ضاقت به سبل الحياة فلم يجد إلا الموت طوقا للنجاة بعد أن فشل في الحصول علي عمل تاركا الدنيا التي تخبط بين جنباتها وفزع من أهوالها دون عون حيث تركته زوجته وفلذتي كبده وقرة عينه الصغيرتين وحيدا بمنزله الذي خيم عليه سكون المقابر. جلس الزوج منهارا فوق أقرب مقعد ورأسه مثقلة بالتساؤلات فصورت ابنتيه ذاتا العام ونصف والعامين لاتفارق مخيلته أثناء انصراف زوجته من عش الزوجية بعد مشادة كلامية طويلة حدثت بينهما لم تتوقفا عن البكاء والعويل ليتملكه الضعف الشديد وينهار في بكاء هستيري وبخطوات يشوبها الحزن والوهن محاولا تقبيل يديهما الصغيرتين الممتدة إليه لتنطلق الزوجة في الصراخ لتغلق باب الغرفة ليحول بينه وبينهن وليتخذ القرار الذي لا يعرفه أحد وبسرعة جنونية ودون تركيز توجه إلى درج منضدة المطبخ ويخرج حبل غسيل ويصعد فوق الكرسي ليعقد العقدة بقطعة الحديد المتدلية من السقف والتي ستريحه من هذه الدنيا بعد أن تركته أسرته التي أحبها حتى الجنون لفشله في الحصول على أي مصدر رزق لسد احتياجتهن. وبعد عدة أيام توجه صديق له ليفاجئه بعودة الزوجة وابنتيه فالطرقات على باب الشقة كان صداها سببا في تجمع الجيران وعلامات الاستفهام على وجه الجميع ليخترقهم احد الشباب ويقوم بكسر باب الغرفة لتجحظ العيون وتتوقف الأنفاس وسط صراخ هستيري أطلقته الزوجة وهي تقع مغشيا عليها لترتطم رأسها والصغيرتين بالأرض من هول الموقف فالزوج يتدلى جسده أسفل سقف الغرفة وزرقة الوجه المفزعة وجحوظ عينيه واللتان كاداتا أن تنفجرا بعد أن شنق نفسه. انتقل على الفور محمد صقر وكيل أول نيابة كرداسة لمعاينة جثة الزوج حيث قرر عرضها على الطب الشرعي وتحريات المباحث حول الواقعة.