صراخ ..تعويل ..نساء متشحنا بالسواد .. ذعر ..هلع هكذا هو المشهد داخل مستشفى الهرم حيث قامت "الاخبار" بجوله داخل غرف مصابى الحادث الاليم لنجد حالة من الحزن والاسى خيمت على وجوه اسر مصابى حادث قطار دهشور والذى راح ضحيته 27 شخصا و اصابة 29 اخرين ليتحول الفرح الى مأتم فى ظلام الليل بمكان هادى لايسمع به صوت ولكنه فى تلك المرة تعالت فيه الاصوات مابين مصابين فى حالة خطيرة يلتقطون انفسهم الاخيرة واطفال اختفت من على وجوهم مظاهر البهجة بعد ان كانوا عائدون من فرح احد اقاربهم .. التقت "الاخبار" مع الناجون من الحادث المروع وتحدثنا مع ميرنا يعقوب التى فقدت والديها واثنين من خالتها وتحدثت والدموع تنهمر من اعينها قائلة " حرام عليكم .. عايزه بابا وماما .. نفسى اشوفهم ".. وقالت انها كانت نائمة بالاتوبيس وفجأة استيقظت على صراخ الجميع بالاتوبيس ولم ارى شئ اخر حتى عدت الى المستشفى وفى الغرفة رقم 23 كانت نوال حنا مالوكا 47 سنة خالت ميرنا وقالت فين اخواتى كان معايا 4 من اخواتى مش لاقيهم واضافت الى انهم كانوا فى احدى الافراح بمنطقة المعادى واثناء عودتنا الى منازلنا بمحافظة الفيوم وعبور الاتوبيس فجئنا بقدوم قطار بصورة سريعة وقام بالاصطدام بالاتوبيس لمسافة 2 كيلو وشهدت اشلاء الضحايا تتناثر على الارض وجثث تحت الانقاض ومصابين يستغيثون من اى شخص قائلين "الحقونا " وحصلت الاخبار على اسماء ضحايا هذه العائلة وهم ابراهيم حنا مالوكا واسحاق حنا مالوكا وسناء حنا مالوكا ويعقوب عبد الملاك ومارى حنا . "يبكى والدموع تغرق ملابسه"بهذه المشاعر والاحاسيس تحدث اسحاق فوزى 61 سنة مدير عام بمجلس مدينة الفيوم قائلا "فين باقى اسرتى يارب مايكنوش ماتوا زى الباقى والله كنا رايحين فرح ومش عارفين انها الفرحة الاخيرة و ان الموت يدق اجراسه الاخيرة فوق رؤسنا حيث كنا اقتربنا من الوصول الى الفيوم ورفض البعض ان ينام فى الاتوبيس لم أعلم ماذا حدث فالأمر لم يستغرق سوى لحظات قليلة حيث وجدت نفسى داخل المستشفى حيث ذهبنا لنفرح فعندنا بالأحزان والعزاء. "الحمد لله انا احسن من غيرى" بهذه الدعوة شكرا مينا اسحاق 24 سنة ربه لانقاذه من ذلك الحادث الرهيب مثلما حدث مع باقى افراد عائلته الذين جاءوا من محافظة الفيوم لحضور مراسم زفاف احد اقاربه متحدثا بلهجة شديدة الحزن لفقدانهم وقال انه ذهب معهم لحضور حفل الزفاف وقررت أن أجامل أقاربى وألتقط لهم صورا فى هذه المناسبة السعيدة ولم أعلم بأنها ستكون الصور الأخيرة اجلس على فراش المرض وعلى أمتار منى جثة أخى وهناك أخى الآخر يرقد مصاباً تقسمت الأحزان بيننا وأصبحت بمثابة القاسم المشترك ولكنه يبتسم حينما يتذكر ماحدث قائلا "لقد تم اصابتى بكسر بسيط بيدى مع وجود بعض الكدمات فى وجهى" قائلا "الحمد لله على كل شى" "حسبى الله ونعمة الوكيل " و " منه لله الى كان السبب " بهذه الدعوات روى فؤاد نادى والد الطفل ابانوب البالغ من العمر 8 سنوات و الدموع تنهمر من عينه حديثه قائلا "مكنتش اعرف انى هارجع من الفرح هاروح ادفن قريبى" فيقول انه كان ذاهبا هو واسرته لحضور حفل زفاف احد اقاربه بالمعادى وفى طريقه للفيوم كان القدر واقفا له بالمرصاد حيث استيقظ على اصوات الصراخ و العاويل عندما اصطدم القطار بالمينى باص الذى كان يستقله فاصابته غيبوبة لم يستيقظ منها الا وهو على فراش المستشفى وبجواره ابنه ابانوب الذى اصيب بعددة جروح فى الوجه والصدر والبطن .. ويتسال الوالد كيف لم يتواجد حراس للمزلقان فى ذلك الوقت ولماذا لم يتم غلقه بالسلاسل اثناء مرور القطار . "منه لله وربنا ينتقم من الى عمل كدة" هكذا كانت اول كلمة نطقتها "أم أبانوب" عندما سائلنها ماذا حدث قائلة" مش فاكرة إيه اللى حصل أنا كأنى فى كابوس فى لحظات القطار حطم الأتوبيس وفرق الجثث هنا وهناك ولقد رأيت المزلقان وهو مفتوح لكن القطار ظهر فجاة حيث نسى العامل أن يغلق الطريق. تحدث والد مينا رفعت فوزى البالغ من العمر 13 سنة بصوت منبوح والدماء تسيل من جبينه والحزن يخيم على وجه بعد ان كان منذ اقل من ساعة فى العرس لينتهى بحادث ماسوى قائلا اصيب ابنى بالعديد من الكدمات المنتشرة بجميع انحاء جسده ولم يقتصر الامر على ذلك بل تم اصابته بكسر مضاعف فى القدم لينتهى به الامر على سرير مستشفى يصرخ من شدة الالم قائلا "حسبى الله ونعمة الوكيل فى الى كان السبب "