عزيزتي أصبحت أحتقر نفسي ولم أعد أطيق أن أرى وجهي في المرآة، فأنا قد ارتكبت جريمة وإثم وأن أتجرع مرارة العقاب! في الحقيقة أنا لا أعرف هل أنا ضحية أم مجرمة.. لكن سأبدأ الحكاية من البداية، حيث تمردت منذ صغري على واقعي الأليم وكنت أريد أن أخرج إلى العالم بطموحي الذي كان عاليا، كنت الابنة الوحيدة لأسرتي مع أربعة إخوان من الذكور، كنت أعمل طوال عمري مثل النحلة لأساعد أمي لأحقق مطالب إخواني الذكور الذين كانوا يعتبرونني الخادمة الخاصة بهم. عرفت منذ البداية أن التعليم هو طريقي للخلاص، كنت أجتهد وأتفوق حتى استطعت دخول ثانوي عام ولكنني للأسف لم أحصل على مجموع عالي فدخلت إحدى الكليات النظرية وسط معارضة الأسرة التي خفف منها زواج آخى الأكبر وحضور زوجته لتساعد أمي بدلا منى وهو الأمر الذي جعل الأسرة توافق على التحاقي بالجامعة، واجتهدت إلى أقصى درجة وذات مرة فاتحت والدي وأسرتي بأنني أريد تغيير اسمي الذي كان قديما جدا ومثار سخرية وبالفعل نجحت في تغييره في النهاية ومضيت في تفوقي وذات يوم مشئوم خرجت في السادسة صباحا لأصور بعض الأوراق من زميلة لي وذهبت إلى مكتبة كنت أعرف أنها تفتح 24 ساعة. كانت في مبنى شبه مهجور قريب من السكن ناديت ثم دخلت وفجأة وجدت في وجهي شابين كل منهم في مثل حجمي ثلاث مرات. وقاموا بتهديدي بمطواة وقاموا بسحلي وضربي ووضع المطواة وتهديدي بها ثم قاموا بضربي على رأسي وفقدت الوعي. واستيقظت وآنا غارقة في دمائي ولاسيما جرح في وجهي مازالت آثاره حتى الآن. كل هذا لم يستغرق أكثر من ساعة، وقاموا بتهديدي بفضح آمري وقتلى وذهبت أغطى وجهي بحجابي الأسود وظللت يومين لم أخرج من غرفتي، ومضت بي الأيام شبه ميتة. ومازالت الندبة في وجهي تذكرني كلما نظرت في المرآة بمأساتي الأليمة ومازلت لا أعرف ماذا أفعل. لقد انتهيت يا سيدتي فهل هذا هو عقاب الله لي على تمردي على واقعي الفقير ورغبتي في الوصول إلى حياة عالية أنا لا أستحقها؟ أعرف أنني سأعيش في العار إلى الأبد ولكن ماذا أفعل؟ عزيزتي أنت لم ترتكبي جريمة فأحلامك كانت مشروعة وأنت لم تسلكي طريقا خاطئا فرغبتك في إكمال تعليمك ليست إثما تعاقبين عليه فرجاء لا تحملي نفسك مالا طاقة لك به. الجريمة هي ما ارتكبه هؤلاء الأشرار في حقك والذي لابد أن يعاقبوا بسببه ولابد أن تكوني إيجابية وتحمى نفسك وغيرك من أن يرتكب هؤلاء الأشرار جريمتهم معهم في المستقبل. وفى النهاية علينا أن نرضى بقضاء الله وقدره وأن نأخذ بالأسباب. لمراسلة الباب [email protected]