انتعاش تجارة الأضاحي في مصر ينعش ركود الأسوق    ضربات أمريكية بريطانية على مجمع حكومي وإذاعة للحوثيين قرب صنعاء، ووقوع إصابات    «القاهرة الإخبارية»: قوات الاحتلال تعتقل شابا بعد إطلاق النار عليه بمدينة جنين    تفاصيل تعديلات حماس على مقترح صفقة تبادل الأسرى.. هدنة مستدامة    بريطانيا تقدم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 309 ملايين دولار    «حسام حسن بالنسبة ل محمد صلاح أسطورة».. رد ناري من نجم الأهلي السابق على منتقدي العميد    موعد مباراة بيراميدز وسموحة في الدوري المصري والقناة الناقلة وطاقم التحكيم    يورو 2024| أغلى لاعب في كل منتخب ببطولة الأمم الأوروبية    الأرصاد: اليوم طقس شديد الحرارة على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 40    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: جحيم تحت الشمس ودرجة الحرارة «استثنائية».. مفاجأة في حيثيات رفع اسم «أبو تريكة» وآخرين من قوائم الإرهاب (مستندات)    حجاج القرعة: الخدمات المتميزة المقدمة لنا.. تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    متى موعد عيد الأضحى 2024/1445 وكم عدد أيام الإجازة في الدول العربية؟    حظك اليوم برج العذراء الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة    حامد عز الدين يكتب: لا عذاب ولا ثواب بلا حساب!    عقوبات صارمة.. ما مصير أصحاب تأشيرات الحج غير النظامية؟    العراق.. استمرار حريق مصفاة نفط ببلدة "الكوير" جنوب غرب أربيل    الوكيل: تركيب مصيدة قلب مفاعل الوحدة النووية ال3 و4 بالضبعة في 6 أكتوبر و19 نوفمبر    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    تصل ل«9 أيام متتابعة» مدفوعة الأجر.. موعد إجازة عيد الأضحى 2024    مفاجأة مدوية.. دواء لإعادة نمو أسنان الإنسان من جديد    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    رابطة الأندية تكشف حقيقة مقترح إلغاء الدوري بسبب ضغط المُباريات    حزب الله ينفذ 19 عملية نوعية ضد إسرائيل ومئات الصواريخ تسقط على شمالها    المجازر تفتح أبوابها مجانا للأضاحي.. تحذيرات من الذبح في الشوارع وأمام البيوت    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    شاهد مهرجان «القاضية» من فيلم «ولاد رزق 3» (فيديو)    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    صدمة قطار.. إصابة شخص أثناء عبور شريط السكة الحديد فى أسوان    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    بنك "بريكس" فى مصر    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    سعر السبيكة الذهب الآن وعيار 21 اليوم الخميس 13 يونيو 2024    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    أستاذ تراث: "العيد فى مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر فى عاداتنا وتقاليدنا"    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    اليوم.. النطق بالحكم على 16 متهمًا لاتهامهم بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    "لا تذاكر للدرجة الثانية" الأهلي يكشف تفاصيل الحضور الجماهيري لمباراة القمة    الأهلي يكشف حقيقة مكافآت كأس العالم للأندية 2025    مهيب عبد الهادي: أزمة إيقاف رمضان صبحي «هتعدي على خير» واللاعب جدد عقده    أحمد لبيب رئيسًا لقطاع التسويق ب«عز العرب»    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    مسئول سعودى : خطة متكاملة لسلامة الغذاء والدواء للحجاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخبار اليوم تكشف لغز مثلث ماسبيرو !
شركات عملاقة تتصارع علي 37 فدانا.. وعصابة من البلطجية ينفذون خطة لتهجير سكان المنطقة
نشر في أخبار اليوم يوم 23 - 03 - 2012


مدخل مثلث ماسبيرو المهدد بالدمار
البلطجية يهاجمون السكان بالسلاح الآلي في الشوارع !
