ما نتلاقي.
كده زي ماتقول..
هتف لي هاتف:
..أنا خايف..
من فقده, وف عقل بالي
..نوَّرِت طاقة:
أحسن, عشان قلبي يتعوّد..
..علي غيابه!!!
واهو غاب, وقلبي مال بي لرحابُه
وشفتهلسه مع النغمات بيتشاقي
وماشي يتساقي نشوتها.. مع اصحابه.
انا قلت:
عمار ده حلم, بانام وباصحي بُه

الأعمي مش أعمي..
..حين يدِّي العمي حَقُّه !
بيشوف بودنه..
..وإيده تشق له الظلمات..
ينور الله بصيرته.. يعشقوه خلقه
ويعيش معاهم..
..ويبقي ان مات كأنه مامات

جيتني في منام..من ليالي..
..وقلت : تعَالَي لِي
ونادي لي شمس ابن بنتي..
..وإيده شايلة لي..
ورداية حمرة..
.. وجمرة طاهرة بتلالي
احتار خيالي..
..وتاه في جبالي وتلالي.
ده غالي وده غالي..
..ندهة مين حتحلَي لي ؟!!!

من يوم ماشفتك..
..باشوف زي انت ما بتسمع !
وانت بتسمع..
كأنك شفت بعينيا..
ألاقي للدهشه في وشك..
.عيون تلمع..
ويشقشق اللحن..
صافي القلب والنية
تقولش أسراب حمام..
..كانت في بِنِّية
ورفرفت..رشرشت..
ع الدنيا حِنِّية

غنّينا للدنيا أحلامكو أوجاعي
وبنينا في الريح سفينة..
.. تجري بشراعك!
عشان كده..
.. كنت اشوف اللحن ده بتاعي
والشعر ده بتاعك
وقلبي ساعك..
..وكنا إن دعي الداعي
بنلاقي روحنا في إيقاعي وإبداعك

أنا كنت اشوفك تلحّن..
..اقول عليك رسّام,
الفُرشة في إيديك..
..بتغمسها في ألوان صوت
وتكوّن اللون..
بروح حرة, ومشاعر خام
وتدور بخفة..
.علي لوحة السكوت في خطوط
تسكنّا دهشة..ونشوة..
..وشوق شَهي.. وأحلام
والنور يفحفح..
..تفتَّح وردة الملكوت
وتنتصر فينا الحياه ع الموت

الدنيا ماشية ف طريقها..
..واللي بيعودوا..
لزمن ما فهموش سماحة حكمته وروحه
ح يروحوا فين من شبابنا..
..اللي صلب عودُه
وماخافش من ليل شتاه..
..ببروقه ورعوده..
ووقف يغني..
وصاحبي يصاحبه علي عوده..
ربيعنا راجع يداوي جروحنا وجروحه
والظلم تهوي صروحه..
...وينكفي جنوده
والضلمة تنزاح..
..ونسل ابو جهل ح يروحوا

الناس نيام..
..واذا ماتوا..قاموا وانتبهوا
يعني انتبه لي ياصاحبي..
..وشوف بقي احنا مين؟!
روحين شقايق..
..وعصفور نور لقي شَبَهُه..
طُلنا العلالي..
.. برغم ان السنين غايمين!!

