من السبب في ضيعة الاخلاق في مصر؟ هل الفضائيات التي وصلت –إحدي قنواتها- إلي حد تبرير فرحة الشعب بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسي، باعلان مذيعة القناة، ردا علي الحديث عن تحرش وحشي بفتاة في ميدان التحرير بقولها:الشعب بيهيص؟ أم بعض نخبة مصر ومثقفيها الذين يتبادلون أفظع السباب وأقذع الشتائم علي الشاشات، بشكل يبرر لمن لم يتلقوا أي قدر من التعليم من العاطلين والمنجدين ومبيضي المحارة( بعضهم بالطبع) أن ينتهكوا الحرمات والاعراض في ميدان التحرير وغيره. لقد وصل الامر بالكثير من دراما رمضان العام الماضي إلي حد كتابة تحذير قبل بدء المسلسل عن احتوائه لالفاظ ومشاهد خارجة لا يصح لمن هم دون الثامنة عشرة ان يشاهدوها أو يسمعوها، وهو شيء لم يكن ليرد يوما في خيال رواد التليفزيون الاوائل كتماضر توفيق وسعد لبيب وحمدي قنديل وسلوي حجازي. ولا في خيال مخرجي مسلسلات مثل »القاهرة والناس« و«رحلة المليون» وغيرهما ممن زرعوا قيما ايجابية في المصريين دون وعظ او ارشاد.في الثمانينيات خرج-عفو الخاطر- لفظ نابي من معلق رياضي خلال احدي المباريات وكانت النتيجة انه لم يعلق مرة اخري علي اي مباراة. بعض برامج «التوك شر» وليس «التوك شو» تتهافت الان علي استضافة كل من يسب بالام والاب بحجة انه «بيسخن» الحلقة.ولايهم ان تضيع الاخلاق او تداس القيم بالاحذية من اجل حفنة اعلانات.كثير من اولياء الامور يديرون محطات التليفزيون عندما يظهر علي الشاشة ضيوف معينون حتي لا يلتقط اطفالهم ألفاظهم النابية وتضيع هباء ساعات الجهد الطوال التي انفقوها علي تربيتهم. وليت الامر قد اقتصر علي الالفاظ السوقية والردح و«الشرشحة» وفحش القول لكن تعداه إلي المشاهد الخادشة للحياء مثل التركيز الدقيق علي تصوير العلاقة المثلية بين بطلتي مسلسل «موجة حارة» بجانب مشاهد الدعارة والعلاقات غير الشرعية و زني المحارم والعلاقات الجنسية دون زواج حتي ان بطلة مسلسل «قلوب» حملت سفاحا دون ان تدري من هو والد الجنين من كثرة علاقاتها الآثمة، وكانت كل مشكلتها إلي من تنسب الطفل، أما صديقاتها فقد وجدن الحل في سفرها لامريكا حتي يحصل الطفل غير الشرعي علي جنسية العم سام وهناك تنسب المولود إلي جده، فما هي الرسالة التي يريد المسلسل توصيلها لبناتنا وشبابنا؟.وان جاز للبعض ان يقول ان مثل هذه الحوارات قد يكون لها ما يبررها في الافلام السينمائية حيث انك تخرج لتحجز تذكرة السينما باختيارك الحر، فلا يجوز ان يقتحم هذا الانفلات اللفظي والتدني السلوكي كل البيوت دون استئذان عبر الشاشة الصغيرة. ولا تكون الحجة الدائمة ان هذا هو الواقع ونحن ننقله كما هو،لانه لو صح هذا القول، لكان الهدف من التليفزيون هو الهبوط بالذوق العام والنزول بالناس إلي درجة السوقية، لا ترقية الذوق والارتقاء به. منذ سنوات عديدة كان وصف السيدة الجميلة ب «المزه» لا يتفوه به إلا السوقة، الان اصبح وصفا عاديا علي لسان معظم الشباب، وللاسف فان تكرار كلمات ساقطة مثل «روح امك» «وحياة أمك» و«يا بن.......» في المسلسلات حولها من جمل وقحة إلي ألفاظ عادية، لو نهرت ابنك لانه يرددها، لرد عليك بانه كثيرا ماسمعها في التليفزيون، وبالتالي فإن أخطر ما تفعله الشاشة الصغيرة هو تعويد الناس علي المنكر إلي ان يصبح اعتياد هذا المنكر من الالفاظ والمشاهد، امرا يتم تلقائيا وعفويا دون ان يدري من ينطقه انه من أفحش الالفاظ. كان من الطبيعي بعد كل ما تهدم من قيم واخلاق ان نتحسر اليوم علي ضياع المروءة والشهامة التي عرف بها المصريون، فلم يتداع إلي نجدة فريسة التحرير سوي ضابط شهم عرض حياته للخطر كي ينقذها من انياب الذئاب الذين لم يقتدوا إلا بالنماذج السلبية في افلام «الالماني» و«عبده موته» و«إبراهيم الأبيض» وبنفس النماذج الوضيعة في مسلسل «البلطجي» فقد اصبحت هذه الشخصية التي تنهب وتغتصب وتسلب اغلي ما تملك الفتيات هي القدوة والمثل الاعلي لجمهرة من العاطلين واصحاب السوابق والبلطجية. انتهت شهامة ومروءة وجدعنة «ولاد البلد» الذين كانوا يعتبرون «بنت الحتة» اختهم اوابنتهم او زوجتهم لا يسمحون لغريب او قريب ان يمس شعرة منها. لقد ولي الزمن الجميل حين لم تسجل جريمة واحدة ايام حرب اكتوبر 1973، لا تحرش ولا اغتصاب او هتك عرض او قتل او حتي سرقة حبل غسيل، ماذا جري لاخلاق المصريين حتي فقدوا جدعنتهم وشهامتهم ومروءتهم التي اشتهروا بها في اغاثة الملهوف ونجدة المأزوم، زمان يا ويل الحرامي اذا وقع في حي شعبي، و«نهار» اسود علي من كان يعترض طريق بنت في الشارع، صرخة واحدة منها كانت كفيلة بأن تجمع امة لا إله إلا الله حولها، وهو هالك لا محالة ولا يمكن ان ينجو بفعلته، وهكذا كان مجتمع السبعينيات ينظف نفسه بنفسه دون حاجة حتي لمساعدة من الشرطة وبالتالي كان من يعاكس- ولا اقول المتحرش لان المجتمع المصري لم يكن يعرف في ذلك الوقت هذه الجريمة- يفكر الف مرة قبل ان يفعلها خوفا من مصير محتوم لن يعرف فيه «وشه من قفاه». والغريب انه في بداية السبعينيات كانت الموضة الشائعة هي الميني جيب والميكروجيب. ومع ذلك لم تسجل جريمة تحرش واحدة في هذا الوقت، (اليوم يهتكون عرض المحجبات). اذكر ان استاذنا الكاتب الراحل الكبير كمال عبد الرؤوف كان يدرس لنا مادة الترجمة الصحفية في السنة الاولي من كلية الاعلام جامعة القاهرة عام 1972، واحضر لنا برقية من وكالات الانباء عن تجمع عدد من الشباب في شارع قصر النيل وسيرهم وراء فتاتين كانتا ترتديان الميكروجيب، الامر الذي ادي إلي تدخل الشرطة، لا، لان احدا من الشباب تعرض لهما او مد يده ليلمسهما، ولكن لان هذا التجمع ادي إلي عرقلة المرور. كانت زميلاتنا في الكلية يرتدين الميني جيب والميكروجيب، ولم ينظر اي منا إليهن نظرة تطفل او معاكسة. كان من الطبيعي لمجتمع بمثل هذه القيم، في العام الذي سبق حرب اكتوبر، ان يلتف حول هدف واحد عندما اندلعت المعارك، وهو تحرير الارض، ليتحقق النصر، لانه وقتها لم يكن احد في مصر المحروسة يفكر في سفاسف الامور كالمعاكسة أو التحرش. ليت اخلاق هذه الايام تعود. نحتاج إلي التوحد مرة اخري حول هدف سام او مشروع قومي فالخير في هذه الامة إلي يوم الدين، لكنها تحتاج من وقت إلي آخر إلي من يزيل الغشاوة التي رانت علي القلوب والعقول والعيون. نحتاج إلي فارس يحيي الدين ويعلي الراية في فلسطين، كما يشدو ايمان البحر درويش. نحتاج إلي من يقودنا لنسير علي نهج رسولنا الكريم «أقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم اخلاقا، الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون»، فقد كانت رسالته وثورته لهدف واحد «انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق» فكان من الطبيعي ان يزكيه ربه «وانك لعلي خلق عظيم» «كنت هاقولها» : لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدي الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل(عمر بن الخطاب) قد يحوزُ الإِنسانُ علماً وفَهْماً... وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي. ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ ... خوفُ أصحابِها من النقادِ - وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ ... عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ( الزهاوي) رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه علي هذا العالم(البير كامو). ليست الأخلاق أن تكون صالحا فحسب، بل أن تكون صالحا لشيء ما(هنري ديفيد ثورو). إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع في يده سلطة ثم انظر كيف يتصرف(ألبرتو مورافيا). زر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الأخلاق، و زر المستشفي مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة، و زر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة، و زر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل، و زر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة(مصطفي السباعي). خير البر عاجله: بعد أن وصل سعر كيلو قمر الدين إلي مائة جنيه، سموه قمر الدنيا، فالدين منه براء. «يا أهل التوك شو دماغنا وجعنا، شهر سكوت لله». لماذا لا تستغلوا شهر رمضان المعظم في هدنة لاراحة المصريين من صراع الديكة اليومي الذي لم يتوقف علي مدي ثلاث سنوات.اطمئنوا المسلسلات تضمن نهرا لا ينضب من الاعلانات. من السبب في ضيعة الاخلاق في مصر؟ هل الفضائيات التي وصلت –إحدي قنواتها- إلي حد تبرير فرحة الشعب بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسي، باعلان مذيعة القناة، ردا علي الحديث عن تحرش وحشي بفتاة في ميدان التحرير بقولها:الشعب بيهيص؟ أم بعض نخبة مصر ومثقفيها الذين يتبادلون أفظع السباب وأقذع الشتائم علي الشاشات، بشكل يبرر لمن لم يتلقوا أي قدر من التعليم من العاطلين والمنجدين ومبيضي المحارة( بعضهم بالطبع) أن ينتهكوا الحرمات والاعراض في ميدان التحرير وغيره. لقد وصل الامر بالكثير من دراما رمضان العام الماضي إلي حد كتابة تحذير قبل بدء المسلسل عن احتوائه لالفاظ ومشاهد خارجة لا يصح لمن هم دون الثامنة عشرة ان يشاهدوها أو يسمعوها، وهو شيء لم يكن ليرد يوما في خيال رواد التليفزيون الاوائل كتماضر توفيق وسعد لبيب وحمدي قنديل وسلوي حجازي. ولا في خيال مخرجي مسلسلات مثل »القاهرة والناس« و«رحلة المليون» وغيرهما ممن زرعوا قيما ايجابية في المصريين دون وعظ او ارشاد.في الثمانينيات خرج-عفو الخاطر- لفظ نابي من معلق رياضي خلال احدي المباريات وكانت النتيجة انه لم يعلق مرة اخري علي اي مباراة. بعض برامج «التوك شر» وليس «التوك شو» تتهافت الان علي استضافة كل من يسب بالام والاب بحجة انه «بيسخن» الحلقة.ولايهم ان تضيع الاخلاق او تداس القيم بالاحذية من اجل حفنة اعلانات.