سلطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء علي انقسام دول الإتحاد الأوروبي حيال التدخل العسكري الغربي المحتمل ضد سوريا. وذكرت لوموند أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لن يناقشوا التطورات في سوريا قبل اجتماعهم غير الرسمي المقرر في السادس من الشهر المقبل في ليتوانيا. وفندت الصحيفة اليومية الفرنسية المواقف الأوروبية المتناقضة بشأن التدخل في سوريا حيث أشارت إلى أن الدنمارك تدعم بوضوح فكرة التدخل العسكري التي أثارتها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا ،فيما تدعو بلجيكا شركائها بتقديم أدلتهم فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية أما إيطاليا وبولندا وهولندا فيؤكدون على ضرورة الحصول على تفويض أممي قبل شن أي عملية في سوريا. وذكرت لوموند أن كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي يعتمدون مبدأ الحصول على تفويض من جانب الأممالمتحدة ومنذ فترة طويلة وذلك في إطار مبدأ احترام القانون الدولي ، مشيرة إلى أن كل اجتماع وزاري أوروبي بشأن المسألة السورية ينتهي بالدعوة إلى ضرورة الوصول إلى "حل سياسي". وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الانقسام الأوروبي بشأن سوريا ظهر جليا في شهر مارس الماضي حينما أثارت كل من باريس ولندن موضوع توريد الأسلحة إلى المعارضة، بخلاف الأسلحة "غير الفتاكة" التي تقدمها أوروبا. وعلى صعيد حلف الشمال الأطلنطي "الناتو" ،أشارت لوموند إلى اجتماع سفراء المنظمة الذي عقد أمس الأول حيث كانت المناقشات عامة بما فيه الكفاية لتجنب الخلافات في المواقف ، مضيفة انه وفي هذه المرحلة فإن مشاركة الناتو في العمل العسكري المحتمل ضد سوريا يبدو مستبعدا. واختتمت الصحيفة الفرنسية بقولها انه بعد أحداث حرب العراق في مارس 2003، والتدخل الفرنسي-البريطاني في ليبيا في عام 2011، وأيضا التدخل العسكري الفرنسي في مالي في يناير من العام الجاري.. يبدو أن أوروبا تقف مجددا عاجزة عن اتخاذ موقف موحد عندما ينبغي أن تنظر في الخيار العسكري.