يقول الدكتور جمال حمدان في كتابه شخصية مصر تحت عنوان »أصل الطغيان«: »لعلنا لا نتجاوز الحقيقة اذا قلنا ان الفرعونية كانت نوعا من الاستعمار الداخلي... فلقد كانت الفرعونية دولة بوليسية استبدادية أساسا تتبع سياسة القمع والترهيب والترويع والتخويف والتنكيل والتمثيل بالنسبة للجميع.. لقد جاء الطغيان الفرعوني نتيجة حتمية للدولة المركزية، نعم بها كانت مصر اول دولة موحدة »بفتح الحاء المشددة« لكنها بها صارت علي الارجح اول طغيان في الارض، وبطبيعة الحال لا يقصد بالفرعونية فرعون وحده وانما هو والذين معه، اي هيكل النظام ككل.... وفي وجه الطغيان والارهاب لم تنقطع المقاومة الشعبية ولا استكانت،.... صحيح ان اكثر هذه الانتفاضات لم يزد علي ان يكون مجرد هبات أو هوجات وتمردات عاجزة وفاشلة.. ولكن من الصحيح ايضا، ان الكثير منها كان مواجهات دامية مع الطغيان ونجح في كسر وتقييد الاستبداد وارغام الحكام علي تقديم التنازلات المهمة،.... وقد كانت الاغلبية عادة قوة سلبية تدعو فقط الي التهدئة والمحافظة علي الوضع الراهن، مهما يكن فاذا كانت تلك الفورات الشعبية لم تتمكن في النهاية من تغيير النظام، فإنها وصلت الي او قريبا من فكرة الجمهورية، كما فرضت في نهاية النهاية عزل الوالي والاتيان ببديله«؟؟؟.... انتهت كلمات العبقري جمال حمدان، ولعل ما فعله شباب مصر يوم 52 يناير وحتي الآن يعتبر فصلا جديدا يضاف الي شخصية مصر الولادة التي علمها تاريخها الطويل الصبر والحلم ولكن ان لم يجديا في التغيير فإنها تهب هبة رجل واحد ولا تهدأ حتي تنال ما تريد.. والحمد لله فعلها الشباب وقامت مصر وباذن الله لن تعقد مرة اخري حتي تضع اقدامها علي طريق التسابق والتنافس في التحضر والتقدم والديمقراطية وجاء اليوم الذي سيكون الحاكم فيه عاملا عند الشعب ومن اجله لا العكس. دكتور سمير محمد البهواشي استشاري الباطنة والسكر - أوسيم