كثير من اولياء الامور يديرون محطات التليفزيون عندما يظهر علي الشاشة ضيوف معينون حتي لا يلتقط اطفالهم ألفاظهم النابية وتضيع هباء ساعات الجهد الطوال التي انفقوها علي تربيتهم. وليت الامر قد اقتصر علي الالفاظ السوقية والردح و«الشرشحة» وفحش القول لكن تعداه إلي المشاهد الخادشة للحياء مثل التركيز الدقيق علي تصوير العلاقة المثلية بين بطلتي مسلسل «موجة حارة» بجانب مشاهد الدعارة والعلاقات غير الشرعية و زني المحارم والعلاقات الجنسية دون زواج حتي ان بطلة مسلسل «قلوب» حملت سفاحا دون ان تدري من هو والد الجنين من كثرة علاقاتها الآثمة، وكانت كل مشكلتها إلي من تنسب الطفل، أما صديقاتها فقد وجدن الحل في سفرها لامريكا حتي يحصل الطفل غير الشرعي علي جنسية العم سام وهناك تنسب المولود إلي جده، فما هي الرسالة التي يريد المسلسل توصيلها لبناتنا وشبابنا؟.وان جاز للبعض ان يقول ان مثل هذه الحوارات قد يكون لها ما يبررها في الافلام السينمائية حيث انك تخرج لتحجز تذكرة السينما باختيارك الحر، فلا يجوز ان يقتحم هذا الانفلات اللفظي والتدني السلوكي كل البيوت دون استئذان عبر الشاشة الصغيرة. ولا تكون الحجة الدائمة ان هذا هو الواقع ونحن ننقله كما هو،لانه لو صح هذا القول، لكان الهدف من التليفزيون هو الهبوط بالذوق العام والنزول بالناس إلي درجة السوقية، لا ترقية الذوق والارتقاء به. منذ سنوات عديدة كان وصف السيدة الجميلة ب «المزه» لا يتفوه به إلا السوقة، الان اصبح وصفا عاديا علي لسان معظم الشباب، وللاسف فان تكرار كلمات ساقطة مثل «روح امك» «وحياة أمك» و«يا بن.......» في المسلسلات حولها من جمل وقحة إلي ألفاظ عادية، لو نهرت ابنك لانه يرددها، لرد عليك بانه كثيرا ماسمعها في التليفزيون، وبالتالي فإن أخطر ما تفعله الشاشة الصغيرة هو تعويد الناس علي المنكر إلي ان يصبح اعتياد هذا المنكر من الالفاظ والمشاهد، امرا يتم تلقائيا وعفويا دون ان يدري من ينطقه انه من أفحش الالفاظ. كان من الطبيعي بعد كل ما تهدم من قيم واخلاق ان نتحسر اليوم علي ضياع المروءة والشهامة التي عرف بها المصريون، فلم يتداع إلي نجدة فريسة التحرير سوي ضابط شهم عرض حياته للخطر كي ينقذها من انياب الذئاب الذين لم يقتدوا إلا بالنماذج السلبية في افلام «الالماني» و«عبده موته» و«إبراهيم الأبيض» وبنفس النماذج الوضيعة في مسلسل «البلطجي» فقد اصبحت هذه الشخصية التي تنهب وتغتصب وتسلب اغلي ما تملك الفتيات هي القدوة والمثل الاعلي لجمهرة من العاطلين واصحاب السوابق والبلطجية. انتهت شهامة ومروءة وجدعنة «ولاد البلد» الذين كانوا يعتبرون «بنت الحتة» اختهم اوابنتهم او زوجتهم لا يسمحون لغريب او قريب ان يمس شعرة منها. لقد ولي الزمن الجميل حين لم تسجل جريمة واحدة ايام حرب اكتوبر 1973، لا تحرش ولا اغتصاب او هتك عرض او قتل او حتي سرقة حبل غسيل، ماذا جري لاخلاق المصريين حتي فقدوا جدعنتهم وشهامتهم ومروءتهم التي اشتهروا بها في اغاثة الملهوف ونجدة المأزوم، زمان يا ويل الحرامي اذا وقع في حي شعبي، و«نهار» اسود علي من كان يعترض طريق بنت في الشارع، صرخة واحدة منها كانت كفيلة بأن تجمع امة لا إله إلا الله حولها، وهو هالك لا محالة ولا يمكن ان ينجو بفعلته، وهكذا كان مجتمع السبعينيات ينظف نفسه بنفسه دون حاجة حتي لمساعدة من الشرطة وبالتالي كان من يعاكس- ولا اقول المتحرش لان المجتمع المصري لم يكن يعرف في ذلك الوقت هذه الجريمة- يفكر الف مرة قبل ان يفعلها خوفا من مصير محتوم لن يعرف فيه «وشه من