عقد "مؤتمر البينات الكبيرة".. تحت شعار "لنبدع معاً بتقنيات جديدة"،خلال معرض جيتكس المنعقد حاليا في دبي. واشار فولكمار كوش، الشريك ونائب الرئيس لدي شركة الاستشارات الإدارية المتخصصة "بوز آند كو" أن الأحجام الهائلة والمتزايدة للبيانات المنظمة وغير المنظمة، المتولدة من عمليات الرقمنة، تدعو إلى تبني مجموعة من التقنيات والأساليب والتحليلات بهدف التعامل مع تلك البيانات تعاملاً فعالاً. وقال خلال كلمة ألقاها في المؤتمر: "يتم إرسال 2.9 مليون رسالة بريد إلكتروني في كل ثانية، ويتم تحميل 100 ساعة فيديو إلى الإنترنت كل دقيقة، وبحلول نهاية العام 2013 سيفوق عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت عدد سكان الأرض. لقد أصبحت البيانات أمراً لا يمكن تجنب النقاش حوله في مجالس الإدارات، في ظلّ الإدراك المتزايد لكبار المسؤولين التنفيذيين لأهمية البيانات في النهوض بأعمالهم والدخول بها في خضمّ معتركات جديدة ذات قيمة كبيرة". وأوضح كوش بأن هناك ثلاث خطوات رئيسية نحو تبني تقنيات البيانات الكبيرة، تتمثل أولاها في فهم الكيفية التي يمكن بها لاستراتيجية بيانات مدفوعة بالقدرة على إجراء التحليلات أن تساعد في تعزيز أداء الأعمال، وثانيتها العثور على مالك متميز داخل المنظمة لتسريع قدراتها على حفظ وتحليل البيانات الكبيرة، أما ثالثتها فتتمثل بإضافة قدرات جديدة للبيانات الكبيرة تحتضن العمليات وتحول النماذج العاملة وتحدد وتغذي المواهب المناسبة. وأضاف: "هناك حاجة ماسة إلى تغيير الثقافات في مؤسسة ما لصنع مزيد من القرارات المبنية على البيانات الصحيحة، ومن الضروري هنا بدء العمل بعدد من الفرص المحددة للتدليل على قيمة البيانات الكبيرة وأهميتها في المشاريع التجريبية واستقطاب المزيج المناسب من المواهب". واشار فرانسيس مود، الوزير البريطاني المكلف بشؤون مجلس الوزراء، إن مكتبه لجأ إلى تقنيات البيانات الكبيرة للمساعدة في إجراء مجموعة واسعة من الإصلاحات وتحسين الكفاءات في القطاع العام، بما يشمل تحسين الشفافية والمساءلة في الحكومة، وتعزيز كفاءة شراء السلع وإدارة الخدمات الحكومية، وخلق خدمة مدنية رقمية موحدة. وقال مود: "لقد قامت الثورة الصناعية الأولى على عوامل أساسية مثل الحديد والفحم والفولاذ، أما ثورة القرن الواحد والعشرين الصناعية والرقمية فإن ارتكازها الأساسي قائماً على البيانات. ويمكن للبيانات أن تحقق دفعاً كبيراً لمعدلات النمو إذا ما استخدمت بطريقة مبتكرة شاملة ودقيقة، حيث أنها ستمكن الشركات والمؤسسات من التركيز على احتياجات عملائها بشكل كبير ومراعاة تفضيلاتهم للخدمات الشخصية التي يتطلعون إليها. وأضاف: "كما يمكن للبيانات أن تلعب دوراً جوهرياً في المجالات العلمية على نطاق واسع، مع التأكيد أنه من الضروري الحرص على التعامل معها في هذا الحقل بكثير من المسؤولية والاهتمام". وهناك دلائل قوية على احتمال زيادة التمكّن من البيانات الكبيرة تمكناً