حكاية الاستبداد ضد حرية الفكر في "المحاكمة"

داخل مسرح ميامي تعرض حاليا مسرحية "المحاكمة" إنتاج المسرح القومي وإعداد وإخراج "طارق الدويري" عن النص الأمريكي " ميراث الريح" للمؤلفين جيروم لورانس وروبرت لي وبطولة كل من أشرف عبد الغفور وأحمد فؤاد سليم ومصطفي طلبة وعماد الراهب وحمادة شوشة وسلمي الديب وسامح فكري وياسمين عبد العال وعاصم رأفت وعنان شراب وآخرين.. المسرحية من نوعية الدراما الواقعية وتدور أحداثها عن كيفية تحكم جماعة متطرفة في أفكارها علي شخص يعمل مدرساً بالسجن لمجرد اقتناعه بأفكار مغايرة لفكرها.
تتصاعد أحداث هذه المسرحية بمقدره محامي المدرس السجين علي إستنطاق محامي الإدعاء بأن الرب خلق الإنسان حراً وعلي الرغم من سير هذه المحاكمة في رجحان كفه هذا المدرس السجين إلا أن قاضي المحكمة ينطق بحكم يتنافس مع سير احداث هذه القضية وذلك بإعلان إدانته للمدرس المتهم وتغريمه غرامة مالية قدرها مائة جنيه فقط.
ومن خلال هذه المحاكمة التي أجريت داخل ساحة إحدي المدن نكتشف تفاصيل كثيرة تتعلق بمجموعة من الشخصيات المسرحية لا علاقة لها بالمحاكمة مما يؤكد إا الناس التي احتشدت في ساحة المدينة لمتابعة هذه المحاكمة مشغولة بقضاياه اليومية أكثر من القضايا العامة التي تهم المدينة.
يقول مخرج المسرحية طارق الدويري:
تعد المسرحية محاكمة للقمع الفكري لجماعة متطرفة منحازة دائما لفكرة واحدة ضد حرية الفكر الآخر معتقداً بذلك بإنها وحدها تمتلك الحقيقة المطلقة لهذا الكون.
وعن التعديلات التي أجريت علي نص المسرحية الأصل" يقول: قدمت إعداداً درامياً للمسرحية الأمريكية "ميراث الريح" اعتمد علي رؤية فنية تمس حال المجتمع المصري في لحظته المعاشة حاليا وذلك بإظهار المواقف الدرامية للأحداث بإسلوب التقطيع السينمائي سواء علي مستوي الصورة المسرحية أو الأفكار لتقريب معاني ومضامين الاحداث للمشاهدين.
ويقول الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح المصري: بصراحة مسرحية "المحاكمة" عرض فني مشرف يقول حكمة جريئة وهادفة تمجد حرية التفكير للإنسان المصري المعاصر.