2012- م 11:39:16 الاحد 25 - مارس فريدة عبدالستار سيدتى كم هى قاسية وطويلة ليالى الزوجة الشابة الوحيدة؟ قاسية للغاية ياسيدتى دعينى أروى لكى حكايتى الحزينة.. حكاية فتاة مسيحية كانت فى الرابعة والعشرين وتزوجت رجل من نفس ملتها فى الرابعة والأربعين. أرجوكى لاتظنى خطأ أن فارق السن هو قد يكون سبباً للمشكلة،ولكن المشكلة ياسيدتى أن هذا الزوج غير موجود فهو يعمل فى إيطاليا منذ سنوات بعيدة. وكان إتفاقنا قبل الزواج أن أسافر معه، ولكن ياسيدتى بدر منه ما أثار مخاوفى فعدلت عن الفكرة. سيدتى سأحكى لكى كل شيء كما حدث منذ أربع سنوات، منذ اللحظة التى تزوجنا فيها فى السفارة، ولحسن الحظ أننى لم أكلل زواجى، فأصبح من حقى أن أطلب الطلاق، وسأفعل ذلك. ولعلك تتساءلين عن سبب طلبى للطلاق؟ إنه البخل ..البخل فى العاطفة والكلمة الحلوة والإبتسامة والنظرة الدافئة، وحتى مصروف البيت، ناهيك عن أنه فظ يجرح مشاعرى بكلامه. ولكن المشكلة ياسيدتى الآن، أن لدى إبنا صغيرا منه، لم يتجاوز عمره الأعوام الثلاثة..وأنا لاأعرف كيف سأربيه وحدى فزوجى على الرغم من أنه لاينفق على إلا أنه يساهم فى الإنفاق على الصغير. ولعلك تتساءلين لماذا لاتصارحين زوجك فى كل مايؤرقك ؟ والحقيقة ياسيدتى أننى قد فعلت وكانت ردوده فى منتهى القسوة ومازالت مرارتها فى قلبى حتى الآن، لقد قال لى بالحرف الواحد "ولماذا أنفق عليكى وأنت فى مصر هل تريدين أن تلبسى وتتزينى لرجل غيرى..أنا لن أدفع شيئا". وأوغرت هذه الكلمات قلبى ضده وكانت تذكرة خروجه من قلبى. الآن ياسيدتى .. لم أعد أريد الحياة معه، ولم أعد أريد أن أسمع صوته، ولاأفتقد ملامحه،أريد أن أرحل عنه. ولاسيما أننى أشتاق فى الليالى الطويلة إلى رجل آخر غير هذا الزوج البعيد عن العين وعن القلب!. أرجوكى ساعدينى وقولى لى ماذا أفعل ولاسيما أن أهلى يحاولون إقناعى بأننى إذا ما كللت زواجى منه سيشعر بالإطمئنان وسيغير معاملته معى؟ سيدتى هناك منهجان للتعامل مع مشكلتك الأول إنساني بحت ومن هذا المنطلق أجد أن حياتك مع هذا الرجل وصلت إلى طريق مسدود ومن الأفضل أن تنفصلي وتبدئى حياتك من جديد قبل أن يقع المحظور وتجدين رجلا آخر وفي إطار غير لائق. وأما المنهج الآخر الذى يفضله أهلك فله مرجعية دينية فهم يأملون أن ينصلح حاله عندما يوقن أنه قدرك الوحيد في الحياة.. وبين هذين المنهجين أنت بحاجة إلى إلتقاط الأنفاس والتفكير العميق قبل إتخاذ قرار خطير في حياتك وحياة طفلك.