سريعاً في الشرق الأوسط، في ضوء ما أشار إليه تقرير حديث لشركة "آي دي سي" المختصة في أبحاث سوق تقنية المعلومات، من أن أكثر من 40 بالمائة من رؤساء تقنية المعلومات في الشرق الأوسط قد حددوا نطاق استثماراتهم للعام 2013 ضمن تقنيات التحليلات والبيانات الكبيرة، وهو ما يمثل زيادة بثلاثة أضعاف في اهتمام الشركات بهذا المجال، بعد أن كان 12 بالمائة فقط من كبار التنفيذيين قد قالوا إنهم نفذوا تحليلات ومشاريع في تقنيات "البيانات الكبيرة" خلال العام الماضي 2012، وفقاً للشركة، التي تتوقع أن يزيد الإنفاق في أنحاء العالم على تقنيات "البيانات الكبيرة" من 3.2 مليار دولار في العام 2010 إلى 16.9 مليار دولار في 2015، أي بمعدل نمو سنوي مركّب قدره 40 بالمائة، أو سبعة أضعاف معدل النمو في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات كله. واوضح رونالد رافنسبيرغر، رئيس تقنية المعلومات لمبيعات حلول المؤسسات لدى "هواوي" ، إن أحجام البيانات تنمو بمعدلات هائلة سرعان ما تفقد معها التنظيم والهيكلية، مبيّناً أن تلك البيانات تشمل البث الفيديووي المباشر ومقاطع الفيديو والصور وتغذيات وسائل الإعلام الاجتماعي، وأضاف: "بدأت الشركات اليوم تدرك أن هذه البيانات يمكن أن تكون أصلاً من الأصول المهمة المولّدة للدخل وأن الاستخدام المبتكر لهذه المعلومات يقدّم ميزة تنافسية حقيقية إذا تمّ تخزينها وتأمينها بطريقة كفؤة". من جانبه، اعتبر بول دي?لين، مدير إدارة تحليلات الأعمال وقواعد بياناتها وتقنياتها لدى "إس إيه بي"، وأحد أبرز المتحدثين في المؤتمر، أن مجتمع الأعمال يمرّ اليوم في خضم تغيّرات تقنية واجتماعية واقتصادية عالمية كبرى، ممثلة في التحول من عصر المعلومات إلى عصر الذكاء، داعياً الشركات والمؤسسات إلى الاستعداد للتعامل مع موجة تسونامي هائلة من البيانات تتزايد كل يوم، قائلاً إن عليها أن تكون جاهزة للوصول إلى تلك البيانات وإدارتها واستخدامها كي تبقى فاعلة في إطار الابتكار والتنافسية. وأضاف دي?لين أن منصة "هانا" HANA المبنية على مفهوم الحوسبة ذات الذاكرة المتضمَّنة هي من بين تقنيات "إس إيه بي" الرئيسية التي من شأنها مساعدة الشركات على التعامل مع البيانات الكبيرة. وكان بيل ماكديرموت، الرئيس التنفيذي المشارك لدى »إس أيه بي«، قد وصف منصة "هانا" بأنها "المنتج البرمجي الأسرع نمواً في التاريخ". وكانت "إس إيه بي" قد أطلقت في وقت سابق من هذا العام حُزمة تطبيقات الأعمال المبنية على منصة "هانا"، التي تمثل تقنية فارقة غير مسبوقة عالمياً، والتي تدمجَ بين تطبيقات الإجراءات وحلول تحليل الأعمال ذات الذاكرة المتضمَّنة. ومن شأن هذا الابتكار أن يبسّط الهيكلية والعمليات في تقنية المعلومات لتمكين الشركات من تحقيق مستويات غير مسبوقة من السرعة وعمليات التحليل التنبؤية. وتتوافر حُزمة تطبيقات الأعمال المبنية على منصة "هانا" عبر خدمة السحابة المؤسسية لمنصة هانا من "إس أيه بي".