دعا مجلس جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن وأعضاء اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو، إلي تحمل المسؤولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لمدينة القدسالمحتلة. وأدان البيان الصادر عن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين في دورتها غير العادية "المستأنفة" الأربعاء 11 سبتمبر بمقر الجامعة العربية لبحث تطورات الأزمة السورية وما يحدث في القدس من انتهاكات إسرائيلية يومية، هذه الانتهاكات الإسرائيلية العنصرية التي تتم بتوجيه من الحكومة الإسرائيلية. وأشار البيان إلى كثافة الاقتحامات الوحشية شبه اليومية من المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك بحماية الاحتلال الذي يشجع هذه الاقتحامات التي كان آخرها القرار الخطير لقائد شرطة إسرائيل أمس الذي سمح لليهود بدخول المسجد الأقصى، إلى جانب محاولات بناء كنيس أمام أبواب المصلى المرواني، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتهجير أهل المدينة، والتي تجسد جميعها منظومة سياسات رسمية اسرائيلية لتهويد المدينة والنيل من مقدساتها الاسلامية والمسيحية في تحد صارخ لكل الاتفاقيات والقواعد الدولية. وحذر من تفاقم خطورة هذا العدوان على المدينة المقدسة والانتهاكات السافرة لحرمة وقدسية المسجد المبارك، بما يهدد استقرار المنطقة لما تجسده المدينة من مكانة مقدسة لدى كافة الديانات التوحيدية. وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسة الخطيرة لما تمثله من إجهاض ونسف لجهود المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية الجارية برعاية أميركية وإفشال لعملية السلام، داعيا إلى الوقف الفوري للاعتداءات التي يتعرض لها رجال الدين المسيحيين والمسلمين والشخصيات الوطنية الفلسطينية في المدينة المقدسة، استنادا الى ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واتفاقية جنيف ذات العلاقة. كما دعا المجموعة العربية في الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو إلى العمل مع المجموعات الجغرافية والسياسية لتوضيح خطورة ما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى، مطالبا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بتوجيه رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الأمن، والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بهذا الشأن للتحرك الفوري لإلزام إسرائيل بوقف هذا الانتهاك للمدينة ومقدساتها فورا والالتزام الصارم بالقانون الدولي واتفاقية جنيف ذات العلاقة وخاصة في مدينة القدس. وطالب المجلس الأمين العام بدعوة سفراء دول الاتحاد الأوروبي وسفير الفاتيكان وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن للتنبيه لخطورة ما تقوم به إسرائيل في القدسالشرقية، واستمرارها في انتهاك القانون الدولي والإنساني واستباحتها لحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومنعها حرية العبادة، ومطالبتهم بسرعة التدخل لوقف استفزاز مشاعر المسلمين والمسيحيين وحثهم على التدخل لوقف هذا التصعيد. وجدد مجلس الجامعة في ختام بيانه تأكيده على مواقفه الثابتة بالتمسك باقامة الدول الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وعدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية الهادفة الى ضمها وتهويدها وتغيير طبيعتها الجغرافية والديموغرافية، وإدانة كافة البرامج والخطط السياسية الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية بشأن القدس، ودعوة المجتمع الدولي الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن. تجدر الإشارة إلى أن مجلس الجامعة وافق على طلب مندوب فلسطين في الجامعة بركات الفرا، بإضافة بند على جدول الأعمال فيما يخص الانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية المستمرة في القدس وخاصة المسجد الأقصى، وحظي طلب الفرا بموافقة ثلثي أعضاء المجلس، وذلك بعد مناقشة تطورات ومستجدات الأزمة السورية. يذكر أن مجلس الجامعة ينعقد برئاسة مندوب ليبيا في الجامعة العربية، عاشور بوراشد، الرئيس الحالي وبحضور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.