محافظة القاهرة تخطط لتنفيذ مشروع لتطوير المنطقة وعضو مجلس الشعب وضع يده علي الأراضي
نائب محافظ القاهرة الأسبق يكشف كيف حاول النظام السابق هدم عمارات المثلث وتشريد سكانه

كلنا نعيش بأمان في بيوتنا إلا سكان هذا المثلث، الغامض علي ارض ماسبيرو.. فهم يعيشون علي برميل بارود جاهز للانفجار في اي لحظة.. أكثر من 0523 أسرة حكمت عليهم الاقدار ان يقضوا حياتهم داخل جحور ضيقة في حياة غير انسانية، منذ 07 عاما رضوا بنصيبهم لا يطمعون في قصور الاثرياء.. ولكن الكبار اصحاب القصور طمعوا في اراضي مثلث هؤلاء البسطاء التي تقع علي 37 فدانا في اجمل بقعة علي كورنيش النيل بوسط العاصمة..منذ سنوات طويلة ومحافظة القاهرة تعلن عن مشروع لتطوير المثلث.. وفي السنوات الاخيرة بعد دخول احمد عز وجمال مبارك الصورة.. وسط فساد النظام السابق تم تنفيذ عمليات منظمة لترويع السكان البسطاء وتهديدهم بالعصابات لتهجيرهم وتفريغ الارض لكبار شركات الاستثمار.. وكشف اللواء محمود ياسين نائب المحافظ السابق المسئول عن هذا الملف أنه: كان حتي الاجتماع الاخير يواجه الوزير السابق محمود محيي الدين وحكومة نظيف وفي حضور الوزيرة ابوالنجا معلنا لهم خطة الاحلال والتبديل بدلا من التهجير لانه لن ينفذ جريمة تهجير البسطاء بالاكراه. فهدده محيي الدين بانه سيحضر بدلا منه محافظ الاقصر السابق ليهدمها علي السكان ويسلمها لهم في شهر.. وجاءت ثورة يناير لتنقذ البسطاء مع مصر كلها من الكارثة.
يكشف اللواء محمود ياسين النائب السابق لمحافظ القاهرة حتي منتصف العام الماضي بالمستندات في الملف الضخم الذي يحتفظ بها غموض لغز مثلث ماسبيرو ويقول: ان هذا الملف يحمل لعنة مستمرة منذ ايام عمر عبدالآخر محافظ القاهرة الراحل.. واستمرت مع الذين تولوا من بعده حتي كادت تلك اللعنة تلتهم الناس الغلابة البسطاء سكان عشوائيات هذا المثلث.. حيث كان مخططا حتي قبل الثورة بثلاثة شهور.. هدم المنازل علي سكانها بالبلدوزر وتهجيرهم بالاكراه للصحراء لتفريغ المثلث من السكان.. وتسليم الارض للاستثمار ليتاجر بها المتصارعون عليها خاصة بعد ان دخل جمال مبارك واحمد عز في الصورة منذ عام 7002.
وأوضح اللواء محمود ياسين انه كان مسئولا تنفيذيا عن ملف مثلث ماسبيرو بحكم موقعه وان عملية تطوير المثلث بدأت منذ ايام المحافظ عمر عبدالآخر ولكن منذ تولي عبدالرحيم شحاتة المحافظ الاسبق وبعده عبدالعظيم وزير تم اتخاذ عملية التطوير كغطاء للتخلص من نوعية السكان لتهجيرهم.. والاستيلاء علي جميع الاراضي لتخضع لبيزنس الكبار.. وتعاظم هذا الدور منذ عام 2002.
وقال ان مساحة المثلث كلها حوالي 37 فدانا بالاضافة لعشرة افدنة شوارع وحواري وبعد حذف المباني الحكومية يتبقي حوالي نصف المساحة يعيش بها البسطاء في عشوائيات بمناطق شركس والعدوية وابوطالب واربع عزب برملة بولاق كل عزبة علي مساحة نصف فدان.. وبعض ازقة بولاق..واكد انه كلف المساحة والشئون الاجتماعية بعمل دراسات عن نوعية سكان العشوائيات وعملهم وعددهم للتمهيد لمنحهم التعويضات المناسبة.. وانتهت الدراسة الي ان عدد سكان عشوائيات مثلث ماسبيرو 0523 اسرة.. بالاضافة الي بعض ملاك البيوت القديمة »حائزي الملكية«.
