أكدت دراسة أجرتها شركة "جارتنر" للبحوث والدراسات التقنية، أن إجمالي الإنفاق على التكنولوجيا في العام الحالي سيزيد ب2% ليتخطي بذلك حاجز3.7 تريليون دولار، وليبقى هذا الرقم أكبر بالمقارنة مع عام 2012، والذي بلغت نسبة الزيادة في الإنفاق فيه 2.5%. وهذا التراجع الملحوظ في نسبة النمو مرتبط بطبيعة الحال بعدة عوامل أبرزها الزيادة في التكاليف المترتبة عن اقتناء أجهزة الكمبيوتر الشخصية وكذلك محاولة المستهلكين الحصول على برامج أو خدمات بتكلفة أقل. رغم كل هذا فإن توقعات Gartner للعام 2014 تشير إلى زيادة نسبة الإنفاق ب4.1 % أي لتصل إلى مبلغ 3.9 تريليون دولار وهذا ما يعكس تماما الزيادة المستمرة أو بالأحرى الإهتمام الكبير بقطاع تكنولوجيا أو تقنية المعلومات وذلك لأسباب كثيرة ربما قد تعود في أساسها إلى الحساسية أو الخطورة البالغة التي يطرحها الموضوع خصوصا من الجانب الأمني الذي أصبح يأخذ ويناقش على أعلى مستوى، ولعل التجاذب والتعارض السياسي الذي حصل مؤخرا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين حول موضوع القرصنة أبسط مثال على ذلك، زيادة على هذا تبقى توجهات العالم اليوم نحو التقنيات الحديثة على غرار التخزين والحوسبة السحابية وغيرها أهم الأسباب الدافعة إلى الزيادة في الإنفاق العالمي على تكنولوجيا المعلومات. وبالرجوع إلى أرقام التقرير، فإن 3.7 تريليون دولار كقيمة إجمالية للإنفاق على تقنية المعلومات تأتي وكما سبقت الإشارة عكس التوقعات، وذلك حسب إعتقاد شركة Gartner التي أشارت خلال الربع الأول من هذا العام إلى أن نسبة النمو لعام 2013 ستكون بحدود 4.1 % قبل تحديث النسبة ل2 % وهذا بعد تحليل المعطيات والإحصائيات الخاصة بالربع الثاني (Q2) من هذا العام. وتبرر الشركة، هذا الإختلاف وترجعه لسبب التقلبات الحاصلة على مستوى أسعار الصرف والعملات، إضافة إلى النقص الكبير لمساهمة فئة أجهزة تكنولوجيا المعلومات (IT devices) البالغة 695 مليار دولار والتي تقلصت فيها نسبة النمو في الإنفاق من 10.9 % في 2012 إلى 2.8 % فقط في عام 2013. ويرتبط هذا الإنخفاض هو الآخر في نسبة المساهمة أو التمثيل بالنسبة تلك الأجهزة بشكل أساسي بتوجهات الأفراد الإستهلاكية المتعلقة بتلبية احتياجاتهم من هذه الأجهزة وهذا في ظل ما يوفره السوق على سبيل المثال من أجهزة كمبيوتر شخصية ذات حجم وتكلفة أكبر تتزامن وطرح حواسيب لوحية وهواتف ذكية تمتاز بكفاءة أكبر مقارنة بحجمها وتكلفتها الأقل. وفي هذا الإطار، أشارت Gartner إلى أنه وعلى الرغم من أن أجهزة الP« لازالت تمثل الفئة الثانية الأكبر من مجموع أجهزة تكنولوجيا المعلومات، إلا أن شحنات هذه الأخيرة أصبحت تسجل إنخفاضا وتراجعا حادا مقابل الإرتفاع الحاصل والمسجل لصالح الهواتف الذكية والحوايسب اللوحية، كما سيكون هناك حوالي 2.4 مليار من الأجهزة سيتم شحنها خلال العام الحالي، أي بزيادة 6 % مقارنة بالعام الماضي وهذا في الوقت الذي يشير فيه المحللون إلى أن نسبة النمو في الإيرادات مستقبلا ستسجل مستوى أعلى بالنسبة للأجهزة اللوحية وبحوالي 38.9 % وبنسبة 9.3 % فيما يخص الهواتف المحمولة. من جانب آخر فإن أكبر الفئات مساهمة من حيث زيادة الإنفاق على تقنية المعلومات تمثلت في قطاع خدمات الإتصال (Telecom services) والتي واصلت فيه الأرقام الإرتفاع إلى مستويات قياسية، حيث يصل إجمالي الصرف أو الإنفاق على هذا القطاع في العام الحالي مبلغ 1.7 تريليون دولار أي بزيادة قدرت ب0.9 % مقارنة مع الإنخفاض المسجل في العام السابق والمقدر ب0.7-. ويشمل إجمالي الإنفاق على خدمات الإتصال مجموع الإنفاق الحاصل على كل من خدمات وفواتير الهاتف النقال، كذلك خدمات النطاق العريض وشبكات المحمول والثابت والإنترنت وغيرها من خدمات القطاع التي لا يمكن إستثنائها بأي حال من الأحوال من عناصر المكونة والمشكلة للبنية التحية للبلد، وبالتالي يحتم هذا أن يكون مبلغ الإنفاق هنا هاما جدا حين نرى سعي الدول لتبني شبكات ال4G وكذلك السعي الحثيث نحو تحسين خدمات التغطية والإنترنت.