سمىر عبدالقادر مضي عيد الأم دون أن نقدم لصاحب فكرة هذا العيد ما يستحقه من التكريم وهو الكاتب الكبير علي أمين، وعندما دعا علي أمين إلي هذا العيد، وجد معارضة من الكثيرين، وكانت حجة هؤلاء ما سوف يصيب اليتامي والمحرومين من ألم وحسرة، ويجعل كل طفل فقد أمه يشعر بالحسرة والوحدة والانطواء دون باقي الأطفال من أقرانه وأصدقائه الذين يعيشون في هناء وحنان مع أمهاتهم.. ولكن خاب ظن كل المعارضين للفكرة وآمنوا بعد نجاحها وانتشارها بأنه عيد للجميع، من أنعم الله عليهم بأم ومن حرمهم منها، الفريق الأول يحتفلون بها ويكرمونها ويقدمون لها الورود والهدايا اعترافا بجميلها وفضلها، والفريق الثاني يحتفلون بذكراها، ويستعيدون في ذاكرتهم وخواطرهم ما قدمته لهم في حياتها من حب ورعاية، ويقرأون لروحها الفاتحة، ويدعون الله أن يسكنها فسيح جناته. وعلي أمين صاحب الفضل في هذا العيد كان إنسانا بكل ما تحويه هذه الكلمة من معان، كان يحمل في صدره قلبا طيبا جبل علي حب الناس جميعا كانت عيناه تشع بالإيمان والطهر والبراءة كأنه طفل، ولعل هذا العيد الذي طاف بفكر علي أمين كان في بادئ الأمر خيالا، لم يتوقع أن يصبح حقيقة، ولكن إيمان علي أمين ونبع الحب الذي لا ينضب في قلبه جعله لا يهدأ ولا يرتاح له بال حتي أصبح »عيد الأم« واقعا، وأصبح من أنجح الأعياد وأكثرها عموما وانتشارا، وكان هذا العيد خير نعمة غمره الله بها، فأفاض علي روحه الهدوء والسكينة. لقد استمتعت كل أم في عيدها بأجمل ما في الحياة من نبع العاطفة المتدفقة، وأروع ما فيها من انتماء وتعاطف، وأحست بأن الدنيا كلها لا تساوي شيئا بدون هذه المشاعر والأحاسيس التي تربطها بفلذات كبدها، والبراعم التي حملتها بين ضلوعها وصنعتها وأنشأتها حتي تفتحت، وأينعت والتفت حولها في عيدها تؤدي لها مشاعر الحب والتكريم والإجلال.. تحية عطرة لروح الكاتب الكبير علي أمين.. وتهنئة لكل أم بما منحها الله.. وعزاء لكل من حرمت من نعمة الأمومة.