هلع السكان!
وقال اللواء ياسين انه في السنوات العشر الاخيرة تسبب صراع المستثمرين الكبار علي الفوز بإراضي المثلث في نشر الفزع والهلع بين البسطاء وهم 3 جهات: »شركة كويتية« كانت قد فازت بحوالي 42 فدانا لتعويض السكان وتطوير المنطقة.. ولكنها لم تحرز اي تقدم إلا في 3 قطع في شارع ساحل الجنينة.. وحصلوا علي رخصة جراج متعدد الطوابق ولم ينفذوها.. وبعد وفاة رئيس الشركة تم سحب اغلب الاراضي منهم ودخلت مكانها شركة تتبع وزارة الاستثمار بمشاركة بنوك الاهلي ومصر- ومصر للتأمين.والشركة المنافسة الثالثة هي شركة استثمار مشترك بين رجل اعمال مصري ومستثمر سعودي وكانت قد دفعت تعويضات فلكية للسكان بمنطقة وكالة البلح واقامت مكانها ابراجا وفنادق فاخرة علي كورنيش النيل ودفعت هذه التعويضات الكبيرة بسبب احتياجها لمشروعها الضخم.. ولكنها في السنوات الاخيرة »الخمس« »ويقال ان احمد عز وجمال مبارك دخلوا معهم شركاء«.. بدأوا يطمعون في بقية اراضي مثلث ماسبيرو لاقامة حدائق وملاه ترفيهية لتصير منتجعا سياحي ضخما علي اجمل بقعة بكورنيش النيل ولكنهم عرضوا علي السكان اسعارا متدنية للغاية.واشتدت المنافسة بين الجهات الثلاث للفوز ببقية اراضي المثلث ولكن الشركة الاخيرة بدأت تستعين بأجهزة الدولة وعلي رأسهم المحافظ السابق شحاتة ثم وزير.. واخذوا يلوحون للسكان بعصا الاسبق. لاجبار السكان علي ترك بيوتهم مقابل التعويضات الهذيلة.. او الطرد الي بيوت بديلة لصحراء النهضة وغيرها بالاكراه.. ووافق المحافظ عبدالعظيم وزير علي بعض تصرفاتهم لاجبار الناس علي الرحيل.. واصيب الناس بالفزع والهلع من هول المنافسة والصراع بين الكبار من المستثمرين.. وبعضهم كان يقال انهم يلجأون فعلا لعصابات من البلطجية لتهديد السكان.
واضاف اللواء محمود ياسين: استمررنا في مواجهة ضغوط حكومة نظيف والمحافظ حتي فوجئت عام 7002 بشركة »ماسبيرو« التي تمثل الدولة بأنها رفعت قيمة التعويضات للسكان من 3 آلاف جنيه الي 02 ألف جنيه للحجرة الواحدة واعتبار دورة المياه حجرة ثمنها 02 ألف جنيه. وعرضوا ان اتولي التنفيذ بشروطي.. وهي عدم اجبار الناس وتخييرهم بين الانتقال لسكن بديل او قبول التعويض.. او يرفض ولا نكرهه علي ترك منزله الذي يتمسك به.. وافقت علي هذا المبدأ وتبلورت الفكرة للتنفيذ في اغسطس 0102 وجاءت الانتخابات لتؤجلها ولكني كنت استشعر رائحة المؤامرة من ورائي فقد كان يحدث تهديد في الشارع بين السكان في الخفاء من بعض الاجهزة وبمعاونة البلطجية بالمنطقة.. وشعر الناس بالفزع
دليل المؤامرة
ويكشف اللواء ياسين دليل المؤامرة.. انه في الاجتماع الاخير قبل الثورة لمجلس المحافظين وكان يحضرة معهم د. فايزة ابوالنجا ود. محمود محيي الدين وزير الاستثمار »الهارب« عرض عليهم رؤيته الخاصة لحل المشكلة وعرضت عليهم بالاجتماع ان نقيم لهم مساكن صحية بديلة في نفس مثلث ماسبيرو يقيمون فيها مثلما حدث في تجربتي زينهم والوايلي.. وعرضت ان نبدأ التجربة في عزبة »سانتوس« برملة بولاق نقيم بها عمارات ستضم بقية سكان الاربع عزب بالمنطقة.. ويتبقي ثلاثة ارباع المساحة تأخذها الدولة تقيم بها خطة التطوير بطرحها علي المستثمرين المتصارعين
وبدأ محمود محيي الدين يفقد اعصابه ويهدد وسط الاجتماع بأن الحكومة لو جابت اللواء سمير فرج من الاقصر.. وعينته محافظ القاهرة او نائبا له كان زمانه هدم مثلث ماسبيرو وسلمنا الاراضي خالية تماما في شهر وحد!
