أحبها بجنون وانتظرها تسعة أعوام بات يحلم بعش الزوجية الذي سيجمعه بها فهي أنثى بمعنى الكلمة كلما تعانقا ازداد شوقه لها فهي الوحيدة التي تشعره برجولته وفحولته ولم يكن يعلم بأنه أحب حية ناعمة الملمس فلدغتها له كانت القاضية. بعد أن اكتشف خيانتها والى الآن رأسه مثقلة بالتساؤلات فالموت أهون عليه مما شاهدت عيناه. قصة حب عنيفة نشأت بينهما منذ الصغر، كانا يتبادلا فيها الحب الطاهر البريء، والنظرات التي تحمل كل المعاني السامية، وما أن وصلا إلى مرحلة التعليم الثانوي قرر الحبيب الارتباط بشريكة العمر التي كان لا يعنيه من الدنيا سوى أن يعود من عمله ليأنس بها، وتأنس به، ويمكثا سويا ما قدر لهما من وقت. وما أن تقدم لخطبتها، رفض الوالد وأقنعه بتأجيل الخطبة، أو الزواج، لحين الانتهاء من الدراسة، انصرف الحبيب وبداخله آمال أحلام ، وتمنى أن تمر السنون للارتباط بمن شغف بها قلبه. أحس أنه ولد من جديد، بعد نجاحه وحصوله على دبلوم الثانوية الصناعية، فتوجه بسرعة الصاروخ ليطلب يدها، كما وعده الأب، وبالفعل تم الزفاف منذ شهرين. وقرر أن يكمل دراسته بالجامعة لتحسين مستواه العلمي، والأدبي، للحصول على وظيفة حكومية بجانب اشتغاله بمجال الكهرباء. وفى أحد الأيام توجه إلى عمله صباحا بمدينة 6 أكتوبر، ليفاجأ بأن صاحب الشقة التي يقوم بتشطيبها اعتذر له عن الحضور، مما اضطره العودة إلى منزله. استقل الميكروباص وبداخله سعادة غامرة، فصورة زوجته وهى بين أحضانه لا تفارق مخيلته طوال الطريق حتى غلبه النعاس غارقا في أحلامه، ليستيقظ على صوت السائق يخبره بمحطة الوصول. هرول مسرعا صعد السلالم بسرعة فائقة، فحبيبة القلب ستفاجأ به ليطفيء لظى القلب بقبلة اعتادت أن تطبعها على شفتيه، أخرج مفتاح الشقة ليجد الباب مغلقا من الداخل وبكل سذاجة وطمأنينة تخيل أنها قد تكون في الحمام، ضغط على زر الجرس بلهفة قبل أن يتسلل إليه الشك، وقبل أن يعلو صوته فوجئ بالزوجة الحسناء تفتح له الباب مرتدية قميص النوم "البيبي دول"، معتقدا أنها بانتظاره ليرفعها من على الأرض، ويحتضنها بلهفة وشوق العاشق الذي غابت عنه محبوبته، لترد عليه بدلع الأنثى المتلونة، ليزداد حنينا لها، وبابتسامة مصطنعة عرضت عليه الإفطار معها. توجهت إلى المطبخ بكل ثقة وفجور، بينما توجه هو إلى غرفة النوم ليبدل ملابسه، وما أن وقف أمام المرآة استعدادا لخوض معركة حب شرسة، ليفاجأ بشراب أحمر اللون ملقى أسفل طرف السرير، كيف وهو لا يرتدي هذا النوع من الجوارب وبنظرة خوف مما يتوقع، يجد شخصا مختبئ تحت السرير . وما أن شاهده حاول الهرب ليجده عملاقا عريض المنكبين، ضخم، وبدون بنطال، أصابته حالة من الهياج توجه إلى المطبخ، ليطرح الزوجة أرضا، وأمسك سكينا وأخذ يطعنها في أماكن مختلفة بجسدها، بينما انقض على العملاق. ولم يهب ضخامة جسده، وطعنه عدة طعنات مصاحبة بصراخ، وعويل رج أرجاء العمارة التي يقطن بها، ليتجمع الجيران، و يجدوا العملاق، والزوجة الخائنة غارقين في دمائهما. تدخل الجيران لتهدئته، ولكن دون جدوى أصابه الجنون مما رأى، ووقعت عيناه عليه، وانهمر في بكاء هستيري، وقام أحد الجيران بالاتصال بالشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة وإحضار سيارة إسعاف لنقل المجني عليهما إلى المستشفى لإسعافهما. باشر التحقيقات وكيل أول نيابة أوسيم حسام عبد الغنى، بإشراف رئيس النيابة بهاء محفوظ وسكرتارية رزق صبحي، وقف الزوج وبصوت مكتوم ذليل يتمنى أن تنشق الأرض ويسقط بداخلها، يروى مأساته مع الزوجة الخائنة، وعملاقها ذو الشراب الأحمر الذي أتهم الزوج باختطافه، ليجبره على شراء دراجة بخارية، وأنه استدرجه إلى منزله، كما جاء في أقواله أثناء انتقال وكيل النائب العام لاستجوابه بالمستشفى، بينما قالت الزوجة أنها كانت على علاقة به منذ فترة وأن سبب تواجده بمنزلها أنه كان يريد اغتصابها مما اضطرها إلى أن تخبئه أسفل السرير، خوفا من زوجها الذي حضر فجأة دون سابق إنذار. بينما بدت على وجه سكرتير النيابة أثناء قيامه بتدوين أقوالهما علامات الدهشة من تضارب الأقوال. قرر وكيل النائب العام حبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، حيث أكدت تحريات المباحث صحة واقعة الخيانة، وعرضهما على الطب الشرعي، كما قرر إخلاء سبيل الزوج من سراي النيابة، والذي انصرف وسط مواساة الأهل والجيران، ودموع يصحبها الخزي والعار.