وانا باحضن ابنك مراد..
..انحاش وضاع صوتي!
خايف يا صاحبي..
..بموتك يبتدي موتي

ما هي ناس توصل في ناس..
.. وكلنا مروّحين
وكل حي ف ميعاده..
حين يحين الحين
بس احنا.. حتي ان رحلنا..
.. برضه مش رايحين !
ح نعيش في ريم.. وف مراد..
وف دندنات الولاد
بغنوة فارشة علي ممشي الشقا..
.. رياحين
»‬فأما الزبد فيذهب جُفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»
صدق الله العظيم
سكة السلامة.. مسار إجباري
من غير سابق اتفاق, لقيت نفسي رايح القهوة قبل ميعاد لقاءنا الأسبوعي بساعة, ولقيت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد في انتظاري, وبعد السلامات والأحضان قعدنا وقال: المرة اللي فاتت اتكلمنا عن سكة الندامة وسكة اللي يروح ما يرجعش, وقلنا ان سكة اللي يروح ما يرجعش ح ترجعنا للنظام المعفن اللي ثرنا عليه مع بعض التحسينات (من باب الصدقة والإحسان علي الشعب الغلبان!), وقلنا ان سكة الندامة اننا نرمي حمولنا علي لصوص عصر الفساد, والمستثمرين العرب والأجانب, ونعمل الإصلاح الاقتصادي بمواصفات صندوق النقد الدولي, وساعتها عجلة الإنتاج ح تدور أكيد, بس ح تدوس علي رقبة الشعب اللي ثار علي التبعية والاستبداد والفساد, وقلنا كمان ان السكتين دول بيوصّلوا لبعض, وح نلاقي نفسنا في النهاية زي العبيد متسلسلين, وشايلين خيرات بلدنا وخيرات العرب كلهم, وبنحطها ف خزاين العفريت الشراني العجوز, اللي بيتعطف ويتكرم علينا ويرمي لنا حسنة علي طريقة الباشا ف غزل البنات: مرزوق افندي.. ادي له حاجة (علي رأي أخونا الدكتور حسام عيسي). قلت له: ماشي يا عم الجنرال, نخش بقي علي سكة السلامة, اللي هيه ايه بقي؟! قال: اللي هيه سكة الحلم والعلم, اللي شاور لنا عليها الشعب المصري العظيم في ثورة 25 يناير /30 يونيو, وفي الدستور اللي اتوافقنا عليه ورسم لنا سكة المستقبل, عشان نبني دولة حديثة ديمقراطية ذات سيادة, يعني ذات إرادة مستقلة, والشعب فيها سيد في وطن سيد, وده المسار الإجباري اللي لازم نمشي فيه, عشان نحقق – بالعلم – حلم الشعب في العيش بحرية وكرامة إنسانية تحت راية العدالة الإجتماعية.
قلت له ودي نروح لها ازاي ومنين؟! قال: بالمصالحة الوطنية الحقيقية, وانا طبعا ما اقصدش المصالحة بين فلول مبارك اللي لسه معششين في الدولة وبين الإخوان المجرمين, دول كلهم خلاص الشعب رماهم في قعر مزبلة التاريخ, انا قصدي المصالحة الوطنية بين ثوار يناير وثوار يونيو, دي هيه القوي الحية للمجتمع المصري بجد, وده مش ح يحصل إلا بإعلان الرياسة القطيعة النهائية مع دولة مبارك وكهنة نظامها الأمني والاقتصادي اللي لسه بيتنططوا في الصورة, والكلام الحلو مش كفاية في المسألة دي, ومش ممكن تنبني المصالحة الوطنية إلا بعد إجراءات العدالة الانتقالية اللي تحاسب كل اللي شاركوا في الفساد أو الاستبداد أو الخيانة في كل العهود السابقة, ما هو الشرط الوحيد اننا نقدر نخش لسكة السلامة, هو الوحدة الوطنية, والمشاركة الشعبية, والشرط ده مش ح يتحقق إلا إذا أسسنا دولة القانون اللي بتساوي بين المواطنين, والمشاركة الشعبية مش ح تحصل إلا إذا أعدنا النظر