ولم تعلق الوزيرة د. فايزة ابوالنجا وانهيت الاجتماع معهم رافضا تهديداتهم مؤكدا لهم انني لن استطيع ان اخرج احدا من بيته من سكان ماسبيرو بالاكراه..واجلوا الامر الي بداية يناير.. حتي جاءت قدرة الله بثورة يناير لانقاذ البسطاء في مثلث ماسبيرو من كارثة ومؤامرة حقيقية كان يديرها جميع المسئولين والوزراء بحكومة الحزب الوطني وقتها بدم بارد!
»أخبار اليوم« ذهبت لعشوائيات وسكان مثلث ماسبيرو وفوجئنا بالكارثة وهي ان منفذي المؤامرة اعتمدوا علي جيش من مافيا غامضة وبلطجية مسلحين بالآلي.. عشنا مع سكان مثلث ماسبيرو وشاهدنا بأعينينا عشرات من البلطجية المسلحين يهاجمون الاهالي بالسلاح الآلي والخرطوش لارهابهم.. شاهدنا عصابات المافيا يحطمون المحلات والسيارات ويهددون ارزاق البسطاء عقب احداث بورسعيد حتي نجحوا في اغلاق شارع 62 يوليو تماما وسط وابل من طلقات رصاصهم.. وصبية البلطجية يخرجون من الازقة يحملون زجاجات المولوتوف استعدادا لحرق المنطقة بأكملها.
شاهدنا بأعيننا تفاصيل المؤامرة الغامضة حين حضرت عشرات من قوات امن الطواريء وشاهدنا زعماء العصابات المسلحة الذين روعوا المنطقة ويهددون الاهالي.. وهم الذين يستقبلون قوات الشرطة التي هرعت لاغاثة الاهالي.. ذهلت وانا بينهم اتابع رئيس مباحث بولاق واللواء مفتش الفرقة يستجيبون لطلبات شخص يلازمهم شهرته »لطيف« اخبرنا الاهالي انه احد زعماء عصابات مافيا شهيرة وتسيطر علي عشوائيات القاهرة كلها وقريبه كان بودي جارد شهير يدعي »م. ه« قتل العام الماضي بجرعة هيروين! كان اليد اليمني لبلطجيين شهيرين من بولاق يدعوان »ص.ن« و»م. الابيض« وان جميع اجهزة الامن تبحث عنهم منذ شهور لتورطهم في عمليات مروعة ضد ضحاياهم من الابرياء من الثوار.
اكد الاهالي.. ان لطيف هذا ومعه المسجل خطر »ع.ب« بعد الثورة يعملان كرجال مافيا لحساب احد اعوان الحزب الوطني الذي تحالف مع رجل اعمال كبير ببولاق وتسلل الي مجلس الشعب من خلال حزبه!.. وأضاف الاهالي ان هذه العصابات تعمل حاليا علي تهديد جميع سكان مثلث ماسبيرو لترويعهم وكذلك يروعون الاهالي البسطاء بإغراء الصبية من اولادهم للعمل معهم في عصاباتهم الاجرامية وكثير من الشباب الذين يرفضون العمل معهم.. او يريدون العودة لأهاليهم خوفا من التورط في اعمالهم إما يقتلونهم بجرعات مخدرة.. او يلفقون لهم تهما ويتم سجنهم بالتعاون مع بعض ضعاف النفوس من قوة قسمي بولاق والازبكية.. ولدي الاهالي عشرات من وقائع هؤلاء الضحايا.
