الكثير من الشباب المصري يقبل على الزواج ، وهو راغب في تدليل زوجتة إلا أن مشاكل الحياة تجلعة ينسى الفكرة ، فهل تهتم بتدليل زوجتك؟ وهل تمنحها بعضا من وقتك للاستماع لها ولمشاكلها ، هل فكرت يوما في مفاجأتها بهدية هل تمنحها العذر اذا ما اخطأت او فعلت شيئا لا تحبه ، بينكما امور مشتركة تحرص دائما على ان تمارساها معا حتى ولو كانت بسيطة ، والأهم من كل هذا هل حاولت ان تبني علاقة صداقة بينك وبينها ترتكزان عليها عندما يخف لهيب الحب والعاطفة المتأججة ، نرجوك ان تطرح هذه الاسئلة على نفسك وأن تحاول الإجابة عنها في هدوء حتى تحدد ما اذا كنت تدلل زوجتك وتهتم بها ، ام لا ، لأن العملية ما هي الا استثمار لسعادتك وراحتك في الكبر. فالظاهرة التي قد يلاحظها البعض في مجتمعاتنا العربية هي عدم وجود علاقة صداقة بين الزوج وزوجته عندما يكبران في السن ويتزوج الأولاد ويصبحان وحيدين ، بل هنا ما هو أدهى ، ففي الكثير من الأحيان ، تصبح العلاقة بينهما انتقام لا شعوريا من قِبل الزوجة على وجه الخصوص. فالزوج الذي كان في يوم من الايام شابا قويا ومسيطرا عليها من كل النواحي إلى حد أنها كانت تشعر معه بالسخط ، قد أصبح ضعيفا ، فتستقوي عليه وتبدأ في إذاقته بعضا من العذاب ، الذي ذاقته على يديه في يوم من الأيام. ومن منا لا يتذكر فيلم (اريد حلا) ، للكاتبة والصحافية حُسن شاه ، الذي تطرق إلى قصة امرأة تطلب الطلاق من زوجها بعد زواج ابنتهما ، وعندما يرفض تلجأ للقضاء للحصول على الطلاق ، والسبب انه لم يهتم بها في يوم من الأيام ، ولم يمنحها على طول فترة زواجهما الحب الذي كانت تحلم به ، وقالت ايضا انها صبرت فقط حتى تؤدي رسالتها مع ابنتها ، لكن الواقع يؤكد أيضا ان الزوج العربي لا يهتم بتدليل زوجته ومنحها بعض الاهتمام والعناية ، لأن الحياة الزوجية بالنسبة للبعض تنحصر في بينهما بالاولاد والتفكير في احتياجاتهم ومستقبلهم من دون ان يكلف نفسه عناء التفكير في احتياجات تلك الزوجة التي تتحمل الكثير من دون ان يكون لها حق المطالبة والتدليل. فالرجل الشرقي لا يهتم بدراسة نفسية المرأة واحتياجاتها والاسلوب الامثل للتعامل معها ، كما لا يدرك على سبيل المثال انه يصعب على المرأة التعبير عن مشاعرها الغاضبة او المحبطة تجاهه ، وتتحرج من مطالبته بالاهتمام بها والتعبير عن حبه لها. والنتيجة انه وبمرور السنوات تتجمد مشاعرها تجاهه ، وعندما يصلان الى مرحلة الشيخوخة ، التي يزداد فيها احتياج الرجل لمن يرعاه ، وتكون هي في حالة صحية تمكنها من رعاية بيتها ونفسها ، فإنها تبدأ في اهمال متطلباته ، او املاء رغباتها عليه. وقد يصل الأمر بها ، في بعض الاحيان ، الى طلب الخلع ، حسب بعض الحالات التي كانت فيها الزوجة المطالبة بالخلع في سن السبعين. الحب قبل الزواج لا يضمن للمرأة استمرار زوجها في الاهتمام بها هكذا بدأت لطيفة حديثها معنا وأضافت:" تزوجته بعد قصة حب جميلة ، وفي البداية كان يشعرني باهتمامه بالامور الصغيرة التي تسعد اي امرأة ، لكن شيئا فشيئا بدأ يهمل كل شيء احبه وبات سريع الغضب ، حتى شعرت انني محاصرة دائما ومخنوقة معه. كنت اخشى غضبه واتحاشاه بشتى الطرق ، بعدها سيطر الروتين على حياتنا حتى كبر الابناء وتزوجوا والآن اقضي وقتي بين ابنائي واصدقائي. أحرص على عدم إهماله وأقوم بواجبي تجاهه ، لانني اخشى الله فيه ، لكنني لا أهتم بما يغضبه او يفرحه ، كما لم اعد اهتم بأن يكون معي او مع غيري لقد بخل عليّ بالمشاعر الرقيقة في شبابي ، فماذا ينتظر مني الآن؟.