فعلا يستحقها جائزة أفضل مخرج بالمهرجان القومي للمسرح هذا العام، ليس فقط لأن مسرحيته المحاكمة (والتي قدمها علي المسرح القومي) تتمتع بجماليات فنية عالية كعرض مسرحي، ولكن لأن تكوين »طارق الدويري» يمنحه كمخرج استحقاقات عديدة، فهو شخصية مغامرة فنيا، له موقف ورؤية واضحة ومحددة، مخرج لا يخاف من التجربة، وربما يدعو الله ألا ينجيه منها... وفي اختياره لمسرحية جيروم لورانس (ميراث الريح) تأكيد للموقف وتأكيد للمغامرة، فالمسرحية تعالج استخدام الدين في السيطرة علي العامة، والصراع بين الفكر المستقل، والفكر التقليدي المحافظ، من خلال محاكمة مدرس خرج علي النص في تعليم تلامذته، باعمال العقل في النصوص المقدسة... عقل حر، أمام مجتمع لا يزال يردد (ماورثته عن أبي هو خير لي وكفاية). أتوقف أمام رؤية المخرج »طارق الدويري» الجمالية في توظيف عناصرالعرض، والتي بدت مبهرة واستعراضية، خاصة ديكور(محمد جابر) وموسيقي(تامركروان) وإضاءة(أبوبكر الشريف) واستخدام السينما التي أبدع في توظيفها داخل نسيج العمل المسرحي، من خلال لقطات مكبرة تحتل خلفية المسرح، لتأكيد مشاعر الشخصيات.... مزج المخرج وهو (المعد للنص)أيضا بين الفصحي والعامية، لكسر الإيهام، وليمنح المتفرج مساحة للتفكير والتأمل، نفس المنهج الذي استخدمه طوال العرض.. الانتقال من الصوت الحي للممثل، الي الصوت المسجل، ومن التمثيل فوق المسرح، الي النزول لجمهورالصالة، وتوزيع البطاقات عليه، وتسجيل موقفه من إدانة المدرس أم عدم إدانته.. لكن كسر الإيهام هنا بدا مجرد حليه شكلية، أو استعراض لمنهج، بينما رأي الجمهور أو ربما الجمهور نفسه لايهم كثيرا... كان جميلا بالفعل مشاركة الجمهور في الموقف، وفي الرؤية، وفي العرض المسرحي.. لكن للأسف كان شريكا وهميا، شريكا مستخدما دون فعل حقيقي.. ربما هي رؤية النص الأصلي، في إدانة جمهور يمتثل لتغييب العقل، لكنها يقينا تناقض موقف مخرج يراهن دائما علي طاقة هذا الشعب. فعلا يستحقها جائزة أفضل مخرج بالمهرجان القومي للمسرح هذا العام، ليس فقط لأن مسرحيته المحاكمة (والتي قدمها علي المسرح القومي) تتمتع بجماليات فنية عالية كعرض مسرحي، ولكن لأن تكوين »طارق الدويري» يمنحه كمخرج استحقاقات عديدة، فهو شخصية مغامرة فنيا، له موقف ورؤية واضحة ومحددة، مخرج لا يخاف من التجربة، وربما يدعو الله ألا ينجيه منها... وفي اختياره لمسرحية جيروم لورانس (ميراث الريح) تأكيد للموقف وتأكيد للمغامرة، فالمسرحية تعالج استخدام الدين في السيطرة علي العامة، والصراع بين الفكر المستقل، والفكر التقليدي المحافظ، من خلال محاكمة مدرس خرج علي النص في تعليم تلامذته، باعمال العقل في النصوص المقدسة... عقل حر، أمام مجتمع لا يزال يردد (ماورثته عن أبي هو خير لي وكفاية). أتوقف أمام رؤية المخرج »طارق الدويري» الجمالية في توظيف عناصرالعرض، والتي بدت مبهرة واستعراضية، خاصة ديكور(محمد جابر) وموسيقي(تامركروان) وإضاءة(أبوبكر الشريف) واستخدام السينما التي أبدع في توظيفها داخل نسيج العمل المسرحي، من خلال لقطات مكبرة تحتل خلفية المسرح، لتأكيد مشاعر الشخصيات.... مزج المخرج وهو (المعد للنص)أيضا بين الفصحي والعامية، لكسر الإيهام، وليمنح المتفرج مساحة للتفكير والتأمل، نفس المنهج الذي استخدمه طوال العرض.. الانتقال من الصوت الحي للممثل، الي الصوت المسجل، ومن التمثيل فوق المسرح، الي النزول لجمهورالصالة، وتوزيع البطاقات عليه، وتسجيل موقفه من إدانة المدرس أم عدم إدانته.. لكن كسر الإيهام هنا بدا مجرد حليه شكلية، أو استعراض لمنهج، بينما رأي الجمهور أو ربما الجمهور نفسه لايهم كثيرا... كان جميلا بالفعل مشاركة الجمهور في الموقف، وفي الرؤية، وفي العرض المسرحي.. لكن للأسف كان شريكا وهميا، شريكا مستخدما دون فعل حقيقي.. ربما هي رؤية النص الأصلي، في إدانة جمهور يمتثل لتغييب العقل، لكنها يقينا تناقض موقف مخرج يراهن دائما علي طاقة هذا الشعب.