في القوانين المنظمة للحقوق والحريات علي مقاس الدستور اللي اتوافقنا عليه, واستعدنا شباب ثورة يناير للصف الوطني, ماهي ما تركبش علي بعض ازاي احنا ح نبني للمستقبل, والشباب اللي همه عماد المستقبل مرميين في السجون بتهم لفقتها لهم أجهزة النظام القديم, قاطعت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقلت : أظن الشعب المصري أعلن بقوة عن رغبته في المشاركة الشعبية لبناء المستقبل, لما الطبقات الشعبية والمتوسطة ساهمت بأكبر قسط في سندات مشروع القناة, وأظن ان اللي يرمي حموله علي ربه وشعبه ما يغلبش وما ينضامش أبدا..
ضحك صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد وقال: علي رأيك.. أهو الشعب رمي بياضه, وأعلن انه واثق في قيادته السياسية, مش باقي إلا ان القيادة تثق في شعبها, وتاخده لسكة السلامة, وقبل ما اقول لصاحبي الجنرال: اللي هيه ازاي يعني, لقينا بقية الشلة وصلوا واتقطم الكلام, وغرقنا في السلامات وفي الأحضان.
ذكري عمار
النهاردة الذكري السنوية لرفيق الحلم والمشوار: عمار الشريعي, ومن امبارح وانا باستقبل تليفونات من الزملا والأصدقاء العاملين في الصحافة أو الإذاعة أو محطات التلفزيون, بيطلبوا مني المشاركة في إحياء الذكري, وانا باعتذر بأقصي ما استطيع من أدب ولياقة, لأني – بصراحة – مش باحب طريقة احتفالنا بذكري الأعلام من مبدعينا الكبار اللي زي عمار, ودول مش كتار في عالم الموسيقي والغناء, من سيد درويش لعبد الوهاب للقصبجي والسنباطي وزكريا, لفوزي وصدقي والشريف, للموجي والطويل وبليغ, وصولا لعمار الشريعي وأبناء جيله, وأحلي حاجة بتعملها الإذاعات والتلفزيونات في مثل هذه الاحتفاليات, انها بتخصص اليوم كله لإبداعات صاحب الذكري, مع بعض اللقاءات والحوارات اللي لا بتودي ولا بتجيب, مع بعض الشخصيات اللي تصادف انها قابلت أو عرفت أو حتي اشتغلت مع صاحب الذكري, وكتير من هذه اللقاءات والحوارات سطحية, وبعضها مليء بالإدعاءات والأمجاد الشخصية الوهمية, والقليل منها اللي ممكن يزيدنا معرفة بصاحب الذكري وإبداعاته, وانا نِفسي ومُني عيني, ان الاحتفاليات دي تبقي فرصة مناسبة للارتقاء بالذائقة الفنية لجمهور الموسيقي والغناء, وده مش ح يتم إلا إذا توافرت مجموعة من الدارسين العارفين بأمور الميوزيكولوجي (ودول موجودين في معاهدنا الموسيقية) علي أعمال الأعلام دول, يدرسوها ويحللوها ويقولوا لنا مين عمل ايه ؟ ومين أضاف إيه؟, من وجهة نظر علوم الموسيقي, ولحد ما ده يحصل, ح تفضل الساحة مباحة لكل مين هب ودب, ولكل اللي غاويين يفتوا بغير علم, وح يفضل عشاق الفن وأعلام المبدعين, بيحتفلوا بذكري اللي بيحبوهم بطريقتهم الخاصة, وح افضل انا باحتفل بذكري عمار.. مع نفسي, ودي مقتطفات من القصيدة اللي كتبتها في وداعه, باهديها له في ذكراه.
صحبة ورد.. لأحلي صحبة
(إلي روح شقيق الروح
رفيق الحلم والمشوار: عمار)
يا خيّ روحي.. يا روح حرة..
.. يا كروان زماني..
مع مين ح افضفض وابوح..
..اذا زماني رماني؟!
ح تروح ورا الريح.. وانوح..
..عليك انا والأغاني..
وازاي يا صاحبي تروح..
وانا اعيش وما اشوفكش تاني؟!!