الفزع الذي تملكني ونحن نشاهد تفاصيل المؤامرة بأعيننا.. دفعني لمواجهة السيد اللواء مفتش الفرقة الذي يحاصره المدعو لطيف وبقية العصابات المسلحين اخبرته بحقيقة هؤلاء الذين حوله ولماذا لا يقبض عليهم؟ ولكن الرجل كان في حالة توتر شديد لم يرد عليّ إلا بقوله.. »انت تريد اشعالها«.. همس في اذني احد شباب الضباط الذين لم يعجبهم تصرف القائد.. قائلا: ارجوك خاف علي نفسك وعلينا.. انت شايفهم جميعا حولنا مسلحون بالآلي.. ونصحني بأن ابتعد متسللا خوفا علي حياتي!!
علي الرصيف المقابل، التقيت بالعميد عصام عزب مفتش مباحث بولاق والازبكية وقصر النيل رويت له حقيقة الموقف لانقاذ الاهالي وقوة الامن من العصابات التي تحيط بهم.. اكد لي انه سيتوجه اليه فورا وسيتم ضبط هذه العصابات.
عم درديري
الاهالي البسطاء داخل عشوائيات مثلث ماسبيرو حكوا لنا مأساتهم التي يعيشونها منذ سنوات تحت سطوة العصابات التي يعمل اغلبها لخدمة بعض المستثمرين الكبار المتصارعين علي اراضي مثلث ماسبيرو.
الحاج عبدالعال الدرديري.. يعمل اسطي موبيليات بامبو يعيش كسائر سكان عشوائيات المثلث في حجرة مساحتها مترين* مترين بمنطقة شركس، قال وهو يبكي: لقد عشت بهذه الحجرة اكثر من 04 عاما مع والدي ثم تزوجت وربيت فيها اولادي الثلاثة وحاربت لآحميهم من ان يضيعوا مني في جحيم العصابات التي تسيطر علي المنطقة منذ سنوات طويلة، ابنتي »كملت« الجامعة والولدين تعليم متوسط واكد انه مثل الآلاف من جيرانه يتمسكون بالحياة داخل حجراتهم الضيقة.. فهي بالنسبة اليه افضل كثيرا من قصر ينقلون اليه بالاكراه في الصحراء.. وانهم جميعا يعرفون انهم يعيشون في اغلي منطقة بمصر كلها لانها المنطقة العشوائية الوحيدة الباقية تطل علي كورنيش النيل.. وانهم يعشقون الحياة فيها هكذا.. ولن يتركوها حتي الموت.. وانهم واجهوا تهديدات ومؤامرات كثيرة من اعوان الحزب الوطني لترحيلهم من بيوتهم قبل الثورة.. وسيدافعون عنها بعد الثورة ضد العصابات التي تهاجمهم لترويعهم حتي يرحلوا.
صراع الأمهات
أما الشاب هشام عبدالنبي يعمل ميكانيكيا.. وجدناه ينام في حجرة متهدمة بحواري ضيقة.. قال: قبل الثورة بأيام حضر مأمور بولاق وقتها »لواء جمال السعيد« يعمل حاليا رئيس حرس مجلس الشعب.. ومعه رجال الحزب الوطني وعضو مجلس الشعب الحالي ومعدات الحي ليهدموا المنزل المجاور لمنزلي واسرتي واخراجهم بالاكراه لانه كان آيلا للسقوط واثناء ذلك سقطت الحجارة علي حجرتي فتهدم السقف.. قالوا لي اخرج منه.. تحديتهم علي جثتي وقلت لهم سأبني السقف واعيش في حجرتي التي تؤويني فلا اريد ترك منزلي ومن وقتها انام فيه في العراء. رغم تهديدات اعوان العصابات التي تهاجمني ليلا لتهديدي حتي ارحل.
