بدأت فعليات أولى جلسات مؤتمر أطفال الشوارع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية مناقشة المحور الأول الذي جاء تحت عنوان : تشخيص الواقع والمنابع . وقد رأس الجلسة الأستاذ الدكتور محمود عودة , واشتملت على أربع ورقات بحثية تناولت الورقة الأولي للأستاذ الدكتور نبيل السمالوطي موضوع " أطفال الشوارع الأسباب والمخاطر والمواجهة :رؤية واقعية ", أشار خلالها إلي إننا أمام ظاهرة معقدة ومركبة ترتبط بالتحديات المستقبلية وبوضعية التخلف التي تعكس ضعف وتواضع مؤشرات الدولة تجاه المشاكل المتعلقة بالطفولة, كما أكد على أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سادت مصر في الآونة الأخيرة، ساهمت بطريق مباشر أو غير مباشر في إفراز وانتشار ظاهرة أطفال بلا مأوى. بينما ركزت الورقة الثانية للأستاذة الدكتورة عزة كريم على موضوع " الاتجار بأطفال الشوارع الأنماط والعوامل الفاعلة" ,أكدت خلالها على تعقد دراسة هذه الظاهرة نتيجة لتعدد العوامل المسببة لانتشارها ، فمنها ما هو خاص بالمجتمع بوجه عام ، ومنها ما هو خاص بأسره هؤلاء الأطفال ، ومنها ما هو خاص بأوضاع الأطفال أنفسهم . ومهما تعددت وتشابكت الأسباب فالنتيجة واحدة وهى تعرض هؤلاء الأطفال للانتهاك والاتجار والاغتصاب والمخاطر وفقدان الهوية ، ولايمكن أن يتبرأ المجتمع عامة من المسئولية التى أدت إلى انتشار هذه الظاهرة ، ومن أهمها ضعف أداء وظائف المؤسسات العاملة في مجال الضبط الاجتماعي (كالأسرة ، والمدرسة ، والمجتمع المحلى) ، والتنشئة غير السليمة التى جعلت هؤلاء الأطفال ضحية لمحترفي الإجرام (من الدعارة ، إلى السرقات والمخدرات ، وقد يصل الأمر إلى العنف السياسي). وأكدت الورقة على أن الحد من مشكلة أطفال الشوارع ومعالجة مشاكلهم الحالية يتطلب العديد من المواجهات منه ما هو قصير المدى يمكن تحقيقه سريعا مثل المواجهات الخاصة بإقامة قرية خاصة بهم ، وتعديل أسلوب التعامل داخل المؤسسات ، والقوافل الطبية والاجتماعية ومنها ما يحتاج إلى تطوير تدريجي مثل توفير عمل للعاطلين في الأسر ، وتوفير الإعانات ، ومنها ما قد يأخذ وقتا أطول مثل إزالة العشوائيات ، وتطوير التعليم ، وفى كل الحالات فالبداية السريعة ضرورية حتى لا يزداد عدد البلطجية والمجرمين والمنحرفين من الأطفال المقيمين في الشارع الذين يعرضون أنفسهم والمجتمع بأسره إلى الخطر. أما الورقة الثالثة للدكتور عبد الستار عشرة فقد ألقت الضوء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال: دور الشركاء الاجتماعيين في مواجهتها ,أكد من خلالها على أن معظم حالات عمالة الأطفال تتركز في القطاع غير المنظم , حيث يعمل في هذا القطاع بمصر حوالي 8 مليون عامل, وبلغ عدد العاملين في القطاع المنظم 6 مليون عامل, وان الخطورة تكمن في عدم إمكانية إحكام الرقابة على هذا القطاع, ومن ثم إهدار كافة حقوق العاملين به, سواء أطفال او بالغين , وطرحت الورقة لثلاث شركاء مجتمعيين تمثلوا في: النقابات العمالية النوعية وأصحاب الأعمال والحكومات. وجاءت الورقة الأخيرة في هذه الجلسة تحت عنوان " المجتمع المدني وظاهرة أطفال الشوارع نحو تجفيف منابع الظاهرة" للدكتورة مجدة إمام حسانين.. ركزت على توضيح دور منظمات المجتمع المدني(الجمعيات الأهلية ) في تجفيف منابع ظاهرة أطفال الشوارع كمدخل للحد من هذه الظاهرة من خلال الدور الفاعل الذي تقوم به وتناولت الورقة بعض التجارب الدولية التى نجحت في التصدي لها ومعالجتها . وعقب انتهاء الجلسة الأولي للمؤتمر تم عقد جلستين لمناقشة المحور الثاني الذي جاء تحت عنوان " الأبعاد الأمنية" وتضمنت المناقشات مجموعة من الأوراق البحثية خلال الجلسة الثانية للمؤتمر التي رأسها لواء أ.ح. محسن النعماني, وجاءت الورقة الأولي في هذه الجلسة للواء أ.ح. ممدوح حامد عطية تحت عنوان " ظاهرة أطفال الشوارع وأثرها على الأمن القومي المصري" أما الورقة الثانية فجاءت تحت عنوان, " الآليات الأمنية لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع" للواء الدكتور احمد جاد منصور, بينما تناولت الورقة الثالثة موضوع " ظاهرة أطفال الشوارع في ظل العولمة وأبعادها واليات مواجهتها مجتمعيا وامنيا" للواء الدكتور جمال توفيق, وجاءت الورقة الأخيرة تحت عنوان " دور شرطة السياحة والآثار في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع".للمقدم الدكتور محمد الديب. وتضمنت الجلسة الثالثة في محور الأبعاد الأمنية والرابعة في المؤتمر والتي رأسها لواء أحمد جاد منصور الموضوعات التالية " الرؤية الأمنية لظاهرة أطفال الشوارع في مصر",للواء أسامه راضي, و"البعد الأمني في مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع",للواء مجدي السيد عبد العاطي, و"أطفال الشوارع أطفال بلا مأوي وطن بلا مستقبل", للواء أشرف محمد أبو النصر, "وجهة النظر الأمنية في التعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع". للواء حسن السوهاجى. وانتهت فعاليات اليوم الأول بالجلسة الرابعة التى ناقشت المحور الثالث الذي جاء تحت عنوان "الأبعاد القانونية" وتضمن ثلاث أوراق بحثية تناولت الأولي: ظاهرة انتشار أطفال الشوارع في ضوء التشريع والواقع,للمستشار الدكتور محمد سكيكر, بينما تناولت الورقة الثانية البعد القانوني لقضية أطفال الشوارع, للمستشار اشرف حجازي, وركزت الورقة الثالثة على آليات الحالة الاجتماعية والجنائية لأطفال الشوارع للدكتورة هالة غالب.