التقى شيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب وفداً من طلبة وطالبات كلية الإلهيات بجامعة اسطنبول بمقر المشيخة، رافق الوفد د. مرتضى بدر عميد الكلية ، د. آدم برنده رئيس قسم اللغة العربية وبلاغتها بالكلية . عبر الإمام الأكبر خلال اللقاء عن سعادته بزيارة هذا الوفد الطلابي لمصر والأزهر متمنياً أن يستفيدوا كثيراً من هذه الزيارة ، مؤكداً أن الإسلام يتميز بكم هائل من التراث والثقافة التي كلما مرت عليه السنون والقرون يزداد قيمة وقدراً ومن ثم تشتد إليه الحاجة في نشره وقراءته والاهتداء بنوره في هذا العصر ، وأضاف قائلاً: أني أشعر بسعادة بالغة حينما أجد شباباً مسلماص متخصصاً في العلوم والدراسات الإسلامية وبخاصة شباب تركيا ، فهي بلد تشكل قلب ومركز التراث والثقافة الإسلامية الموجودة في العالم الإسلامى كله. وقال فضيلته إنى أرى فيكم مستقبلاً مشرقاً لرفعة هذا الدين ورفعة بلادكم وأنكم قادرين على صنع مستقبل ثقافي زاهد ومتميز ، وخير حاملين لرسالة الإسلام الوسطي ، وطالبهم بأن يحافظوا على تراث الحضارة الإسلامية ويكونوا محققوه في محاولة منهم لتثبيت هذه الحضارة في عقولهم وعقول شعوبهم ،لأنها أعرق وأعقل حضارات الإنسانية التي غمرت العالم كله بشتى العلوم الدينية والدنيوية ، بالإضافة لاقتباسهم من معالم الحضارة الغربية فيما يفيد الأمة الإسلامية والبعد عن معالم الهيمنة والإقصاء وفرض ثقافتهم المخالفة لثقافة الأمة الإسلامية والعربية . كما أعرب د. آدم يرنده – رئيس قسم اللغة العربية بكلية الإلهيات عن سعادته البالغة بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر التى طالما يسرت للوفد زيارة مصر الأزهر والتحضير لمقابلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب في محاولة من الرابطة لمد يد العون لهؤلاء الطلاب لأن يطلعوا على معالم الحضارة الإسلامية وكذلك المصرية العريقة والمراكز الاكاديمية والتعليمية، موضحاً أن هذه الزيارة تستهدف أيضاً تحسين اللغة العربية لدى هؤلاء الطلاب ، فقد أختيروا من بين 400 طالب درسوا باللغة العربية في السنة التحضيرية بالكلية وعددهم 25 طالبا . كما التقي الوفد بفضيلة الدكتور شوقي علام – مفتي الديار المصرية ، أوضح فضيلته خلال لقائه بهم أهمية دار الافتاء عامة موضحاً أن الدار تعتبر حصناً علمياً كبيراً أفاد البشرية من قديم الزمان تؤدي دورها ورسالتها الشريفة لبيان الحكم الشرعي اتجاه كافة الموضوعات والجوانب والقضايا الهامة التى تهم جمهور المكلفين من الأمة الإسلامية. كما وجه فضيلته لطلاب الوفد نصيحة هامة لأن يكونوا خير طالبين للعلم الدينى والدنيوى فبهما تكتمل رفعة الأمم وتقدمها ، فبالعلم الشرعي نحقق منهجية التعلم والتعليم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط . وأضاف المفتى لابد أن تكون العلوم الدنيوية أيضاً من طب وهندسة وفلك وزراعة وكذلك بعض المهن الاحترافية مثل النجارة والحدادة أن تكون متسقة ومتلائمة مع ضوابط العلم الدينى ، فكلها جميعها أتفق جمهور الفقهاء عليها بأنها فرض كفاية على المسلمون يمكن بها أن تتحقق نهضة الأمم. من ناحية أخرى شمل برنامج الوفد أمس زيارة لمكتبة الأزهر تعرفوا من خلالها على أهم المخطوطات من التراث الإسلامى وأهم الكتب ، وقسم المسح الضوئي وعدداً من الكليات بجامعة الأزهر الشريف .