أم كريم ارملة تعيش في حجرة ضيقة بعشوائيات المثلث- قالت: عشت طوال حياتي اكافح لتربية ابنائي الخمسة، 3 أولاد وبنتين بالحلال حتي كبروا، ويساعدوني، كبيرهم عمل جزارا والآخران ابراهيم وسيد عمال ميكانيكا ولكن العصابات العديدة التي تعمل لحساب الكبار لم تتركنا في حالنا استدرجوا احد ابنائي.. وعندما حاول الابتعاد عنهم بعد تدخل شقيقيه ليبعدوه عن الجريمة.. لفقت العصابات بمعاونة ضباط المباحث قبل الثورة تهما للاولاد الثلاثة تحت عين وبصر عضو الحزب الوطني وقتها الذي صار حاليا عضو بمجلس شعب الثورة.. ليساوموه علي استمرار العمل معهم واما السجن.. وعندما رفض الشقيق الاكبر وهدد بفضحهم لفقوا للثلاثة قضايا.. وتم سجنهم ظلما.. واثناء الثورة اجبرهم حراس السجن علي الهروب.. وفرحت بيهم.. ولكن الشقيق الاكبر كريم نصحني بأن اذهب بهم الي المسئولين بالسجون.. حتي يفرجوا عنهم بنصف المدة.. تضيف ام كريم سمعت كلامه وأعدتهم بيدي للمسئولين.. وكتبوا مذكرة بحقائق الظلم الذي تعرضنا له ووعدوني بالافراج عنهم. ولكن للاسف بعد ان اعدتهم للسجن بيدي.. تاهت حكايتنا ولا احد يسمعنا.. وزادت المأساة بأن فرقوهم في سجن في الوادي الجديد لتزيد معاناتي في الذهاب اليهم.
اجتماعات المحافظ
وعندما سألتهم عن موقف محافظ القاهرة فوجئت ببعض سكان ماسبيرو.. يؤكدون انهم في اجتماعات مستمرة مع المحافظ منذ بداية الشهر الماضي.. وان الرجل يكافح لحل مشكلتهم من خلال لقائه بهم ويطلبهم بنفسه وانه نفس المحافظ في حرب خفية سرية في مواجهة مافيا وعصابات اعوان النظام السابق ويريد انصاف اهل ماسبيرو وحل لغزهم الغامض قبل رحيله بعد شهرين علي حد قوله لهم.. فماذا دار بين المحافظ عبدالقوي خليفة وبين ممثلي اهل مثلث ماسبيرو.
الحاج محمد فرحات موسي صاحب محل حلاقة بعشوائيات مثلث ماسبيرو ومعه المحامي محمد ابراهيم صاحب منزل بالمثلث.. اكد انهم ضمن 51 مواطنا ممثلا سكان وملاك مثلث ماسبيرو.. فوجئوا بمكتب المحافظ بنفسه يطلبهم منذ بداية شهر يناير لعقد لقاء مفتوح معهم لحل لغز مثلث ماسبيرو الغامض.. استمع لكل ما يتعرضون له من معاناة وطلبوا منه في النهاية ان يساندهم في مطلبهم الرئيسي وهو عدم الخروج من بيوتهم.
عرض عليهم المحافظ ماكيت تطوير المثلث الذي اعدته شركة الدولة »ماسبيرو للتعمير« ويشمل خطة احلال وتجديد ليقيم السكان في عمارات جديدة وسط جنة من الحدائق والشوارع النظيفة.. كادوا يصابون بالجنون من الفرحة من جمال المستقبل الذي ينتظر اولادهم في عهد الثورة في عمارات فاخرة وجنة حقيقية ستقام مكان عشوائيات ومباني مثلث ماسبيرو المرعبة.
واكد عم فرحات ومحمد ابراهيم المحامي ان العميد محسن بسكرتارية مكتب المحافظ من وقتها وهو علي اتصال مستمر بهم وحضروا مع المحافظ اجتماعين مهمين كان آخرهما منتصف الشهر الماضي وحضر معهم رئيس الشركة التي ستنفذ المشروع وممثلو شركات الاستثمار المتنافسة.. منها شركة كويتية وشركة سعودية.. وكذلك ممثلو اراضي شركات الدولة الكبيرة وكذلك وزارة الري صاحبة مبني ضخم بجواره.. واتفق الجميع علي ان نبيع الي شركة ماسبيرو جميع اراضي المثلث.. وحتي نحن المواطنين الملاك والتي عرضت الشراء بأعلي سعر.. في مقابل ان تتنازل الشركة وجميع الملاك عن 05٪ من مساحة الاراضي لتقام عليها 46 عمارة من 01 طوابق لكل وحدة.. تستوعب 0523 أسرة بالعشوائيات.. وافق الجميع علي ذلك.. ما عدا الشركة الكويتية رفضت.. وبارك د.عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة ذلك الاتفاق الذي تم في حضوره وانهي الاجتماع علي ان نلتقي بالاجتماع المهم خلال شهر مارس الحالي للوصول الي اتفاق نهائي مكتوب لنبدأ في تنفيذ بناء العمارات الفاخرة لسكان عشوائيات ماسبيرو.
