لسفير ناصر كامل يتحدث » ل أخبار اليوم« أزمة اليورو والمعوقات المؤسسية وراء تأخر صرف المنح الأوروبية لمصر أكد السفير ناصر كامل سفير مصر لدي فرنسا ان نجاح البناء السياسي والتحول الديمقراطي الذي تشهد مصر حاليا وكانت أولي ثماره عقد جلسات مجلس الشعب الثورة كان له الاثر الايجابي علي دوائر صنع القرار في دول الاتحاد الاوروبي.. حيث توقع العديد من المسئولين والخبراء بدول الاتحاد ان تكون مصر من ضمن اكبر 02 اقتصاد في العالم خلال بضع سنوات.. أكدوا أنها مؤهلة لتحتل مكانتها الطبيعية علي الخريطة السياسية والاقتصادية علي المستوي العالمي وذلك في حالة استقرار الاوضاع الاقتصادية والسياسية ووضع الحكومة الآليات التي تعمل علي مواجهة التحديات والمشاكل الاقتصادية وخلق المناخ الجاذب للاستثمار.. وكان هذا الحوار تزامنا مع احتفالات الثورة المجيدة.. حدثني عن نظرة الغرب الي مصر حاليا، وهل تم تسوية اوضاع المصريين المقيمين بفرنسا؟ قال : ثورة يناير ابهرت العالم بسلميتها وعكست حضارة الشعب الذي قام بها والتي استهدفت تحقيق الحرية والعدالة، فتلك الثورة بمثابة عبور جديد وحفرت في وجدان وأذهان شعوب العالم صورة جديدة للمواطن المصري.. وعززت قيمة الوطن وهذا الشعب الذي قام فور انتهاء ثورته.. بتنظيف الميادين والشوارع.. واضاف السفير ان مصر بما تحققه حاليا من ارساء أسس الديمقراطية والشفافية وتداول وتطوير المنظومة السياسية تمثل نموذجا قويا وحيا في منطقة الشرق الاوسط وتعطي لها قوة للعودة الي الحياة من جديد لتقود المنطقة بأكملها نحو مستقبل مشرق وبالنسبة لتسوية اوضاع المقيمين لم يحدث تغير في التشريعات والقوانين التي تنظم سبل الاقامة داخل فرنسا وانما الاساس في التعامل هو الارتكاز علي احترام القوانين دون تفرقة بين جنسية وأخري.. ونحن نبذل قصاري جهدنا لتسوية أوضاع المصريين هنا. أعلن عدد من كبار المستثمرين الغربيين عن مخاوفهم من الاستثمار في مصر نظرا لما شهدته من احداث غير مستقرة.. صف لنا الموقف الحالي؟ المباحثات الناجحة التي اجرتها الحكومة المصرية مؤخرا مع بعثة صندوق النقد الدولي ايضا التصريحات التي اطلقتها فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي نقلت رسالة قوية للمجتمع الدولي.. مؤكدا ان مصر عازمة علي التعامل مع جميع التحديات التي تواجهنا حاليا لتحقيق انطلاقة جديدة لمصر علي جميع المستويات، وان ما يواجهنا حاليا علي المدي القصير السرعة في إعادة الحيوية وتمويل الاقتصاد للتغلب علي التباطؤ الذي شهده الاقتصاد المصري علي مدار عام كامل. واضاف السفير ناصر كامل ان هناك اراء داخل الوسط الصناعي الفرنسي تؤكد علي ضرورة التريث والانتظار لحين انتهاء العملية الانتخابية في مصر كما ان دوائر صنع القرار داخل الاتحاد الاوروبي في حالة ترقب وانتظار لاكتمال المشهد السياسي لتحديد الخطوات اللازمة للتعاون.. وايضا تحديد آليات هذا التعامل مشيرا الي انه بالرغم من اختلاف القوي السياسية في مصر الا ان هناك عنصرا مشتركا يربط بينهما وهو الحرص علي النهوض بالاقتصاد وتبني سياسات جاذبة للاستثمار. وقال السفير ان هناك لقاءات واجتماعات مكثفة مع المسئولين الفرنسيين ومجتمع الاعمال والشركات الفرنسية لتعريفهم بجميع التطورات التي يشهدها الشارع السياسي والخريطة الاقتصادية في مصر وطمأنتهم عن عودة الاستقرار الي مصر خاصة ان الشرطة استطاعت خلال بضعة اسابيع قليلة الي اعادة الانضباط من جديد الي الشارع المصري. واوضح السفير ان اجتماعات القوي السياسية في مصر مع ممثلي اتحاد الصناعات والغرب التجارية ومجتمع الاعمال كانت رسالة اخري لطمأنة الشركات الاوربية والعالمية خاصة وان دول الغرب تتابع وعن قرب مجريات العملية السياسية والاقتصادية في مصر. أعلنت مجموعة الدول الثماني العظمي عن تقديم منح دولية الي مصر ودول الربيع العربي تصل الي 53 مليار دولار لمساعدتهم اقتصاديا ولكن مر عام ولم تتلق مصر حتي الان أية أموال ما السبب؟ لا شك ان هناك دعما وتأييدا سياسيا واقتصاديا من خلال الدول الثماني لدول الربيع العربي بعد ان اعلنت المجموعة عن تقديم دعم لاقتصاديات الربيع العربي لاستكمال عمليات التحول الديمقراطي بما يصل الي 53 مليار دولار. ولكن شهدت هذه المساعدات تباطؤ شديدا لعدة اسباب منها التعقيدات المؤسسية والتي تتمثل في الاسس والمعايير الاقتصادية التي سيتم من خلالها منح هذه المساعدات بالاضافة الي الازمات التي تعرض لها الاقتصاد الدولي بصفة عامة والاتحاد الاوروبي وأزمة اليورو بصفة خاصة والتي كان لها دور كبير في بطء تقديم المساعدات.. الي جانب ايضا انتظار البعض منهم لنتائج المباحثات التي تمت بين مصر وصندوق النقد الدولي.. وقال السفير ناصر كامل ان نجاح الجولة الاولي من المباحثات التي قامت بها الحكومة المصرية مع وفد صندوق النقد الدولي منحت الاقتصاد المصري ثقة دولية من جديد من المتوقع ان تشجع المؤسسات التمويلية والمصرفية العالمية للتعامل مع السوق المصري. وكل هذه الثمار ستنصب لصالح الاقتصاد المصري ودفع عجلة التنمية مرة أخري.. بالاضافة الي عودة معدلات النمو للارتفاع مرة اخري من جديد. واشار السفير الي ان هناك اجماعا من الدول المانحة وعلي رأسها فرنسا علي ان الاقتصاد المصري لدية فرصة.. واعدة للنمو بشكل قوي علي المدي المتوسط والبعيد مؤكدين ان الاقتصاد المصري مرشح ان ينضم الي كبري 02 دولة في العالم وذلك خلال فترة وجيزة. واضاف ان هذه الشراكة تضم مجموعة الثماني بالاضافة الي ما يسمي باصدقاء الشراكة والتي تمثل عددا من دول الخليج وتركيا، وان تلك المساعدات التي سيتم تقديمها خلال هذه الشراكة ستتجاوز ال53 مليار دولار.