يعد من أسوا أساليب الاعتداء على الأطفال هو العنف ضدهم حيث انه يؤثر عليهم نفسياً وجسدياً وعاطفياً . وهذا العنف له أشكال عديدة كإهمال الشخص المسئول عن الطفل له ولاحتياجاته المادية أو التربوية أو العاطفية ، أو الاعتداء عليه بالضرب أو بالسخرية والإهانة له وقد تسبب هذه المعاملة الوفاة للأطفال. وتوجد عدة ظواهر تجعل الأطفال أكثر عنفاً مع بعضهم البعض كظاهرة أطفال الشوارع ، عمالة الأطفال وخاصة في الأعمال الخطرة ، العنف الأسرى والمؤسسي ضد الأطفال ، الاتجار بالأطفال واختطافهم ، والاستغلال الجنسي والتجاري لهم ، سوء العملية التعليمية والتسرب من التعليم ،تدنى مستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم . لذلك يحظر تشغيل الأطفال ، قبل تجاوزهم سن الإلزام التعليمي ، ويجب إن تكفل الدولة كافة حقوق الأطفال ذوى الإعاقات في التأهيل والدمج في المجتمع والاكتشاف المبكر للإعاقات ، كما تكفل الدولة الحماية لكافة فئات الأطفال المعرضين للخطر ، والحماية من كافة أشكال العنف وسوء المعاملة والممارسات التقليدية الضارة بما في ذلك ختان الإناث والزواج المبكر والاستغلال الاقتصادي والجنسي والتجاري ويعاقب القانون من يخالف ذلك . وقد تطرق عام 2012 للعديد من حوادث العنف ضد الأطفال ومنها : وفاة الطفل أحمد سلطان عبد الله 10 سنوات بمحافظة أسيوط. حيث منع المدرس التلميذ من دخول دورة المياه لمدة 3 ساعات متواصلة مما أصابه بالإعياء الشديد كما عاقبه بالضرب لاندفاعه لدورة المياه دون استئذان. وأيضا قيام مدرسة بالأقصر بالاعتداء بالضرب علي تلميذتين بالمدرسة وقص شعرهما لعدم تنفيذهما تعليماتها بارتداء الحجاب . حيث أنها أصدرت أوامر للتلميذات بالفصل بضرورة ارتداء الحجاب فامتثلن جميعهن عدا التلميذتين " 12 سنة " فقامت المدرسة بالاعتداء عليهما بالضرب باستخدام " مسطرة " وجذبهما من شعرهما أمام باقي الطالبات وقص شعرهما . ووصفت جمعية نهوض وتنمية المرأة هذه الواقعة بأنها انتهاكاً لحقوق الإنسان وللحرية الشخصية وحرمة الجسد الخاصة. وطالبت الجمعية من وزير التربية والتعليم إبراهيم غنيم بأن يراجع موقفه بشأن السماح بالضرب في المدارس، وبأن يلتزم بما صرح به المتحدث الرسمي للوزارة من أن الوزارة ترفض جميع أشكال العنف وحرصها على أن تكون العلاقة بين الطالب والمدرس قائمة على الحب والاحترام، ورأت الجمعية أن واقعة قص شعر التلميذتين ما هو إلا انعكاس لتصريحات السيد وزير التربية والتعليم. وكان من المقرر إقامة مهرجانات احتفالات عيد الطفولة في القاهرة ومحافظات أسيوط وسوهاج والمنيا والفيوم في الفترة من 20 نوفمبر حتى 4 ديسمبر. ولكن قرر المجلس القومي للطفولة والأمومة إلغاء جميع المهرجانات في اليوم العالمي للطفل، حداداً على الأطفال ضحايا الحادث المأساوي بمنفلوط في محافظة أسيوط . وأكد على ذلك كاتب أدب الأطفال الأستاذ يعقوب الشاروني حيث قال أن من أكثر الأسباب شيوعاً في جعل الأطفال أكثر عنفاً هو مشاهدتهم للعنف في التلفاز بأشكاله المختلفة فذلك ينمي عندهم دوافع للعنف وخاصة مسلسلات الأطفال عندما يكن فيها مشاهد عنيفة فينعكس مباشرة على الأطفال الذين لديهم استعداد لذلك وينمي عندهم أيضاً ميول عدوانية . وقد يظهر ذلك في تعاملهم مع زملائهم وينعكس أيضاً على التربويين والمدرسين حيث أنهم يرون ان علاج العنف هو عنف مثله لكن هذا التصرف يزيد النار اشتعالاً ويزيد المرض مرضاً لان هؤلاء الطفل يحتاجون لعلاج وليس لعنف.
وهناك طرق عديدة للعلاج كالسلام الاجتماعي أو إحساسهم بالأمن وليس أن نوقع عليه العقوبات البدنية . فالعنف في التربية بوجه عام مرفوض لان العقاب بالعنف يمنع الطفل من اكتشاف الخطأ وهذا غير صحيح ويجعل الطفل يشعر بأنه معتدى عليه وبالتالي يقابل العدوان بعدوان مثله أو ينتج عنه طفل منطوي لأنه يصاب بنوع من الخوف والرعب من المجتمع ويخشى مواجهة المواقف ولا يستطيع أن يواجه مشكلات الحياة . من يتصور أن التربية والعقاب عن طريق العنف قد توقف الطفل عن ارتكاب الأخطاء فهم موهومين ، فجميع الأطفال يعتمدون اعتماد كلى على ولى أمرهم الذي يعد مصدر الأمان والغذاء والحنان والحب لهم . فأهم وسيلة في تربية الأطفال هي شعورهم بالأمان فالطفل ليس لديه خبرة كافية في الحياة ولديه دائما حب استطلاع شديد لكل شىء حوله . وعند تكرار الخطأ يمكن أن نعاقبه لكن بطريقة لا تؤثر عليه نفسياً ولا على علاقته بالكبير كالضرب والسب أو إهانته كل هذا يؤدى إلى عواقب سيئة جدا على الطفل أو علاقته الطفل بنفسه وشعوره بالإهانة أو انه ليس له قيمة وحقوقه مهدرة كحرمانه من جزء من مصروفه أو منعه للذهاب لنزهة يحبها أو الجلوس في غرفته بمفرده كل هذه العقوبات تؤثر جدا في الاطفال ولا تؤثر على علاقته بغيره .