خطط التهجير
فجر عم فرحات والمحامي وبقية سكان ماسبيرو قنبلة مفاجأة عندما كشفوا ان هناك علي الطرف الآخر في الخفاء كان اعوان النظام السابق والمنتفعين من شركات الاستثمار الكبري المتصارعة علي اراضي مثلث ماسبيرو في خطط سرية لتهجير السكان بالاكراه يتابعون هذه الاجتماعات.. ويخططون لاجهاض خطط محافظ القاهرة والدولة في حل مشكلة مثلث ماسبيرو لصالح السكان.
واكدوا انه كان مفروضا ان اعضاء مجلس الشعب عن المنطقة يحضرون اجتماعات المحافظ مع الاهالي وشركة الدولة ووجه لهم الدعوة عدة مرات.. ولكن احدا منهم لم يحضر علي الاطلاق.
وبدلا من معاونة المحافظ والسكان فوجئنا بأحدهم وهو للاسف تسلل للبرلمان في جريمة في حق الثورة واعضاء البرلمان.. لانه من اشهر رموز الحزب الوطني السابق وله دور سري في موقعة الجمل ومحاربة شباب الثورة حتي الآن من خلال العديد من عصابات البلطجية الذين يسيطر عليهم ويوجههم حتي الآن بأمواله ورغم خلفيته الاجرامية تسلل الي مجلس الشعب.. ومن خلال موقعه يحارب سكان ماسبيرو لترويعهم بالعصابات الاجرامية لحساب شركة استثمار كبري.
فوجئنابه بعد اتفاقنا الاخير مع المحافظ يشعل المنطقة ذعرا ورعب وتحت حماية عصاباته الاجرامية عقد مؤتمرا اعلن فيه انه قرر وضع يده علي الاراضي الفضاء بمثلث ماسبيرو.. خاصة ارض شركة الاسكندرية للثلج.. وسينفق الملايين لبناء مولات تجارية عليها لشباب بولاق لايجاد فرص عمل لهم.. وان احدا لن يستطيع منعه..واكد عم فرحات واهالي ماسبيرو ان بعض كبار الاهالي كانوا قد عرضوا ان تتجمع سيارات الميكروباص التي تغلق العاصمة كلها في ميدان الاسعاف في ارض شركة الثلج لتسهيل حركة المرور وحماية الركاب من البهدلة الي حين تنفيذ خطة الاصلاح والتجديد وذلك حتي يستطيع المحافظ واجهزة الامن السيطرة علي شارع 62 يوليو والمنطقة من التكدس بالميكروباص والباعة الذين يستثمرهم عصابات البلطجية لنشر الفوضي.. ويستطيعون ايقاف حركة المرور بالعاصمة كلها من خلال تكدس هذه الميكروباصات عندما يريدون واكدوا انهم اخذوا يتصلون بالمحافظ للشكوي من خطط عضو مجلس الشعب وعصابات البلطجة من اعوانه.. ولكنهم فوجئوا برد عضو مجلس الشعب الذي فاجأ الجميع.. حيث نشر اعوانه من البلطجية وعصابات الاجرام بالاسلحة الآلية.. وبدأوا في نشر الرعب منذ بداية مارس الحالي والتعدي علي الباعة والمحلات والركاب ومهاجمة اهالي ماسبيرو انفسهم لعدة ايام يحركهم زعماء العصابات المعروفون تحت اعين رجال امن قوة قسمي بولاق والازبكية وقيادات الامن.
ويؤكد السكان اننا اتهمنا الجميع ولم يحقق معهم احد حتي الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.