ما بقيتش عارف ح اغني ازاي؟
..ولا مع مين..!
وانا كنت اغمغم ساعات..
..في سري.. تسمعني
والكلمة تنده علي النغمة..
..تقول: نعمين..
ويشبعوا ببعض..
..وانت تقول.. تشبَّعني
عطشان يا عمار..
..يا ربي بصاحبي تجمعني

في ايامك الأخرانية..
..كنا نتهاتف..
..أكتر ما نتلاقي.
كده زي ماتقول..
هتف لي هاتف:
..أنا خايف..
من فقده, وف عقل بالي
..نوَّرِت طاقة:
أحسن, عشان قلبي يتعوّد..
..علي غيابه!!!
واهو غاب, وقلبي مال بي لرحابُه
وشفتهلسه مع النغمات بيتشاقي
وماشي يتساقي نشوتها.. مع اصحابه.
انا قلت:
عمار ده حلم, بانام وباصحي بُه

الأعمي مش أعمي..
..حين يدِّي العمي حَقُّه !
بيشوف بودنه..
..وإيده تشق له الظلمات..
ينور الله بصيرته.. يعشقوه خلقه
ويعيش معاهم..
..ويبقي ان مات كأنه مامات

جيتني في منام..من ليالي..
..وقلت : تعَالَي لِي
ونادي لي شمس ابن بنتي..
..وإيده شايلة لي..
ورداية حمرة..
.. وجمرة طاهرة بتلالي
احتار خيالي..
..وتاه في جبالي وتلالي.
ده غالي وده غالي..
..ندهة مين حتحلَي لي ؟!!!

من يوم ماشفتك..
..باشوف زي انت ما بتسمع !
وانت بتسمع..
كأنك شفت بعينيا..
ألاقي للدهشه في وشك..
.عيون تلمع..
ويشقشق اللحن..
صافي القلب والنية
تقولش أسراب حمام..
..كانت في بِنِّية
ورفرفت..رشرشت..
ع الدنيا حِنِّية

غنّينا للدنيا أحلامكو أوجاعي
وبنينا في الريح سفينة..
.. تجري بشراعك!
عشان كده..
.. كنت اشوف اللحن ده بتاعي
والشعر ده بتاعك
وقلبي ساعك..
..وكنا إن دعي الداعي
بنلاقي روحنا في إيقاعي وإبداعك

أنا كنت اشوفك تلحّن..
..اقول عليك رسّام,
الفُرشة في إيديك..
..بتغمسها في ألوان صوت
وتكوّن اللون..
بروح حرة, ومشاعر خام
وتدور بخفة..
.علي لوحة السكوت في خطوط
تسكنّا دهشة..ونشوة..
..وشوق شَهي.. وأحلام
والنور يفحفح..
..تفتَّح وردة الملكوت
وتنتصر فينا الحياه ع الموت

الدنيا ماشية ف طريقها..
..واللي بيعودوا..
لزمن ما فهموش سماحة حكمته وروحه
ح يروحوا فين من شبابنا..
..اللي صلب عودُه
وماخافش من ليل شتاه..
..ببروقه ورعوده..
ووقف يغني..
وصاحبي يصاحبه علي عوده..
ربيعنا راجع يداوي جروحنا وجروحه
والظلم تهوي صروحه..
...وينكفي جنوده
والضلمة تنزاح..
..ونسل ابو جهل ح يروحوا

الناس نيام..
..واذا ماتوا..قاموا وانتبهوا
يعني انتبه لي ياصاحبي..
..وشوف بقي احنا مين؟!
روحين شقايق..
..وعصفور نور لقي شَبَهُه..
طُلنا العلالي..
.. برغم ان السنين غايمين!!

وانا باحضن ابنك مراد..
..انحاش وضاع صوتي!
خايف يا صاحبي..
..بموتك يبتدي موتي

ما هي ناس توصل في ناس..
.. وكلنا مروّحين
وكل حي ف ميعاده..
حين يحين الحين
بس احنا.. حتي ان رحلنا..
.. برضه مش رايحين !
ح نعيش في ريم.. وف مراد..
وف دندنات الولاد
بغنوة فارشة علي ممشي الشقا..
.. رياحين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.