قفاه». والغريب انه في بداية السبعينيات كانت الموضة الشائعة هي الميني جيب والميكروجيب. ومع ذلك لم تسجل جريمة تحرش واحدة في هذا الوقت، (اليوم يهتكون عرض المحجبات). اذكر ان استاذنا الكاتب الراحل الكبير كمال عبد الرؤوف كان يدرس لنا مادة الترجمة الصحفية في السنة الاولي من كلية الاعلام جامعة القاهرة عام 1972، واحضر لنا برقية من وكالات الانباء عن تجمع عدد من الشباب في شارع قصر النيل وسيرهم وراء فتاتين كانتا ترتديان الميكروجيب، الامر الذي ادي إلي تدخل الشرطة، لا، لان احدا من الشباب تعرض لهما او مد يده ليلمسهما، ولكن لان هذا التجمع ادي إلي عرقلة المرور. كانت زميلاتنا في الكلية يرتدين الميني جيب والميكروجيب، ولم ينظر اي منا إليهن نظرة تطفل او معاكسة. كان من الطبيعي لمجتمع بمثل هذه القيم، في العام الذي سبق حرب اكتوبر، ان يلتف حول هدف واحد عندما اندلعت المعارك، وهو تحرير الارض، ليتحقق النصر، لانه وقتها لم يكن احد في مصر المحروسة يفكر في سفاسف الامور كالمعاكسة أو التحرش. ليت اخلاق هذه الايام تعود. نحتاج إلي التوحد مرة اخري حول هدف سام او مشروع قومي فالخير في هذه الامة إلي يوم الدين، لكنها تحتاج من وقت إلي آخر إلي من يزيل الغشاوة التي رانت علي القلوب والعقول والعيون. نحتاج إلي فارس يحيي الدين ويعلي الراية في فلسطين، كما يشدو ايمان البحر درويش. نحتاج إلي من يقودنا لنسير علي نهج رسولنا الكريم «أقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم اخلاقا، الموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون»، فقد كانت رسالته وثورته لهدف واحد «انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق» فكان من الطبيعي ان يزكيه ربه «وانك لعلي خلق عظيم» «كنت هاقولها» : لا يعجبكم من الرجل طنطنته، ولكن من أدي الأمانة وكف عن أعراض الناس، فهو الرجل(عمر بن الخطاب) قد يحوزُ الإِنسانُ علماً وفَهْماً... وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي. ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ ... خوفُ أصحابِها من النقادِ - وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ ... عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ( الزهاوي) رجل بلا أخلاق هو وحش تم إطلاقه علي هذا العالم(البير كامو). ليست الأخلاق أن تكون صالحا فحسب، بل أن تكون صالحا لشيء ما(هنري ديفيد ثورو). إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع في يده سلطة ثم انظر كيف يتصرف(ألبرتو مورافيا). زر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الأخلاق، و زر المستشفي مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة، و زر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة، و زر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل، و زر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة(مصطفي السباعي). خير البر عاجله: بعد أن وصل سعر كيلو قمر الدين إلي مائة جنيه، سموه قمر الدنيا، فالدين منه براء. «يا أهل التوك شو دماغنا وجعنا، شهر سكوت لله». لماذا لا تستغلوا شهر رمضان المعظم في هدنة لاراحة المصريين من صراع الديكة اليومي الذي لم يتوقف علي مدي ثلاث سنوات.اطمئنوا المسلسلات تضمن نهرا لا ينضب من الاعلانات.